قد يدفع حب الآباء لأبنائهم وحرصهم الدائم على توفير سبل الراحة لهم، إلى تحمل الكثير من المهام عنهم وعدم إسناد أي من المسئوليات إليهم وهو ما يكسب الطفل شخصية اتكالية غير قادرة على مواجهة أي مسئوليات.
في هذا الإطار يقول الدكتور حاتم عبد الله “أستاذ الطب النفسي"، إن الطفل من عمر عامين يكون أكثر ميلاً للاعتماد على النفس، ولكن من المؤسف أن كثيرًا من الأباء بدواعي التخفيف عن الطفل يقومون بكل المهام التي من المفترض أن يقوم بها الطفل كالطعام والشراب وارتداء الملابس، حتى في مرحلة المدرسة يقومون بكتابة الواجب المدرسي بدلاً منه فضلاً عن تحضير جدول المدرسة ووضع الأقلام والكراسات في الحقائب وبري الأقلام وغيرها من المهام البسيطة التي لا تشكل في ذاتها عبئًا على الأبناء، بل أنها ممارسات من شأنها أن تنمى فى الأطفال مهارات متعددة وتزيد من شعورهم بالمسئولية
وأضاف، أن أهم سبل غرس قيم الاعتماد على النفس في الأبناء هو أن يتخلص الأباء أنفسهم من هوس الخوف الشديد والرغبة الدائمة في مساعدتهم، وكذلك تشيجيع الطفل على تحمل بعض المسئوليات ومكافأته في حال نجاحه فى أدائها مؤكدًا أنه كلما مُنِح الطفل فرصة للاعتماد على نفسه كلما زاد ذلك من ثقته بنفسه وشعوره بالأمان وزاد من مهاراته الاجتماعية وقدرته على التكيف مع أقرانه بعكس الاعتمادية التي تقلل لديه هذه المهارات وتفقده الثقة بالنفس.