الخميس 23 مايو 2024

«حلاوة الدنيا» علمها معني الأمومة أنوشكا: أنا هنا يا ابن الحلال

23-6-2017 | 15:27

حوار– محمد جمال كساب

فنانة المشاعر والإحاسيس مسكونة بالغناء والتمثيل مختلفة في اختياراتها لأعمالها التي تحمل أهدافا نبيلة تعتمد علي الكيف وليس الكم حتي ولو كان مشهدا صغيرا بفيلمي «هيبتا» و«هز وسط البلد».

حصد مسلسلها «جراند أوتيل» جائزة أحسن عمل لعام 2016 واقتنصت عن دورها فيه 13 جائزة كأفضل ممثلة.. رفضت عدة مسلسلات في هذا الموسم واختارت «حلاوة الدنيا» أمام هند صبري الذي يناقش قضية مرضي السرطان والذي لاقي ردود فعل رائعة من الجمهور والسوشيال ميديا. إنها الجميلة أنوشكا التي التقيناها لتحدثنا عن دورها وكواليس العمل وألبومها الجديد الذي تحضر له واحلامها ورأيها في الحركة الفنية الحالية.

كيف جاءت بطولتك لمسلسل «حلاوة الدنيا»؟

رشحني لهذا العمل المخرج حسين المنياوي والمنتج محمد مشيش حيث وجدت السيناريو يدور في إطار اجتماعي تشويقي رائع جدا يناقش قضية هامة لمرضي السرطان الذي يصاب به أكثر من مليون شخص في مصر حسب الاحصائيات الأخيرة وقد جذبني الموضوع لأني أهتم بالجوانب الإنسانية والاجتماعية، والمسلسل لا يعرض المشاكل والحالة النفسية السيئة لمرضي السرطان فقط، بل يقدم الجانب الإنساني ومعاناتهم ومأساة أسرهم ويرسل بارقة أمل وجرعة تفاؤل كبيرة لهم من أجل التمسك بالحياة ورفع أرواحهم المعنوية من أجل الشفاء.

ماذا عن شخصيتك؟

أجسد دور «نادية» أم أمينة الشماع الفنانة «هند صبري» الجميلة التي تصاب بالسرطان ولا تعلم بذلك إلا قبيل زفافها فتنقلب حياتها رأسا علي عقب وتتحول من الفرح والسعادة بالزواج إلي الحزن والمعاناة في مرحلة العلاج وهى شخصية دافئة وقوية تقف لمساندتها في أزمتها والدور مليء بالأحاسيس والمشاعر الفياضة وتقلبات الانفعالات المركبة التي تساعد الممثل علي إظهار موهبته وإمكانياته وهذه النوعية من الأدوار الثرية تجذبنى.

ما الصعوبات التي قابلتها؟

لقد سيطرت عليّ حالة الحزن طوال الوقت سواء في المنزل أو أثناء التصوير فقد أذهب إلي الاستوديو في "مود" الفرح أو أكون مرهقة ومطلوب مني الاندماج في الحزن والبكاء وهذا ارهقني نفسيا وجسديا ولكن الحمد الله استطعت التغلب علي ذلك وحققت النجاح.

رغم أنك لم تمري بتجربة الأمومة في الحقيقة إلا أنك استطعت تقمص الدور ببراعة في المسلسل فما السبب؟

الممثل الموهوب يستطيع تقديم أي شخصية وأنا اضع نفسي مكان الأم واسأل نفسي ماذا سأفعل لو كنت مكانها؟ معتمدة علي منهج الإندماج في الشخصية كما يقول المخرج العالمي ستانسلافسكي رغم أننى لم أقابل امهات مصابة أبناؤهم بالسرطان، كما أن السيناريو الذي أشرف عليه تامر حبيب ساعدني كثيرا في هذا لأنه مكتوب بحرفية وبساطة شديدة وحبكة قوية وقدرة كبيرة علي التشويق وحذب انتباه الجمهور.

