الأحد 9 يونيو 2024

رئيس "الناتو": التحالف يصوغ مساره في بيئة أمنية متغيرة وتوقيت عاصف

حلف شمال الأطلنطي

عرب وعالم3-1-2022 | 15:12

دار الهلال

 قال الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي "الناتو"، جينز ستولتينرج،إن العالم أصبح أكثر تنافسية ويمر بمراحل عاصفة ومتقلبة وغير متوقعة، محذرا من تحديات تشكلها روسيا والصين باعتبارهما "على رأس التحديات الاستبدادية" للنظام الدولي الديمقراطي، على حد وصفه.

جاء ذلك في مقال لستولينبرج نشرته مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية ، ضمن ملف التوقعات العسكرية والأمنية للعام الجديد 2022 ، استقطب أكثر من 26 شخصية بارزة من الدول الغربية والحليفة من بينهم وزراء دفاع ، وقادة عسكريون، وباحثون وخبراء استراتيجيون بارزون، ومديرو شركات دفاعية وتكنولوجية كبرى .

وأكد رئيس "الناتو" في مقاله أن الحلف سينخرط في تعاون أكبر مما سبق مع شركائه الذين يتقاسمون معه القيم والمصالح نفسها. وقال في توقعاته: "إن العالم يمر بأوقات عاصفة ، وأصبح أكثر تنافسية، ومضطرب، وغير متوقع. إذ تواصل روسيا نهجها العدائي العسكري والأعمال الهجينة. والصين أصبحت أكثر حزما وعناداً في الخارج، وأكثر قمعاً في الداخل. وكلاهما يأتي على رأس التحديات الاستبدادية التي تهدد النظام الديمقراطي الدولي. وفي الوقت ذاته، أصبحت الهجمات السيبرانية أكتر تكراراً وتقدماً وإزعاجاً؛ والتهديدات الإرهابية مازالت قائمة؛ والأسلحة النووية تنتشر؛ والتغير المناخي يتسبب في حالات عدم الاستقرار ويفاقم الأزمات.

تلك التحديات تؤثر على أمننا على جانبي الأطلنطي أميركا الشمالية وأوروبا، ورغم اختلاف كل منهما عن الآخر، فليس هناك سوى طريق واحد فقط لمواجهة ذلك، بأن يكونا معاً، في "الناتو".

وفي ظل التزام صارم أبداه الرئيس الأميركي، جو بايدن، وإدارته، علاوة على المشرعين في جانبي الممر، بالتعاون عبر رابطة الأطلنطي والعمل بصورة أكثر فاعلية مع أوروبا، أصبح لدينا فرصة فريدة من نوعها ومسؤولية كبرى لكي نجعل تحالفنا القوي أكثر قوة. وخلال قمة "الناتو" في يونيو الماضي، أقر الزعماء جدول أعمال "الناتو" 2030 للعقد المقبل وما بعده من أجل تقوية التحالف في عالم تثور في النزاعات.

وقررنا استخدام حلف الناتو على نحو أكثر كمنتدى جوهري للاستشارات الأمنية والقرارات بين بلدان الحلف الثلاثين. ونقوم بتقوية قدرتنا على الردع ووضعيتنا الدفاعية على الجبهات كلها- البرية، والبحرية والجوية، والفضائية، والسيبرانية.

ونواصل في محاربة الإرهاب والعمل مع المجتمع الدولي للمشاركة في إحلال الاستقرار على حدودنا، بما فيها الاستفادة من الدروس والعبر المهمة من المهام الميدانية السابقة.

في الوقت ذاته، نزيد من جهودنا في كل المجالات، وبشكل خاص على صعيد المرونة، والتكنولوجيا، وتأثير التغيرات المناخية على البيئة الأمنية. نقوم بتطوير الأهداف في جميع دول التحالف لتعزيز قدرة مجتمعاتنا، وبنيتنا التحتية، وسلاسل العرض على الصمود والمرونة في وجه التحديات. ومن خلال تقليص الهشاشة والاتكالية، سيكون لدينا قدرة أفضل على مقاومة التدخالات الخارجية، واستعادة التوازن بصورة أسرع في حال الهجمات للتأكيد على أن جيوشنا قادرة على العمل بكفاءة في جميع الأوقات.

وعبر العمل سوياً، تحت مظلة "الناتو"، نحقق التفوق التكنولوجي للبقاء في حلبة المنافسة، ويتضمن ذلك الاستثمار في التقنيات الحديثة والمتطورة من تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى التكنولوجيا الحيوية والحاسبات العملاقة "الكوانتم".

وقد أطلقنا "مسارع التحديث الدفاعي" لدول حلف شمال الأطلنطي، أو DIANA، كما أنشأنا صندوقاً جديداً للابتكار (صندوق الناتو للابتكار NIF). وسيتيح كلاهما، DIANA وNIF، تسخير الابتكارات المدنية بصورة أفضل لصالحنا، ولتحقيق أمننا، ولتيسير التعاون عبر الأطلنطي وتبادل التكنولوجيات الجوهرية."

في الختام، نتعاطى مع تأثير التغير المناخي على أمننا، فهو يمثل تهديداً ومسبباً للأزمات المتكررة، لذا علينا تكييف وعينا وجاهزيتنا في ضوء ذلك.

كما يستثمر الحلفاء في الحلول المستدامة، التي تشمل الوقود البيولوجي للطائرات، وألواح الطاقة الشمسية لتشغيل الأجهزة. إضافة إلى ذلك، فلأول مرة في تاريخه، يطور حلف "الناتو" آلية عمل عبر أعضاء التحالف لرصد الانبعاثات العسكرية، حتى نتمكن من الحد منها.

في تلك الميادين كافة، سينخرط "الناتو" في حوار وثيق مع الشركاء الذين يتقاسمون معنا القيم والمصالح ذاتها؛ بما فيها الدول والمنظمات والشركات الخاصة والمؤسسات الأكاديمية. فتحقيق السلام، والقواعد العالمية، والنمط الديمقراطي لحياتنا، يمثل جهداً مشتركاً نسهم فيه جميعاً. في يونيو 2022، سيلتقي قادة "الناتو" مجدداً، وهذه المرة في مدريد في إسبانيا.

وسيقرون خلالها "المبدأ الاستراتيجي التالي" لحلف "الناتو"- وهي وثيقة محورية ستحدد معالم الطريق بالنسبة للتحالف. كان المبدأ الاستراتيجي الأخير، الذي يعود تاريخ إقراره إلى 2010، قد أشار إلى روسيا باعتبارها شريكاً استراتيجياً؛ ولم يرد ذكر للصين، وعرج باختصار وعلى عجل إلى قضايا التكنولوجيا والمناخ.

أما الوثيقة الجديدة ستجسد بيئتنا الأمنية المتغيرة، وستعيد التأكيد على القيم الأساسية، فيما ستشدد مجدداً على محورية رابطة التعاون عبر الأطلنطي بالنسبة لأمننا ودفاعنا. ومع حلول عام جديد، يتعين علينا الاستمرار في تأكيد التزامنا بالوحدة عبر الأطلنطي وتحويل قرارات أجندة "الناتو 2030" إلى حقيقة وفعل.

بهذا الشكل، سنواصل التأكيد على تحقيق الأمن والحرية لكل شعوبنا في ظل عالم يعتصره انعدام اليقين.