منذ أيام انتهت فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الأول بالمملكة العربية السعودية وتخيلت منذ الإعلان عنه حال "السجادة" الحمراء وما سيقال عنها رغم كل ما قيل ويقال عن أخواتها من السجادات؛ فنحن أمام حالة خاصة تجتمع فيها العوامل الجاذبة للتريند وتزيد، فهى للمهرجان الأول وفى السعودية وتتعلق أستغفرك ربى بالسينما، وما نحن سوى فى انتظار لبدء المهرجان وبعده مباشرة ينطلق الهجوم كما يحدث فى المهرجانات السينمائية المصرية.
ولن يمكننا المتابعة لكثرة رصاصات الكلمات من كافة الجهات، وتخيلت العناوين والصور التى ستصاحب كل خطوة أو حدث أو فيلم أو خبر فكل الأشياء ستكون محاصرة بالتريند فى المهرجان، وتصورت مشاركة كل من ليس له علاقة من بعيد أو قريب؛ فذاك حال التريند فهو متاح للجميع.
رأيت فى الهواء سلاح الكلمات الذى سيتحول إلى "هاشتاجات" تجمع أبناء الوطن العربى على امتداده كما يحدث فيما يتعلق بمصر، وتذكرت أحد الهاشتاجات الذى تعلق بمصر منذ سنوات وتجاوز عدد مشاركيه المائتي مليون رغم أننا فى ذلك الوقت لم نصل المائة! وكيف لا والمهرجان سينمائى ويقام فى السعودية، ولنا فى "الجونة" أسوة فى صناعة الحالة الترندية التى تتكرر كل عام دون كلل أو ملل بذات الكلمات والعناوين والخناقات.
وانهارت قواى ولم أصدق؛ لقد نجا المهرجان من سطوة التريند؛ فها هى السجادة وكأنها بساط الريح القادر على الطيران دون ملاحظة؛ بل بصورة ما لم يركز الكثيرون على الملابس والإطلالات!
لقد نجا المهرجان من الرصاصات المنتظرة لكل سقطة ولقطة، استطاع الإفلات بفعاالياته وسجاداته وأفلامه التى أثارت الكثير! كيف نجى ولماذا.. ذلك ما حدث؟
اللافت للنظر أن المهرجان شاهد استبعاد فيلم "أميرة" للمخرج محمد دياب؛ الذى أثارت معالجته الاعتراضات؛ خاصة أنه يتعرض لقضية الأسرى الفلسطينيين وأبناء النطف المهربة من السجون الإسرائيلية، ولكنه منع من العرض فقط، ولم تثار حوله كما هو معتاد فى المهرجانات المصرية الكثير من الهجوم والقليل من الكلام المنطقى، ورغم أن المهرجان جعل الصحفيين والإعلاميين فى قاعة موازية لقاعة الحفل الرئيسية؛ إلا أنه لم يعترض أحد كما حدث عندما فكر فى ذلك الفنان حسين فهمى أثناء رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائي واستمر الهجوم حتى تم إلغاء الفكرة!
ترى هل أراد الجميع نجاح المهرجان السينمائي السعودى الأول، وحاولوا التغاضى عن كل شيء ليدعوه يمر بسلام وعدم إشعال أي شيء يعكر صفو الاحتفال؟ أم تعاملوا معه مثلما يحدث فى المهرجانات غير المصرية بصورة منطقية ومهنية بعيداً عن التريندات؟ أم أن هناك أسباباً أخرى خفية وراء غياب الحالة الترندية التى كان من المفترض حدوثها ؟
المفارقة أن كل شيء كان يمهد للتريند؛ فلم يتغير لون السجادة "لا قدر الله" فصارت خضراء والإطلالات كانت فى المعتاد والفعاليات كذلك، الأكثر إثارة للدهشة ذهاب السكر المحلى مصاحباً للكريمة ومعهما التمور والحليب ولحق بهم السيف الذهبى والسيارة البنتلى؛ إلا أن كل ذلك لم يأتِ بتريند يلحق من قريب أو بعيد بالبطة شيماء .