الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

في ذكراه الـ98.. قصة اكتشاف تابوت الملك الذهبي «توت عنخ آمون»

  • 3-1-2022 | 10:42

تابوت توت عنخ آمون

طباعة
  • Hlhkd lpl

في مثل هذا اليوم قبل نحو 98 عامًا، نجح عالم المصريات البريطاني «هوارد كارتر»، في اكتشاف تابوت الملك الذهبي «توت عنخ آمون»، أشهر ملوك مصر القديمة، وأحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، وكان اكتشاف مقبرته وتابوته من أبرز الأحداث الفريدة في الاكتشافات الأثرية؛ لما احتوته من كنوز ثمينة.

تقع مقبرة توت عنخ آمون في واد الملوك، الواقع على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من طيبة في الأقصر، وظلت المقبرة مجهولة إلى أن تم اكتشافها في 4 نوفمبر 1922 على يد «كارتر»، أثناء قيامه بحفريات في هذا الواد، ليصبح فيما بعد أول إنسان يدخل إلى تلك المقبرة منذ أكثر من 3 آلاف سنة.

 

قصة اكتشاف تابوت توت عنخ آمون

يعد وادي الملوك بمثابة مقبرة لفراعنة الدولة الحديثة من تاريخ قدماء المصريين من 1539 إلى 1075 قبل الميلاد، اكتشف به 27 قبرًا ملكيًا ينتمون لثلاث أسر وهي الأسرة المصرية الثامنة عشرة، والأسرة المصرية التاسعة عشرة، والأسرة المصرية العشرين، ويعتقد أنه يضم نحو 30 قبرًا آخر لم يتم اكتشافهم حتى الآن.

واكتشفت مقبرة توت عنخ آمون في نوفمبر 1922، أثناء قيام هوارد كارتر بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس السادس في وادي الملوك، لاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون، ونقشت على جدران الغرفة -التي تحوي الضريح- رسومًا رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات.

وبعدها في 16 فبراير 1923، دخل كارتر للمرة الأولى أرض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ أمون، وكانت مومياء الملك تحت ثلاث صناديق خشبية، حتى تمكن كارتر من الوصول إلى التابوت الذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون.

في البداية، لاحظ كارتر وجود صندوق خشبي ذي نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة، وعندما قام برفع الصندوق لاحظ أن الصندوق كان يغطي صندوقًا ثانيًا مزخرفًا بنقوش مطعمة بالذهب، وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ أن الصندوق الثاني كان يغطي صندوقًا ثالثًا مطعمًا بالذهب أيضًا. 

وبعد رفع الصندوق الثالث، وجد هوارد كارتر التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون، وعند رفع الغطاء الحجري وصل إلى التابوت الذهبي الرئيسي، الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون، وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب.

ولم يكن رفع الكفن عن الملك الذهبي أمرًا سهلًا، حيث وجد كارتر صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطى مومياء توت عنخ أمون، وفشلت محاولته في تعريض الكفن إلى حرارة الشمس لفصله عن المومياء، مما اضطره إلى قطاع الكفن إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذي كان ملفوفًا بطبقات من الحرير، وبعد إزالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى، والتي كانت جميعها من الذهب الخالص.

واضطر فريق الحفر والاكتشاف إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها لإزالة الكنوز والتحف التي كانت موجودة مع المومياء، ثم أعادوا تركيب الهيكل العظمي للمومياء ووضعوه في تابوت خشبي بعد إزالة تلك القطع من الحلي والكنوز.

عرضت المومياء للملك الذهبي توت عنخ آمون أمام الجمهور لأول مرة في فبراير 2010، وذلك بعد نحو 85 عامًا من اكتشافها.

 

أيقونة المتحف الكبير

وتعد مومياء الملك الشاب توت عنخ آمون هي أيقونة المتحف المصري الكبير -الذي يجري تنفيذه حاليًا-، ومن المقرر افتتاحه بنهاية العام الجاري 2022، حيث أنهى مرمموا وآثريوا المتحف المصري الكبير بالتعاون مع أحد الشركات الوطنية، أعمال نقل وإعادة تركيب المقصورة الثانية للملك الشاب توت عنخ آمون، داخل الفاترينة المخصصة لها مع باقي المقاصير الخاصة بالملك الشاب.

ووصل عدد المقاصير التي تم نقلها خلال الفترة الماضية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، ثلاثة مقاصير، حيث تم نقل المقصورة الرابعة والتي تعد أصغرهم ثم الثالثة ثم المقصورة الثانية والتي تعد أكبر  القطع التي تم نقلها حتى الآن من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون.

ومن المقرر أن يتم نقل المقصورة الأولى المتبقية في القريب العاجل؛ لتعرض كل مقصورة من مقاصير الملك «توت عنخ آمون» في فاترينة خاصة، وفقًا لأحدث طرق العرض المتحفي بالقاعات المخصصة لعرض كنوز الملك، والمزودة بأحدث وسائل العرض المتحفي من فتارين ذات تحكم بيئي في درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة، بالإضافة إلى وسائل توضيحية من الجرافيك وبطاقات شرح خاصة بكل قطعة، وكذلك شاشات عرض  توضح سيناريو العرض الخاص بالملك الشاب.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة