قال رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الدكتور سلامة داوود، إن الله تعالى كرم الأمة الإسلامية بأن جعل القرآن العظيم أنزل بلسانها العربي المبين وشرف ألسنتنا بأن تنطق بالحروف التي اختارها واصطفاها للغة كتابه.
وأضاف داوود - في كلمته خلال ندوة نظمها مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع قطاع المعاهد الأزهرية بعنوان " اللغة العربية .. الماضي والحاضر" اليوم الثلاثاء - أن الله تعالى جعل الأزهر الشريف من الحريصين على هذه اللغة الشريفة المتعبدين في محرابها، المتقربين إلى الله بالبحث في أسرارها.. مشيرا إلى جهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي حرص على إقامة هذا الاحتفال، وضرب مثلا في كلماته في المحافل المحلية والدولية بسلامة لغته وعلوها وصفاتها، وجدد في صورها ومبانيها ومعانيها.
وأكد أن الأزهر الشريف كان ولا يزال حصنا حصينا لعلوم الدين واللغة، حيث نقل طلابه هذه اللغة عبر دول العالم، حتى حملت تراث العالم كله فأصبحت لغة العلم مدة ثمانية قرون وأودعها المزيد من الأسرار ، ولا يدرك شيء من ذلك إلا بالتدبير وطول النظر وكثرة البحث.
وأوضح رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أنه من مميزات اللغة العربية أن حروف الكلمة تعبر عن معناها تعبيرا دقيقا.. مشيرا إلى أن اللغة العربية تتميز بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة.. قائلا:"إنها إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، حيث يتحدث بها يومياً ما يزيد على 467 مليون نسمة حول العالم، وهي من أسهل اللغات وتتيح الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره".
وأضاف أن أهمية اللغة العربية تكمن في أنها من أقوى الروابط و الصلات بين المسلمين، حيث أنها من أهم مقوّمات الوحدة بين المجتمعات.. لافتا إلى حرص الأمة العربية والإسلامية على تعليم لغتها ونشرها للراغبين فيها على اختلاف أجناسهم وألوانهم.
وأشار إلى أن الاحتفال باللغة العربية كل عام أحدث حالة من الوعي بقيمتها وأهميتها وعلى رغم مما يبدو من تحديات متعددة تواجهها اللغة العربية إلا أنها ستتجاوز هذه التحديات وستتغلب عليها كما تغلبت عليها في كل العصور السابقة لأنها الوعاء لكتاب الله المعجز وتعهد الله - تعالى- بحفظ كتابه في قوله " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".