الثلاثاء 21 مايو 2024

قصة الفستان العتيق على السجادة الحمراء (صور)

شارليز ثيرون

فن7-1-2022 | 22:16

دار الهلال

السجادة الحمراء مثل البورصة المالية، بل ربما أكثر شهرة، وعلى الأقل يتوفّر مراسل واحد يحمل الميكروفون على أهبة الاستعداد، ومصور ليلتقط صورًا لكل ما يحدث.

ولكن مثلها في ذلك كمثل العديد من البورصات المالية، غالبًا ما تتسم معاملاتها بالغموض، وتدفع بيوت الأزياء الشهيرة مبالغ مالية غير معلن عنها للمشاهير حتى يكونوا "سفراء" لمنتجاتهم، ولكي يرتدوا أثوابهم وستراتهم وملابسهم الخاصة ويجملون أظافرهم، رغم أن ذلك لا يشمل العلامات التجارية كافة ولا كل المشاهير.

وهذا هو السبب في الارتفاع الثابت والموثّق للملابس العتيقة على السجادة الحمراء، ويمكن توقع استمرار موسم الجوائز هذا العام، حتى لو لم يتم بعد التخطيط لنقل حفل جوائز "جولدن جلوب" تلفزيونيًا يوم الأحد المقبل.

وفي الخريف الماضي، لبست أوليفيا رودريجو، ثوب حورية البحر بدون حمالات، من عام 2001 لفيرساتشي في حفل جوائز "إم تي في للأغاني المصورة".

كما ارتدت زيندايا، ثوب روبرتو كافالي المُعاد إعداده منذ عام 2000 في حفل جوائز الكرة الذهبية في باريس، التي نالها الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب باريس سان جيرمان، وفي احتفالية "ميت جالا" للأزياء، اختارت أديسون راي، ارتداء ثوب أحمر اللون ضيق الخصر من جوتشي يرجع للعام 2003.



وتقول شيري بالش، جامعة التحف والأشياء القديمة ومالكة متجر "شريمتون كوتور": "يدرك العديد من الناس أنّ ما نشاهده على السجادة الحمراء يُدفع ثمنه، وأنّها فرصة لعرض العلامات التجارية".

وفي عام 2008 على سبيل المثال، كشفت دعوى قضائية أن الممثلة شارليز ثيرون، تلقت 200 ألف دولار أميركي مقابل إرتداء مجوهرات "شوبارد" في حفل توزيع جوائز الأوسكار قبل عامين.



وأضافت بالش تقول: "لذلك عندما يختار شخص ما ارتداء الملابس العتيقة، فإنهم يقولون: أنا مجرد فرد هنا. وأنا أرتدي هذا لأنني أحب شكله وكيف يبدو عليّ. ولا أهتم بأنه لا يخضع لرعاية شخص بعينه. وهذا يبدو أكثر أصالة بالنسبة للعديد من الناس في عالم مشهور للغاية".

لطالما كان للثياب القديمة حضور واضح على السجادة الحمراء: "لنأخذ مثلًا فستان ديور، من خمسينيات القرن الماضي، الذي ارتدته ريس ويذرسبون، في حفل جوائز الأوسكار عام 2006، أو "جوليا روبرتس" التي كسرت قواعد أزياء الأوسكار بارتدائها فستان "فالنتينو" لعام 1992 في حفل 2001".



لكن هواة الجمع، بما في ذلك السيدة بالش، يقولون إن الطلب الحالي لم يكن أعلى من أي وقت مضى، حتى مع تأجيل الفعاليات الكبرى بصفة مستمرة أو تصعيدها خلال الوباء، وإنهم يصلون إلى مستهلكين جدد، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى وجود المزيد من المشاهير والمصممين الذين يمنحونهم ثقتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإعادة صياغة الكيفية التي يمارسون بها أعمالهم.

أما متجر "أرالدا فينتاج"، الذي زوّد أوليفيا رودريجو، بأقراط فراشة الكركدن التي كانت ترتديها في حفل جوائز "إم تي في للأغاني المصورة"، بالإضافة إلى سترة شانيل من التسعينيات التي كانت ترتديها في البيت الأبيض في يوليو الماضي، ولديها متجر في "بيتشوود كانيون" في لوس أنجلوس، وهو حي هادئ أصبح أقل هدوءًا نوعًا ما منذ عام 2020، بعد أن ذكر هاري ستايلز اسم مقهى محلي في أغنية واجتذب حشدًا من الزوار الجدد المتحمسين، ويبدو المتجر الصغير وكأنه سر، مع الإضاءة الخفيفة الدافئة، ورفوف من الترتر، والريش، والتول المبطن للجدران.



