اهتمت مواقع الإعلام الغربية برصد التحوّل الكبير الذي شهدته المملكة العربية السعودية هذا العام، بعد السماح بالاحتفال بعيد الميلاد والموافقة على نصب شجرة الكريسماس وتعليق الزينة، للمرة الأولى في التاريخ.
وفي إطار سياسة الانفتاح التي تبنتها المملكة مؤخرا، خففت السلطات من القيود التي كانت مفروضة سابقًا على مظاهر الاحتفال بالأعياد غير الإسلامية، حيث عرضت متاجر في العاصمة الرياض أشجار التنوب الاصطناعية، حيث يمكن للمتسوقين العثور عليها جنبا إلى جنب مع قبعات بابا نويل وأطواق رأس حيوان الرنة، كما أصبحت المطاعم تقدم كعكات عيد الميلاد، وخاصة كعكة "البانيتون" الإيطالية التي عادة ما يتم إعدادها في رأس السنة الميلادية.
وفي السياق، احتوت متاجر الأثاث على عروض لأكاليل الزهور والشموع الحمراء، فيما صممت بعض الفنادق ديكورات بباحاتها الداخلية تتناسب مع الاحتفالات بأعياد الميلاد، وتضمن جزء كبير منها شجرة الكريسماس.
وتزامناً مع احتفالات رأس السنة الميلادية، أعلنت هيئة الترفيه السعودية عن اعتزامها تنظيم فعالية "أوايسس الرياض"، كأول مبادرة من مبادرات أفكار الترفيه التي أطلقها رئيسها تركي آل الشيخ، حيث ستقام في منطقة ترفيهية في الهواء الطلق، وسط الرمال والكثبان الصحراوية، وعلى مساحة برية واسعة شمال العاصمة. وستتضمن الفعالية أنشطة متنوعة، من حفلات غنائية وعروض فنية وموسيقية وأنشطة رياضية.
وصرح عجلان العجلان، وهو مسؤول سعودي يرأس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة الرياض، لوكالة الصحافة الفرنسية قائلاً "يعيش في السعودية 15 مليون أجنبي مع عائلاتهم وأطفالهم بكل حرية وأريحية، حيث يمارسون عاداتهم ويحتفلون بأعيادهم في كل المستويات والمناسبات، وهم مرحب بهم على كل وجه".
وأجرت المملكة في السنوات الأخيرة تغييرات اجتماعية كبيرة وإصلاحات اقتصادية يقودها ولي العهد محمد بن سلمان، فسمح للنساء بقيادة السيارات، وبدخول ملاعب كرة القدم، وأعيد فتح دور السينما، وسمح بإقامة حفلات غنائية صاخبة.
