بين عام مضى وعام قدم لحظة فارقة.. الكون كله كان يتطلع اليها يتنظرها بشغف وفضول، وأمل وقبول، بلهفة العاشق للقاء الحبيب وآلام لفلذة كبدها بعد اشتياق وغياب، لحظة أرض عطشى لماء عذب منهمر بلا انقطاع، يحول سوادها إلى زروعات وأزهار بكل الألوان وباختلاف الأشكال والألوان والألسنة والأديان، كانت متعلقة بتلك اللحظة والعيون مترقبة بدقات عقارب الساعات، التى تشبه دقات قلوبها الملتهفة إلى أى بارقة أمل تحقق أمانيهم المستعصية إلى واقع ملموس أمام أعينهم.
بين باى وهاى لحظة أولها باء وآخرها هاء..
"باى" للأيام التى ولت بخيرها وشرها وبدموعها وفرحها وبانتصاراتها وهزائمها بجبر الخواطر، وكسرها بأحباء كانت لنا معهم حكايات، باتت الآن ذكريات.. بأحلام مبتورة لطالما تمنينا أن تقف على ساقيها بدون جدوى.
و"هاى" للأيام المقبلة بوجه بشوش، نستقبلها وتستقبلنا مطمئنة وتضحك لنا فكما يقول المثل "اضحك للدنيا تضحك لنا".
نُسرُّ لها بأمانينا وبما تخبئه قلوبنا الطيبة من محبة للآخر دون خجل، وكلنا أمل بأنها سترأف بنا وتكون معنا لا علينا وتحقق بإذن الله ما نأمل ونحلم.
فقط بحسن الظن (سبحانه وتعالى) خالقنا وفى قدره وكل ما خلقه لنا من مقدرات أينما ولّينا وجوهنا وأخذتنا أقدامنا، غرقنا فى خيراتها ومنافعها فلا نحزن من تأخر تحقيق ما نحلمه، فكل شىء بقدره وفضله.
كل ما علينا أن نتفاءل بالخير وقدومه.. "تفاءلوا بالخير تجدوه" هذه المقولة الرائعة لخصت كل الطاقة الإيجابية التى نحتاجها بالحياة، علينا أن نجعلها أساس حياتنا وبين أعيننا وقلوبنا التى نرسمها كثيراً هذه الأيام باللون الأحمر القانى بأشكال مختلفة ونرسلها لأحبائنا وأصدقائنا.. تعبيرا عن إخلاصنا ومحبتنا لهم.. علينا فعلا أن نملأها بالمحبة الحقيقية الوارفة لتفيض بالإنسانية النقية الصافية النافعة للجميع..
كل سنة وأنتم سعداء.