الأحد 24 نوفمبر 2024

أخطر من أعداء الخارج أعداء الداخل يخططون لتخريب مصر وإسقاط الرئيس

  • 21-6-2017 | 14:29

طباعة

بقلم – غالى محمد

أيا كان المشهد الذى تتجه إليه قضية جزيرتى تيران وصنافير، وأيا كان ما سيسجله التاريخ حول هذا المشهد، فسوف نترك الأمر للتاريخ.

وأيا كانت الأصوات، التى عارضت التنازل عن الجزيرتين للسعودية، وأيا كانت الأصوات، التى رفضت ذلك فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن نقف فى موقف المتفرج، ويقف معنا كثيرون، ونحن نرى أعداء الوطن الذين استثمروا هذه الأزمة للانقضاض على مصر المحروسة فى وضح النهار، وهم لا يعنيهم - فى حقيقة الأمر - تيران وصنافير، ولا يعنيهم هذا الوطن الذى يمثل بالنسبة لهم صفقة هنا وصفقة هناك.

قد تكون محاولة سياسية لمآرب عقائدية بحتة، أو مآرب تجارية تخفى وراءها سفك دماء هذا الشعب المصرى العظيم.

وهذا ليس بجديد عليهم،فهم يتربصون بالوطن فى أى أزمة أو مطب للانقضاض عليه.

هؤلاء الذين سوف أتعرض لهم تفصيلا فى هذا المقال، هم أعداء الداخل الذين أعتبرهم أخطر من أعداء الخارج، لا يعنيهم الآن سوى هدم الوطن وإشاعة الفوضى به لتحقيق مآربهم، وحتى لو لم تكن أزمة تيران وصنافير، التى أعتقد أنهما مصريتان، لكانت خطتهم ماضية للعمل على إعادة الوطن إلى زمن الإخوان، وزمن الحزب الوطنى وزمن الفساد.

ليس سرًا أن هناك خططاَ ينفذها هؤلاء، لإسقاط مصر فى الفوضى من خلال إسقاط الرئيس عبدالفتاح السيسى، والعمل على عدم ترشحه لولاية ثانية.

ليس سرا، ومن خلال ما قمت برصده، أن قضية هؤلاء القتال بشراسة لتوظيف أى أحداث فى مصر خلال العام الرابع للرئيس السيسى، لكى لا يتقدم لفترة ثانية.

لا أنكر أن هناك أخطارًا تتعلق بغياب الشفافية فى بعض قضايا سياسية واقتصادية قد هيأت لهؤلاء المناخ لتنفيذ خططهم التى تهدف إلى الانقضاض على الوطن، لكى يغرق فى الوحل.

أنبه وأحذر، قضية أعداء الداخل الآن، هى توظيف كل ما هو متاح لكى تعود مصر إلى عصر الفوضى والفساد.

يلعبون على مشاعر الأغلبية من المصريين، حول ارتفاع الأسعار، الذى قد يحدث فى يوليو القادم، وفى المقابل غياب الشفافية من جانب والحكومة بوزاراتها المختصة من جانب أخر .

يتكلمون عن ترتيبات أمنية لصالح إسرائيل فى المنطقة، ونفوذ أكثر لإسرائيل فى البحر الأحمر.

يتكلمون عن قنوات بديلة إسرائيلية تقضى على قناة السويس، وتنازل عن مساحات من سيناء لصالح الفلسطينيين فى إطار ما يسمى بصفقة القرن، ولا مسئول مصرى، يرد على ذلك، وكرة الثلج تكبر وتكبر، والهدف أن تتضخم حتى موعد انتخابات ٢٠١٨، حتى يغضب المصريون على السيسى.

ولا يوجد متحدث رسمى يوضح، وأصبح أعداء الوطن فى الداخل هم الأقوى، فى استغلال هذا المناخ العاتى على الفيس بوك ضد اتفاقية تيران وصنافير، وتحولت الشائعات والأوهام إلى حقائق فى ظل غياب الشفافية، وكأنه لا يوجد شعب، ينبغى أن يعرف الحقائق عن كافة ما هو مثار حتى يتبين الخطأ من الصواب.

الكل وقف فى خندق المتفرج وتركوا الشعب باحتقانه من قضايا الأسعار، يقع بين مخالب أعداء الوطن من الداخل.

ألم يدرك المسئولون والقائمون على أمور هذا الوطن، أننا فى عام عصيب، يسبق الانتخابات الرئاسية القادمة، وأن الأقوى فيه، سيكون من يملك المعلومات ومدى توظيفها فى مخاطبة وتوجيه الرأى العام.

لكن واقع الحال يقول بأن هناك أخطاء نشهدها فى وضح النهار، تتعمد تجاهل قوة الرأى العام المصرى، الذى يسيطر عليه أعداء الوطن.

ويأتى فى مقدمة أعداء الوطن من الداخل، جماعة الإخوان الإرهابية بكتائبها الإلكترونية، التى لا يعنيها سوى الانتقام من هذا الوطن ورئيسه عبدالفتاح السيسى.

الإخوان الذين لا ينسون للسيسي، إزاحتهم من حكم مصر، مع ثورة ٣٠ يونيه.

الإخوان الذين يتحالفون مع كل فصائل الإرهاب لقتل المصريين، يتباكون الآن على أحوال مصر وهم الذين يحرقونها، هم يخططون لإسقاط رئيسها حتى يعودوا للحكم مرة أخرى هم يخططون لحرق مصر من الآن، وحتى انتخابات ٢٠١٨، المهم أن يسقط السيسى، الذى وقف لهم بالمرصاد ولتخليص الشعب المصرى من حكمهم الفاشى، الذى كانوا يخططون من خلالها لقتل وسجن المصريين.

