تعتزم وزارة الصحة تحديث البروتوكول العلاج لفيروس كورونا، وهو أمر مستمر ومرتبط بمدى استجابة المرضى للأدوية المختلفة التي يتم استخدامها في مستشفيات العزل، وستوفر الدولة المصرية أدوية جديدة لعلاج كورونا تؤخذ عن طريق الفم خلال يناير الجاري، وهو ما وصفه أطباء ضروري لمواجهة المتحورات الجديدة من كورونا، موضحين أن أعداد إصابات كورونا في مصر في ازدياد وأننا بدأن الموجة الخامسة من الجائحة.
كان الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة، قد أعلن أن مصر تعاقدت على شراء دواء شركة «فايزر» المضاد لفيروس كورونا، موضحا أن عقاري شركتي ميرك وفايزر لا يغنيان إطلاقًا عن تلقي اللقاح، وأنهما يستخدمان في الحالات الأولية فقط لإصابات كورونا، أي يمنع من دخول المستشقيات ويقلل من معدلات وفيات كورونا، ومن المبكر جدًا الجزم بأن عقار ميرك يُغني عن أدوية البروتوكول العلاجي لكورونا.
فيما أكد الدكتور محمد عبد الحكيم النادي عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، أن اللجنة أدرجت عقار باريسيتينيب في البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا بعد أن أثبتت عدة دراسات عالمية فاعليته كدواء مضاد للالتهابات لحالات كورونا الحرجة التي قد تحتاج للوضع على أجهزة التنفس الصناعي، أو الدخول للرعاية المركزة.
الموجة الخامسة من كورونا
وفي هذا السياق، قال الدكتور فايد عطية، الباحث في علم الفيروسات الطبية، إن تحديث البروتوكول العلاجي في مصر لفيروس كورونا هو أمر يتم بين الحين والآخر لتعديله وإضافة أو حذف بعض مكوناته وذلك وفقا للبروتوكول العالمي الذي تضعه منظمه الصحة العالمية، موضحا أنه في البداية لم يكن هناك مضادات للفيروسات وكان يضم مسكنات ومضادات حيوية وخافض للحرارة وفيتامينات.
وأوضح عطية في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه فيما بعد بدأ إدخال مضادات الفيروسات على عدة أنواعها وبعض الأدوية التي تحتوي على كورتيزون، والتحديث يتم طبقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية، مؤكدا أن تعاقد مصر على الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم من الخطوات الهامة لأن هذه الأدوية هي الأحدث عالميا.
وأكد أن من ضمن الأدوية التي أثبتت فاعلية كبيرة وخاصة في الإصابات المكتشفة مبكرا، أحدهما أنتجته شركة فايزر بمفردها والآخر أنتجته شركة فايزر مع شركة فرنسية، موضحا أن هذين الدواءين سيكونا فارقين للغاية في علاج المصابين بالفيروس.
وبشأن الموجة الخامسة من كورونا واحتمالات حدوثها في مصر، أشار أستاذ الفيروسات إلى أن مصر حاليا في الموجة الخامسة والأعداد متزايدة وغير معلوم حتى الآن متى يمكن أن تنتهي، لكننا بالفعل بدأنا الموجة الخامسة.
مواجهة المتحورات الجديدة
ومن جهته، أكد الدكتور محمود عبد المجيد، رئيس مستشفى صدر العباسية سابقا، أن تجديد البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا، أمر ضروري لمواجهة التحورات الجديدة للفيروس، لذلك من المهم تحديث البرتوكول، وإضافة الأدوية الجديدة التي تظهر في العالم، وهو أمر ضروري لأن هناك أدوية جديدة وأكثر فاعلية تظهر وتقرها المنظمات العالمية في قطاع الصحة.
وقال "عبد المجيد"، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، إن الأدوية والعقارات الجديدة التي أنتجتها شركة فايزر تشفي تقريبا 90% من الحالات البسيطة والمتوسطة، لذلك تعاقدت عليها مصر لتوفيرها وإضافتها للبروتوكول العلاجي للمصابين بكورونا، وتساعد على رفع نسبة الشفاء وتقليل نسبة دخول المرضى للرعاية المركزة.
وأضاف أن الوضع الحالي لجائحة كورونا حاليًا يشهد ارتفاعًا في أعداد الإصابات لكنها ليست إصابات خطيرة أو شديدة، فكل نزلات البرد حاليًا في الغالب هي إصابات كورونا، بسبب تشابه أعراض متحور أوميكرون مع أعراض نزلات البرد، موضحًا أن خطورة الإصابات في الوقت الحالي، أقل نتيجة للتوسع في حصول المواطنين على اللقاحات المضادة لكورونا.
وأشار إلى أنه من المهم، استمرار المواطنين في الإقبال على التطعيم سواء لمن لم يحصل عليه تماما أو الحاصلين على الجرعة الأولى أو الجرعتين، أن يقبلوا على التطعيم حتى يحصلوا على الجرعة كاملة، بعد إقرار الجرعة المعززة لمن حصل على الجرعتين قبل 6 أشهر، مشددًا على أنه يجب أن يحصل نحو 70% أو 80% من المواطنين على اللقاح.
ولفت إلى أن الوصول إلى 70 مليون مواطن حصلوا على الجرعتين يساعد في خلق المناعة المجتمعية ضد الفيروس، واستمرار الحصول على الجرعة المنشطة أو التعزيزية يساعد على مواجهة الجائحة.