كيف كانت كواليس التصوير؟

المسلسل يضم فريق عمل متجانساً ومتعاوناً جدا عملنا بشكل جماعي كأننا أسرة واحدة في الواقع وداخل الأحداث خاصة وأن ما كان يجمعنا هو الجرعة الزائدة من الانفعالات الحزينة والمتباينة في جو من الهدوء والراحة والاحترام وخاصة أن معظمهم اصدقائي هند صبري - ظافر العابدين - رجاء الجداوي - حنان مطاوع - سلمي أبوزيد وتوفير كل ما نحتاجه من خلال المنتج الواعي محمد مشيش وهذا ما حقق نجاحاً كبيرا للمسلسل وظهر هذا في ردود فعل الجمهور ورواد السوشيال ميديا.

ما الذي استفدته من المسلسل؟

تعلمت الصبر من مرضي السرطان وصلابة الإرادة وقوة التحمل والثقة في الله والتمسك بالأمل من أجل الشفاء وكما يقول المثل «من رأي مصائب الناس هانت عليه مصيبته» وهذه الصفات أفادتني كثيرا علي المستوي الشخصي وجعلتني أكثر تعاطفا مع المرضي ورغبة في مساعدتهم.

ما التشابه والاختلاف بين شخصية الأم التي قدمتها في مسلسلي «جراند أوتيل » و«حلاوة الدنيا»؟

الأم تتميز بالعطف والحنان والصبر وهذا موجود عند كل الامهات.. أما الاختلاف فيكمن في البيئة ومستوي التعليم والثقافة والغني والفقر والأحداث الدرامية ففي «حلاوة الدنيا» اظهر المشاعر والانفعالات والخوف بشكل كبير جدا علي ابنتي المصابة بالسرطان وهذا جعلني ابذل مجهودا مضاعفا عن «جراند أوتيل».

مسلسلا «جراند أوتيل وحلاوة الدنيا» اعتمدا علي فورمات إسبانية ما مميزات وعيوب ذلك؟

ليست هناك مشكلة في تقديم أعمال فنية مأخوذة عن فورمات أجنبية سواء إسبانية أو غيرها فنحن لا نقلدها، بل يتم تقديمها لكي تلائم البيئة المصرية من حيث الأحداث والحوار والشخصيات ويكون التركيز علي الفكرة والخطوط العامة والإنسانية وهذا ليس عيبا بل له فوائد كثيرة في تقديم شكل جديد بعيداً عن الأعمال التقليدية وهناك إقبال كبير من الجمهور عليها وإشادة بها.

مسلسل «حلاوة الدنيا» اعتمد علي الكتابة من خلال «الورشة» فهل هذا يجعل هناك تعدداً لوجهات النظر عكس الكتابة من خلال مؤلف واحد؟

لا يهمني كثيرا الكتابة لمؤلف واحد أو من خلال ورشة.. المهم هو النتائج الأخيرة في أن نقدم عملا يحترم عقلية المتلقي أو يكون تطور الأحداث ذا حبكة قوية ويحوى مضموناً هادفاً ويكون دوري مناسباً ومقتنعة به.

وما أسباب اعتذارك عن العديد من المسلسلات لهذا العام؟

رفضتها لأني أفضل التركيز في عمل واحد وأن اعطي له كل وقتي ومجهودي وانفعالاتي كما أن الأدوار التي عرضت علي لم أجد بها اختلافا عما قدمته من قبل ومنها «الزيبق» بطولة كريم عبدالعزيز وشريف منير وقد رشحت لدور ضابط بالموساد الإسرائيلي لكن لم يكن يناسبني.

ما مميزات المخرج حسين المنياوي؟

أعتبره مخرجاً قناصاً للمشاعر يعمل علي التفاصيل الدقيقة ولديه القدرة الكبيرة علي توفير جو من الهدوء والحب والاحترام بين فريق العلم، يجعل الممثل يندمج في الشخصية ويقدم رؤية إخراجية بسيطة للغاية سواء في التصوير أو حركة الممثلين.

كيف ترين المنافسة خلال شهر رمضان الحالي؟

نظرا لانشغالي بالتصوير لم اشاهد سوي مسلسلات قليلة في منتهي الروعة منها «واحة الغروب» لمنة شلبي وخالد النبوي و«هذا المساء» لإياد نصار وحنان مطاوع و«لا تطفئ الشمس» لميرفت أمين وفتحى عبدالوهاب و«كلبش» لأمير كرارة ومحمد لطفى وأحمد صيام و«لأعلي سعر» لنيللي كريم ونبيل الحلفاوي.

