قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، أن القوات النسائية السابقة في أفغانستان التي أنشأتها ودربتها القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة، أصبحت الآن مهددة وتخشى على حياتها من انتقام حركة طالبان، متهمة الحكومات الغربية بنقل موسيقيين ولاعبي كرة قدم وفنانين لم تكن حياتهم في خطر مثل حياتهن.
وقالت الصحيفة إن ”التحالف الذي قادته واشنطن أعلن مرارًا وتكرارًا عن إنجازات القوات النسائية والشرطة، على الرغم من الحساسيات الثقافية التي دفعت العديد من هؤلاء النساء إلى الحفاظ على سرية مهنتهن“، مشيرة إلى أنه قبل سقوط الحكومة الأفغانية السابقة، كان هناك نحو 6300 امرأة على كشوف مرتبات القوات المسلحة والشرطة، أي نحو 2% من إجمالي الأفراد.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني ”هؤلاء النساء أصبحن الآن من بين الفئات الأكثر ضعفا التي تُركت وراء القوات الأجنبية، وليس لديهن مسار واضح لمغادرة البلاد على الرغم من المخاطر التي قد يواجهنها من قبل طالبان، وغالبًا من عائلاتهن لانتهاكهن الأعراف المحافظة للمجتمع الأفغاني“.
وتابعت أنه ”بالرغم من أن الشرطيات والجنديات الأفغانيات اللواتي عملن في ظروف خاصة مع الولايات المتحدة فقط قد يتأهلن للانضمام لبرنامج لدخول الولايات المتحدة كلاجئات، ولكن وفقا لمسؤولين أمريكيين، فإن هذه العملية مكلفة لأنها تتطلب التقديم من دولة ثالثة وقد تستغرق سنوات“.
وأوضحت أن ”حركة طالبان وعدت بإصدار عفو عام عن جميع الجنود والشرطة بعد الاستيلاء على السلطة في أغسطس الماضي. ومع ذلك، فقد تم اغتيال العديد من أعضاء الخدمة السابقين منذ ذلك الحين، وهو رقم قدرته منظمة هيومن رايتس ووتش، بأكثر من 100 شخص في أربع فقط من مقاطعات البلاد البالغ عددها 37 مقاطعة.“ وأكدت أنه ”من بين الضحايا أربعة ضباط في سلاح الجو في مدينة مزار الشريف شمال البلاد، لكن طالبان نفت مسئوليتها عن عمليات القتل هذه وغيرها من عمليات القتل الأخيرة للمسئولين الأفغان السابقين وأفراد الأمن“.
وأكدت الصحيفة ”تقول الشرطيات والجنديات السابقات اللائي بقين في أفغانستان، إنهن أصبحن هدفًا للمطاردة والاضطهاد، فقد هجر معظمهن منازلهن إلى المخابئ، وتم رفض بعضهن من قبل عائلاتهن أو طردهن الجيران الذين يتوقون للانضمام إلى صفوف طالبان، ودون رواتب أو منازل مستقرة، يكافحن من أجل إطعام أنفسهن والعيش في مكان آمن“.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تجنيد النساء في الشرطة والقوات المسلحة، كان يمثل دائمًا تحديًا ثقافيًّا كبيرًا، وقوبل بمقاومة واسعة النطاق في المجتمع الأفغاني المحافظ بشدة، قائلة إنه ”على الرغم من الحوافز التي تضمنت مكافآت نقدية وإقامة مدفوعة الأجر، كافحت الحكومة الأفغانية لتحقيق أهداف تجنيد الإناث التي حددها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.“
وقالت ”تواجه العديد من الشرطيات الأفغانيات السابقات والجنديات عقبة إضافية، تتمثل في الافتقار إلى الوثائق بعد أن مزقت طالبان جوازات السفر الخاصة بهن عندما حاولن الوصول إلى مطار كابول لمحاولة الصعود على متن رحلات إجلاء في أغسطس الماضي.“