السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

رفع البطريرك الرغيف وسأله؛ هل كُتب عليه للمسيحيين فقط؟

  • 3-1-2022 | 11:08
طباعة

في الحرب العالمية الأولى 1914-1918 وقعت مجاعة "سفر برلك " ففتحت البطريركية الأرثوذكسية في دمشق أبوابها لإطعام الجياع والوافدين من بيروت دون تمييز بين دين أو مذهب.

ارتفع سعر القمح كثيرا فاضطر البطريرك إلى رهن أوقاف البطريركية والأديرة كلها وباع مقتنيات وأواني الكنائس الذهبية والفضية ليشتري القمح كي ينقذ الناس من شبح المجاعة القاتل

وكان كل من يمر على الكنيسة المريمية يأخذ رغيفاً من الخبز يقيه الموت، وفي أحد الأيام اشتكى الخوري الذي يوزع الأرغفة من كثرة عدد المسلمين فرفع البطريرك الرغيف وسأله؛ هل كُتب عليه للمسيحيين فقط؟

فأجابه: لا

فَقَال: عليك توزيع الخبز بمعدل رغيف يومي لكل من يريد.

وتدريجياً لم يبق شيء من أملاك البطريركية لم يتم رهنه.

في أحد الأيام طلب متسوّل من البطريرك حسنة فسأله أحد الإكليريكيين المرافقين له عن طائفته، فانتهره البطريرك قائلاً: هل تمنع عنه الصدقة إذا كان من طائفة غير طائفتك؟

ألا يكفيه ذُلاً أنه مدّ يده إليك لتُذِلَّه بسؤالك عن عقيدته؟

رثاه الشيخ مصطفى الغلايني بقوله: نعيتُ إلى أمي العجوز نبأً مفاده: لقد أصاب العرب مصاب عظيم أليم.. فأجابتني: هل مات البطريرك أبو الفقراء؟.

توفي عام 1928 فنقل جثمانه بموكب نادر المثال من بلدة سوق الغرب إلى بيروت حيث عُرض للتبرك في الكاتدرائية. ثم نقل إلى دمشق على عربة مدفع.

شارك في تشييع جثمانه 50 ألف مسلم

أرسل الملك فيصل الأول مائة فارس من الخيالة الى دمشق ليشاركوا بمراسم التشييع.

أطلقت الحكومة السورية مائة إطلاقة مدفع حال وصول جثمانه إلى سورية.

بكاه المسلمون قبل المسيحيون وكانوا يلقبوه بـ"أبي الفقراء".

إنه البطريرك غريغوريوس حداد 1869-1928

الاكثر قراءة