رصدت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ عواقب اشتداد موجة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" الأخيرة داخل الولايات المتحدة، والمدفوعة بارتفاع إصابات مُتحور أوميكرون، فضلا عن العواصف الشتوية، والتي أدت جميعها إلى توقف العودة إلى العمل بعد انقضاء إجازة أعياد الميلاد.
وأفادت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي- بأن الأمر تسبب أيضا في تقطع السبل بركاب شركات الطيران وترك العديد من المكاتب والأعمال التجارية والمدارس والكليات فارغة بعد انقضاء فترة الأعياد الرسمية، مع الإشارة إلى اقتراب المعدل المتداول لسبعة أيام من رصد حالات الإصابة بكوفيد يوم أمس الأول إلى عتبة ال400 ألف إصابة جديدة، وفقًا لمتعقب بيانات الفاينانشيال تايمز..
وكان هذا المعدل ضعف معدله عن الأسبوع السابق وأعلى بكثير من ذروات الإصابة السابقة، ما أجبر أرباب العمل على إعادة التفكير في خطط العودة إلى المكاتب مرة أخرى. كما دفع الانتشار السريع لمتغير أوميكرون القابل للانتقال إلى حد كبير العديد من بنوك وول ستريت، والتي كانت من بين أكبر أبطال العودة إلى المكتب، إلى التراجع عن تلك الخطط، وقالت متحدثة باسم بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس بأن من يمكنهم العمل من المنزل عليهم القيام بذلك حتى 18 يناير، مشيرة إلى ارتفاع معدلات الإصابة داخل المجتمع الأمريكي.
وطلبت "سيتي جروب" وهي أحد أكبر شركات الخدمات المالية الأمريكية ومقرها في نيويورك، من موظفي المكاتب الذين لم يكونوا بحاجة إلى التواجد في المكتب دعم العمليات التجارية الهامة للعمل من المنزل "خلال الأسابيع القليلة الأولى من العام الجديد". كما شجع ريتش هاندلر وبريان فريدمان، أكبر اثنين من كبار المديرين التنفيذيين في مجموعة جيفريز، الموظفين على تجنب وظائف العمل الداخلية وأي رحلات عمل غير مهمة.
وكتبا في رسالة بمناسبة العام الجديد: "من الناحية الواقعية، لا نتوقع أن نحظى جميعًا بفرصة آمنة للبقاء معًا في مكاتبنا حتى يوم 31 يناير على أقل تقدير".
وفي هذا، سلطت "الفاينانشيال تايمز" الضوء على تأرجح قادة الأعمال وراء حملات التطعيم كأفضل أمل لهم لاستئناف أنماط عمل أكثر طبيعية، لاسيما بعد إيقاف أكثر من 2800 رحلة جوية أمريكية وتأجيل 3800 رحلة أخرى حتى ظهر يوم أمس، كما أدى عدد من الاضطرابات المتعلقة بالطقس القاسي ونقص الموظفين في شركات الطيران إلى عدم تمكن العديد من المسافرين من العودة إلى العمل في نهاية فترة الإجازة.
وأجبرت الثلوج الكثيفة على إغلاق المكاتب الحكومية والمدارس في واشنطن العاصمة حيث ضربت العاصفة الشتوية منطقة وسط المحيط الأطلسي، ما أدى إلى تفاقم التحديات التي تشكلها عدوى كوفيد. وحث بريان موناهان، الطبيب المعالج للكونجرس والمحكمة العليا، مكاتب الكونجرس واللجان والوكالات الرسمية على الانتقال إلى "وضع العمل عن بعد" بعد أن قفزت معدلات الإصابة الإيجابية في مركز اختبار الكابيتول هيل من 1 في المائة إلى 13 في المائة.
وقال نظام المدارس العامة في واشنطن العاصمة إنه سيُطلب من الطلاب والموظفين في مدارس واشنطن تقديم دليل على نتيجة اختبار كوفيد السلبية كشرط للعودة إلى المدرسة بعد غد الخميس، حيث اختلفت أنظمة المدارس في جميع أنحاء البلاد حول ما إذا كان يجب إعادة فتحها.