أتكلم عن الشواهد التى تجرى الآن، ولن أتحدث عن التاريخ القذر للإخوان، فهذا من شأن المؤرخين.

نعم، الإخوان هم العدو الأول فى الداخل، وبالطبع مع أعوانهم من الفصائل الإرهابية المختلفة.

تلك الفصائل الإرهابية، التى رضعت الدماء السوداء من ثدى القيادات الإخوانية سواء التى تقبع فى السجون أو التى تصول فى البلاد بعيدا عن أعين الأمن، أو التى تدير من الخارج.. الفصائل الإرهابية فى سيناء والفصائل الإرهابية، التى تقتل إخواننا الأقباط.

هؤلاء نعتبرهم العدو الأول فى الداخل وفى ذات كفة الإخوان.

حتى وإن كان هؤلاء يعملون بدعم من الخارج، فإنهم هم والإخوان سواء يخططون للقضاء على الوطن وإسقاط الرئيس.

أما العدو الثانى فى الداخل، فهو رموز الفساد الذين يطاردهم السيسى ليل نهار من خلال جهاز الرقابة الإدارية، وهؤلاء يندرج تحتهم الكثير والكثير.

من هؤلاء رموز الفساد الذين ينتشرون فى بعض الأجهزة الحكومية، سواء الذين يحصلون على رشاوى أو يتعمدون عدم حماية المال العام وعدم مواجهة التهريب السلعى وعدم مواجهة التهرب الضريبى بمنطق “سيبها تخرب”.

من هؤلاء، مافيا الأسواق، التى تواصل الليل بالنهار لرفع الأسعار، لزيادة احتقان الأغلبية من المصريين، ضد الرئيس والحكومة وكافة أجهزة الدولة، التى تظهر أمام المصريين فى شكل العاجز وغير القادر على ضبط الأسواق.

وبكل أسف هؤلاء معروفون للحكومة والشعب معا، ولكن الحكومة تقف فى موقف المتفرج تجاه هؤلاء، سواء الذين يرفعون الأسعار دون أسباب مبررة، فى السلع المختلفة خاصة اللحوم، وكذلك الذين يسيطرون على منافذ توزيع البوتاجاز.

من أعداء الداخل، أيضًا الذين يتربصون بالسيسى، وربما يتحالفون مع الإخوان مافيا الأراضى، الذين استطاع السيسى، استعادة منهم ما يقرب من أكثر من مليونى فدان، حصلوا عليها بالحرام من أراضى الدولة.

هؤلاء ومن يساندونهم من بعض رجال الأعمال المعروفين وغير المعروفين، فى حالة غضب من الرئيس، وأصبحوا من أهم أعدائه فى هذا العام الذى يسبق الانتخابات الرئاسية، وهؤلاء لا يعنيهم فقط التآمر على الرئيس، الذى استعاد منهم ثروات المصريين، ولكنهم بالأساس يعنيهم أن يستمر مناخ الفساد، حتى يسيطروا على أراضى الدولة هنا وهناك.

وهؤلاء يدركون أن معركة الرئيس فى استعادة أراضى الدولة لم تنته، ومن ثم سوف يعملون المستحيل حتى لا تتطهر مصر من الفساد.

من أعداء الداخل أيضا، كل من أضيرت مصالحه فى استمرار مص دماء المصريين وتدمير شبابهم، سواء كان كبار تجار المخدرات وصبيانهم. وكافة العصابات التى يقف وراءها رجال أعمال لإغراق البلاد بالتهرب بكافة أنواعه.

أيا كان أعداء الداخل، فلا سبيل للقضاء عليهم، إلا اليقظة والاعتماد على سياسات الشفافية فى التعامل مع الشعب المصرى، بدلا من تجاهله، حتى لا يسيطر عليه أعداء الداخل الذين يجيدون سلاح التعامل بالمعلومات وتوجيه الرأى العام المصرى.

وإضافة للشفافية، ينبغى أن تتوقف الحكومة عن المزيد من الإجراءات، التى تؤدى إلى المزيد من ارتفاع الأسعار وتزيد حدة الغضب لدى المصريين، وتجعلهم يقفون فى خندق أعداء الداخل ضد مصر ورئيسها.

وفى جميع الأحوال، لابد أن نفرق بين أعداء الداخل وبين الذين يعارضون بعض السياسات والإجراءات من منظور، وطنى، لا يقف وراءه إسقاط مصر أو رئيسها.

وهذا يندرج على النخبة والشباب المصرى، الذى لا يحمل السلاح والذى لم يرتكب أى جريمة ضد الوطن.

وإذا كنا نتحدث عن أهمية الشفافية، فمن المهم تواصل الإجراءات العاجلة لإنهاء أى حالة من الغضب السياسى وبخاصة ملف الإفراج عن الشباب الذى تم القبض عليه مؤخرا حتى لا نترك أى فرصة لأعداء الداخل للمزيد من استثمار أزمات لتحقيق مآربهم خلال هذا العام السابق لانتخابات ٢٠١٨، خاصة أنهم يراهنون على مزيد من الأزمات وبالتالى المزيد عن استثمارها للانقضاض على الوطن ووضع العراقيل أمام السيسى لمنعه من الترشح.. “وكل ما يحدث يؤكد ذلك.. فهل يتم تفويت الفرصة عليهم”؟

أيها السادة:

تقع الأزمات، تشتد الخلافات، وتزيد المعارضة، لكن مصر هى الأبقى، ولابد أن تبقى، ويصمد شعبها أمام أعداء الخارج وأعداء الداخل.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة