الأربعاء 15 مايو 2024

نجوم رمضان زمان فهمى عبد الحميد .. فارس الفوازير

23-6-2017 | 16:55

كتب : حاتم جمال

على مدار ثلاثة عقود كون إمبراطوريته، لم يستطع أحد أن ينافسه في مجاله أو يقترب من هذه الإمبراطورية فقد أحاط إمبراطوريته بسياج من الموهبة المختلط بالفكر والفن والتكنولوجيا والخدع جعله أسطورة لن تتكرر في عالم الفوازير فقدم خلال 13 سنة أكثر من 350 فزورة صنعت كبار النجوم وأرَّخت لأسمائهم في عالم الاستعراض، فقد صنع المخرج الراحل فهمي عبد الحميد من الفوازير عنصر جذب لكل أفراد الأسرة على مدار عقد و نصف و صنع معها أسماء ارتبطت بالشهر الكريم من نيللى و سمير غانم "فطوطة" وشيريهان وغيرهم فهو مكتشف الياقوت الفني.

تعد حياة المخرج الراحل نموذجا للفنان المكافح الذى يؤمن بالحب ..حب الوطن و حب العمل و حب الحياة ليجنى ثمار هذا الحب عشقاً من الجميع, فقد ولد فهمي في عام 1939في حي العباسية ورحل والده عن الحياة بعد أربع سنوات من ولادته لكنه تأثر فى شبابه وصباه بالحركات التحريرية التي كانت تجوب كل أحياء مصر و خاصة حي العباسية فتكون حبه للوطن ومعه حبه للفن والذي ظهر مع نعومة اظفاره ليعيش حلم ناصر ويتربى على أفكاره بعد قيام الثورة ليدخل كلية الفنون الجميلة و يتخصص فى مجال الحفر فى نهاية الخمسينات وفي الكلية فتح له باب ملكي لعبور المواهب حيث عمل في سنوات الدراسة رساما في مجلتي " ميكي و سمير " في مؤسسة دار الهلال الصحفية حتى التخرج فى الكلية.. أربع سنوات تعلم فيها الكثير عن الرسم المتحرك و صياغة القصص ليتجه للعمل في التليفزيون المصري بقسم الرسوم المتحركة الذي انشأه على وحسام مهيب وتتلمذ على يديهما.

بداية الاحتراف

في قسم الرسوم المتحركة بدأ يلمع نجم فهمي بعمل فوازير رسوم متحركة فلفت الأنظار اليه فعمل كمساعد مخرج فى العديد من البرامج و المسلسلات وربما كانت الجائزة الاولى له فى حياته عندما اشترك كممثل فى فيلم "الخط الأبيض" حيث حصل على جائزة ذهبية في مهرجان التليفزيون عام 1964 وجاءته الفرصة عندما اسند الي المخرج أحمد سالم اخراج فوازير ثلاثى اضواء المسرح وعمل معه مساعدا وعندما حدث الخلاف بين المخرج والابطال استكمل هو إخراج العمل.

الانطلاق مع نيللى

وعقب نجاح فوازير الثلاثى اسند اليه إخراج الفوازير وهنا وجد مع نيللى واشعار صلاح جاهين ضالته .. فاستمر العمل معها فى الفوازير اربع سنوات بنجاح ساحق مستغلا كل طاقته وطاقتها فى الاستعراض و الخدع و الابتكارات فعمل من اول فوازير " صورة وفزورتين " حتى " الخاطبة " .

ولكن النجاح دائما ما يصدم بأرض الواقع فقد نشبت خلافات بين اسرة الفوازير فكان عليه ان يقدم شكلاً وفكراً جديدين وهو ما حدث في فوازير سمير غانم "فطوطة" الشخصية التى ابتكرها و كانت سبب نجاح تعاون استمر ثلاث سنوات مع سمير غانم من عام 1982 إلى 1984.

وفى عام 1985خرج علينا بالموهبة الاستعراضية شيريهان التى قدمت معه ثلاثة مواسم من الفوازير المقترنة بحكايات "الف ليلة وليلة" وكان لا حديث فى الشارع طوال شهر رمضان الا عن الفوازير وشيريهان خاصة وانه كان يبيت احيانا كثيرة فى الاستديو حتى ينهى الفوازير قبل الشهر.

تجارب متنوعة

وفى عام 1988 قرر ان يخوض الماراثون الرمضانى بنجوم جدد لتجديد شكل الشاشة من خلال فوازير "المناسبات" التي قام ببطولتها يحيى الفخرانى و صابرين وهالة فؤاد وكان على موعد مع النجاح ايضا خاصة وانها كانت فوازير ذات طابع كوميدى وفى عام 1989 قدم فوازير من بطولة المطرب مدحت صالح والفنانة الشابة شيرين رضا التى قدمت الفوازير وابتعدت بسبب الزواج، فى حين ان بطولة الف ليلة و ليلة كانت للنجمة ليلى علوى. وفى عام 1990 توفى أثناء تصوير فوازير "الف ليلة و ليلة" بطولة مدحت صالح ورغدة ومنى عبد الغنى .

مخرجا دراميا

قدم فهمى العديد من الاعمال الدرامية بعيدا عن الفوازير التي اشتهر بها فكانت بداياته فى اخراج مسلسل "وليد وراندا فى الفضاء" ثم عقبه ومسلسل "جحا" وهو اول مسلسل مصرى يجمع فيه بين الممثلين و الشخصيات المتحركة.

حتى كانت النقلة في مسلسل "مبروك جالك ولد" لنيللى و محمود عبد العزيز ولم يكتف بهذا بل كان يخرج فى العديد من الاحيان اغانى للنجوم و لعل أشهر أغنية أخرجها للعندليب الأسمر عبد الحليم "حبيبتي من تكون" .

كذلك اخرج اوبريت "مهرجان الحروف" للفنانة لبلبة، بل و اقترن مع جيل الطفولة فى الثمانينات بأغنية "ابريق الشاى" التي غناها سيد الملاح، هذا فضلا عن عملة مخرجا للبرامج فقد ظل يخرج برنامج "تسالى" طوال عشرة اعوام.