وهذا العام توجد أعمال قوية ومميزة علي مستوي التمثيل والإخراج وهذا يصب في صالح الدراما المصرية .

لماذا لا تستغلين موهبتك بالغناء في أعمالك التمثيلية؟

أرفض الغناء في مسلسل أقوم بالتمثيل فيه إلا إذا كان الدور يتطلب ذلك وأفضل لو عرض علي غناء فى مسلسل أو تتر لا اشارك فيه لأني أفضل الفصل بين أنوشكا المطربة والممثلة.

ظهرت كضيفة شرف في مشاهد قليلة بفيلمي «هيبتا» و«هز وسط البلد» فهل أثر هذا سلبا علي نجوميتك؟

بالعكس أنا أعتمد علي الكيف وليس الكم في اختياراتي لأعمالي وحتي لو كان الدور صغيراً ولكنه فعال في الأحداث والدراما ومؤثر أقدمه علي الفور، ولم أندم علي عمل شاركت به ودري بفيلمي «هيبتا» بطولة ماجد الكدواني وجميلة عوض «وهز وسط البلد» لإلهام شاهين كانا مؤثرين جدا ولو وجدت أدواراً كبيرة تعرض عليّ سأشارك فيها لكن السينما مؤخراً لا تقدم سوي أعمال قليلة وأغلبها سطحية وتافهة لذا أرفض المشاركة فيها.

ما شعورك بفوز مسلسل «جراند أوتيل» بعدة جوائز كأحسن عمل لعام 2016 واقتناصك افضل ممثلة أكثر من مرة؟

سعيدة جداً بحصولي علي 13 جائزة وتكريماً عن دوري بمسلسل «جراند أوتيل» أبرزها أحسن ممثلة من المركز الكاثوليكي للسينما مع الفنانين يحيي الفخراني وهالة صدقي وهذا يدفعني للأمام لتقديم المزيد من الإبداع والفن الهادف ويؤكد أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ويؤكد اختياراتي الصائبة لأعمالي.

وجراند أوتيل من المسلسلات الهامة جداً التي قدمت في مصر مؤخرا مثل الأعمال الراسخة والمحفورة في أذهان المشاهدين منها «ليالي الحلمية والشهد والدموع ورأفت الهجان» وغيرها.

هل تتوقعين أن تحصدي جوائز عن دورك بمسلسل «حلاوة الدنيا»؟

لا أضع الجوائز هدفا في حساباتي رغم أهميتها، واجتهد لأقدم دورا مميزا يمتع المشاهدين كما أن التمثيل لا ينجح فيه الممثل بمفرده بل من خلال فريق عمل متكامل في التأليف والإخراج والديكور والاضاءة وأتمني الفوز بجائزة.

ما سبب قلة أعمالك علي المسرح؟

لعدم وجود دور مناسب رغم حبي للمسرح الذي استمتع بالعمل فيه، فهو يجدد طاقاتي التمثيلية من خلال اللقاء المباشر مع الجمهور ولو وجدت مسرحية جيدة وهادفة سأشارك فيها فوراً.

ما آخر أخبارك الغنائية؟

أحضر بعض الأغاني الجديدة المتنوعة الرومانسية والتي سأطرحها في ألبوم قريباً.

هل أنت راضية عما وصلت إليه؟

الحمد الله كل أعمالي حققت نجاحاً كبيراً واشاد بها الجمهور والنقاد والصحفيون وحصلت عنها علي جوائز كثيرة وهذا يجعلني حريصة في التدقيق في اختياراتي وتحقيق نجاح تلو آخر.

ألا تفكرين في الزواج وتكوين أسرة؟

كل شيء نصيب وقدر مكتوب.. الزواج والأبناء وخلافه وعندما يأتي ابن الحلال سأتزوج فوراً، لكني مشغولة بأعمالي وتحقيق ذاتي.