وقالت برين جونز صاحبة المتجر، إنها تعتزم افتتاح متجر ثان هذا العام في حي "لوس فيليز"، وسيكون بمساحة أكبر، مع المزيد من الملابس العتيقة غير المصنفة، مع أسعار يمكن الوصول إليها، في حين أن المتجر الأصغر سيبقى مجهزًا بنوع من القطع المؤرشفة الراقية التي يبحث عنها المشاهير والمصممين، وذلك عندما أراد جاستن بيبر شراء منتجات قديمة لزوجته هيلي في عيد ميلادها، تواصلت مصممت الأزياء الخاصة بهم، كارلا ويلش، متجر "أرالدا فينتاج".

وأشارت إلى أنّه عندما يتعلق الأمر بالحصول على مظهر عتيق على السجادة الحمراء، فإن التحدي الأكبر غالبا ما يتمثل في تحديد المقاس، والتغييرات المؤقتة قد تكون مطلوبة لتحقيق التناسب المثالي، ولكن ليس من دون المخاطرة بالهيكل الأصلي للقطعة القديمة.

وهواة جمع القطع القديمة، بطبيعة حالهم، يهتمون كثيرا بالمحافظة على المقتنيات. وفي حين أن البعض لديه متاجر للبيع، مثل جونز وبالتش، فإن البعض الآخر يستأجر القطع فحسب.

وقالت هايلي ليدو، التي يملأ متجرها "ليدو أركايف" لتأجير الملابس القديمة، منزلا مترامي الأطراف في "لوس فيليز" ومشبع بروح جاذبة تتسم بها حقبة التسعينيات: "أشعر بقوة دافعة تجاه منح القطع منزلا دائما. هناك الكثير من اللون الوردي، والمطبوعات المشوشة، والدعائم الضخمة، والمانيكانات ذات الشعر المستعار في كل مكان.

وأضافت: "أنه أمر صعب، لأنه من الناحية المالية، سيكون مفيدا أكثر إذا بعت تلك القطع، ولكنني لا أبيعها أبدا".

وقالت أيضا إن هناك بالنسبة لأحد المشاهير مخاطر أكثر عند إرتداء الأزياء القديمة في فعالية مباشرة من تلك التي تظهر في صورة فوتوغرافية معدلة، واستطردت: "عندما تكون السجادة الحمراء، فيجب أن تكون مثالية. والملابس القديمة ليست مثاليا دائما. يجب أن تسير أمور كثيرة على ما يرام".

وتشارك بالش، التي تدير "شريمتون كوتور" من منزلها في كندا، "لقد قلت في الماضي، كلما ارتدى شخص ما ثيابًا قديمة بالفعل، فإن ذلك أشبه بالمعجزة، وهذا ليس مجرد كونه مثيرًا، بل هو الحقيقة الفعلية، فهؤلاء الناس يمكنهم الحصول على أي شيء".

وبعيدًا عن التحدي المتمثل في تحقيق التوافق السليم، أو التنافس مع العلامات التجارية التي تدفع للمشاهير لكي يرتدوا تصميماتهم، فقد تكون بعض التصميمات الكلاسيكية هشة للغاية. فالملابس قد لا تكون مناسبة للجلوس على العشاء وتبادل الشراب في حفل "جولدن جلوبز"، على سبيل المثال، بالإضافة إلى موكب العرض وحفلات ما بعد العرض.

وقد تبدو بعض القطع الكلاسيكية قديمة للغاية كما هو واضح، ويميل المشاهير ومصمموهم إلى تفضيل القطع المناسبة لمختلف الأزمنة أكثر انسيابية للسجادة الحمراء.

لكن ربما بدأ هذا يتغير،  وفي شهر سبتمبر الماضي، امتدحت مجلة "فوج" وغيرها، الممثلة السمراء "روث نيجا"، بطلة فيلم "باسينج" 2021، لارتدائها فستان من عام 1992 من تصاميم "أرنولد سكاسي"، مع أكمام الزمرد المخملية المنتفخة على طراز فستان الأميرة ديانا، والذي استعاره مصممها الخاص "ويلش" من متجر "شريمتون كوتور".



وقالت ليدو، متذكرة عملها كمتدربة في مجلات الأزياء في أواخر سنوات مراهقتها ثم مساعدة للعلاقات العامة في أوائل العشرينات من عمرها: "كنت دائما الشخصية الغريبة". لافتة إلى أنها كانت في سنواتها المبكرة مراهقة متمردة في أوريجون، وكانت تحلم بالهرب من خلال المجلات، وتلفزيون إم تى في، وشرائط الفيديو الخاصة بالسجاد الأحمر لحفلات الجوائز الشهيرة.