كتب: إسلام أحمد
وقفت الحاجة فاطمة السيد داخل محكمه الأسرة بزنانيرى بثيابها السوداء المتواضعة إلى جوار حفيديها اللذين ملأ الرواق بضحكاتهما البريئة، تقلب كفيها على ما ذاقاه من مرارة اليتم والتشرد رغم أن والديهما مازال أعلى قيد الحياة وما ينتظرهما من مستقبل باهت الملامح إذا ما غادرت روحها جسدها بلا عودة وذلك أثناء أقامتها دعوى نفقة للصغيرين باعتبارها حاضنة لهما بعد سقوط حضانة والدتهما لزواجها بآخر وكذلك زواج والدهما بأخرى.
وتقول الجدة: "تزوجت ابنتي من ابن عمها منذ سنوات، حيث وقفت إلى جواره وساعدته حتى تبدل حاله وتحول من مجرد رجل بسيط يتنقل بين المهن ويلهث وراء بضعة جنيهات لا تسمن ولا تغني من جوع إلى تاجر يمتلك محال وأموال، وبمجرد أن عرف المال طريق جيبه الخاوي تنكر لها وأدار ظهره لطفليه وبحث عن زوجة أخرى ينفق عليها نقوده التي كونها بفضلها، وكف عن إرسال مصروفات لها ولولديه، وكأنها لم تكن سوى مجرد محطة في حياته أو كما يقولون "مصلحة وعدت"، وبعد فشل الوسطاء في حل الخلافات بين ابنتي وزوجها وتمسكه بحياته الجديدة وإصراره على سوء معاشرتها وإهانتها وقع الطلاق، وظل الصغيران بيد والدتهما وفى حضانتها".
وتابع الجدة: "بعد سنوات قليلة تزوجت ابنتي هي الأخرى، وانتقل الصغيران للعيش مع والدهما وزوجته الجديدة التي تفننت في إساءة معاملتهما وتأليبه عليهما والوسوسة إليه بمنعهما من الذهاب إلى المدرسة وتوفير نفقات تعليمهما، وكأنهما أعداء لها وفور علمي بما قررت أن أضمهما لحضانتي وأتولى أنا رعايتهما، وأرحمهما من حياة التيه والتشرد وبعد انتقال الصغيرين للعيش معي طلبت من والدهما أن يرسل لهما نفقاتهما خاصة أن معاشي بسيط لكنه تهرب كعادته فلجأت إلى محكمة الأسرة ".