يحول كثيرون تحديد أهداف جديدة من أجل تحقيقها في العام الجديد، ولكن أكثرهم يفشلون في ذلك ويظلون محاصرون بين مشاكل الماضي والأزمات التي حدثت لهم وفشلهم في تحقيق أهداف العلن الماضي، فلا يطورون من أنفسهم.
وفي هذا الصدد، قالت الكاتبة الصحفية مروة فتحي، مساعد رئيس تحرير جريدة روزاليوسف، خلال حديثها في برنامج بيت العيلة على قناة نايل فاميلي، إنّ كل واحد منا لديه فرصة لتحسين نفسه وتطوير حياته على نحو أفضل، ولا يمكن أبداً رؤية أي تطور في حياة الشخص إذا التزم بمنطقة راحته ولم يغادرها، ولهذا نحتاج جميعاً إلى جرعة من تحدي الذات لكي نصنع أفضل نسخة عن أنفسنا في كل مرة وفي كل يوم.
وأوضحت أن تحدي الذات يعلم الشجاعة، ويكسب الشخص مهارات وخبرات جديدة، ويرفع من سقف طموحه ومهاراته، وفي النهاية سيحقق نجاحاً باهراً في حياته، ولكي يتم تحدي النفس بالشكل الصحيح يجب أن تأخذ قرار للخروج من منطقة الراحة والتخلص من الكسل، لذلك بادر إلى القيام بعمل جديد لم تقم به من قبل، كالمشاركة في ماراثون، أو التعرف إلى أشخاص جدد، أو قم بتقديم عرض تقديمي في العمل أمام الموظفين، أو شارك في مبارة مع أشخاص لا تعرفهم، أو تعلم لغة أو مهارة جديدة.
وأوضحت أنه من المهم أن تخصص وقتاً لنفسك يومياً لويكن عشر دقائق لتجلس فيها مع نفسك، وتقرر ما الشكل الذي يجب ان تكون عليه حياتك، وما هي الامور التي تجعلك تشعر بالكسل والركود الدائم، وما هي الأمور التي ستجعلك شخصاً أفضل لو تخليت عنها أو قمت بها، ثم اكتب قائمة بالأشياء التي ستتحدى بها نفسك.
وتابعت أن كتابة الأهداف لها أهمية كبيرة وأثر نفسي جيد، إضافة إلى الفرصة الكبيرة لإمكانية تحقيقها بالمقارنة مع من يسير في حياته دون التخطيط المسبق، حيث تساهم كتابة الأهداف في تخيّل الشخص تحقق أهدافه على أرض الواقع وآثارها الإيجابية على حياته، ويساوي هذا التخيل تحقيق الهدف وزرعه في عقله الباطن حتى يتحقق بإذن الله.
ومن أجل كتابة أهداف السنة الجديدة، أوضحت الكاتبة الصحفية مروة فتحي أنه يجب الإطلاع على قائمة أهداف العام الماضي لتحديد ما تم وما لم يتم إنجازه، وتحديد العادات التي نرغب بالتخلص منها، وتقسيم أهدافك إلى أهداف سريعة وأهداف طويلة الأمد، والبدء بهدف سريع كي لا نفقد العزيمة والهمّة، ويجب وضع الأهداف دون الاهتمام بآراء الآخرين، أي الاهتمام بما نحب لا بما يحب الاخرون، مع ضرورة ملأ قائمة أهداف السنة الجديدة 2022 بأهداف سهلة ومفيدة لحياتنا الشخصية والعملية.
وأضافت: يجب كتابة أهدافك على ورقة وتثبّيتها على حائط الغرفة أو المكتب لتبق أمام عينيك وحاضرة في ذهنك دائماً، وتحديد جدول زمني لتحقيق الهدف.
ولكي نستعيد إحساس الأمل والتفاؤل، أشارت إلى أنه يتم ذلك من خلال كتابة ما تشعر بالامتنان لامتلاكه، ونستمرّ في تذكير أنفسنا بما نملك بدلاً من تضييع الوقت في التحسّر على ما لا نملك أو الشعور بالضيق من الأمور التي لا يمكننا تغييرها، والنظر للحياة على أنها خيارارت ويمكنك اختيار الطريقة الإيجابية في التفكير مع تقبل الأفكار السلبية والهدف من هذه الطريقة ليس منع الأفكار السلبية من الظهور، فذلك مستحيل، وإنّما الحرص على ألاّ تبقى معلّقة في داخلك فتؤثّر على صحتّك العامة وتمنعك من الاستمرار في حياتك، وهكذا فإن التفاؤل لا يتعلّق دومًا بتوقّع النتائج الأفضل للمواقف التي تحدث من حولنا، بل إنه قد يتمحور أيضاً حول إعادة بناء الأفكار السلبية بطريقة أكثر إيجابية.
ولفتت إلى أنه من أهم طرق استعادة الأمل هو نشر الإيجابية من حولك ولا يعني إرضاء الآخرين وإسعادهم على الدوام، لكن لا تتردّد في بذل بعض الجهد من حين لآخر لتمدح أحدهم، أو تخبر أحدًا من أحبّائك عن مدى تقديرك لهم، إذ سيكون لمثل هذه التصرّفات الصغيرة عظيم الأثر على مشاعرهم، وعلى مشاعرك أنت أيضاً، كما يجب قضاء وقت مع المتفائلين، فالمشاعر بشكل عام معدية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، لذا احرص على قضاء وقت أقلّ مع أولئك الذين يحبطونك، وساعات أطول مع الأشخاص الإيجابيين المتفائلين المليئين بالطاقة، ونصحت أولئك المتشائمين بأن يتخلوا عن تشاؤمهم، فكل فكرة نخلقها بداخلنا تؤثر على مستقبلنا، ومن يتوقع حدوث السيء فسيحدث بالفعل، فالأفكار السلبية التي تحملها معك يومياً لن تزرع الورود في مستقبلك، فتلك هي الخطوة الأولي لهزيمة أفكارك السلبية، لذا تقبلها ثم واجه مخاوفك وأملأ عقلك بالأفكار الإيجابية، وركز على الأنشطة الإبداعية التي تقودك نحو الأفكار الملهمة، واشغل نفسك بفكرة جديدة أو مشروع صغير من اختيارك وستجد أفكارك الإيجابية تصبح جزء من يومك قبل أن تلاحظ، ويجب أن نعلم أن الفشل ليس نهاية العالم بل هو بداية النجاح ومثال على ذلك توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي الذي نجح في اختراه المصباح الكهربائي بعد 99 محاولة فاشلة، لذا يجب قراءة قصص الملهمين والناجحين التي تعطي العظة والعبرة.