الثلاثاء 4 يونيو 2024

"كفايانا أكياس بلاستيك".. مبادرة تأخرت كثيرا؟!

27-6-2017 | 12:01

بقلم : نبيلة حافظ

أخيرا وبعد طول انتظار جاءت مبادرة وزارة البيئة التي تحمل عنوان "كفايانا أكياس بلاستيك" لتشارك العالم في دعوته للحد من استخدامها، المشاركة من جانبنا جاءت متأخرة عن موعدها كثيرا بعد أن سبقنا إليها معظم بلاد العالم، والذي أدرك مبكرا خطورة استخدام تلك الأكياس على صحة الإنسان وآثارها السلبية على البيئة، من هنا جاء الاتفاق على الحد من استخدامها والذي تبلور في صورة إطار عالمي طالب بتخفيض استهلاك تلك الأكياس البلاستيكية.

المبادرة التي أطلقها وزير البيئة الدكتور خالد حنفي في الأيام القليلة الماضية بالاشتراك مع كبرى السلاسل التجارية في مصر تهدف إلى تغيير أنماط الاستهلاك في التعامل مع الموارد وتشجيع المواطن المصري في التحول نحو سياسات واستخدامات حياتية تكون صديقة للبيئة والتي بالطبع تكون في صالح صحة الإنسان، المبادرة بكل المقاييس جيدة ولكن المهم أن تخرج من حيز الأوراق وتطبق على أرض الواقع.

ومن الغريب حقا أن يعلن وزير البيئة عن حجم ما نستخدمه من أكياس بلاستيكية في حياتنا اليومية, فالرقم المعلن عنه يمثل كارثة بكل المقاييس، فنحن يا سادة يا كرام نستهلك 12 مليار كيس سنويا، الرقم رهيب ويجسد كم الأموال التي تهدر في هذا الاستخدام الخاطئ والأهم ما يمثله من حجم المخاطر والكوارث البيئية التي تحيط بالمصريين من جراء استخدامهم لهذه الأكياس أضرار صحية لا حصر لها وأمراض لا شفاء منها، هذا بالإضافة إلى ما تمثله من أوجه إسراف مبالغ فيها، والتي تؤثرسلبا على الاقتصاد المصري، ليس هذا فحسب بل إنها تستنزف العملة الصعبة التي نحن في أمس الحاجة إليها لأن المادة المستخدمة في تصنيعها يتم استيرادها من الخارج.

ولا تتوقف الآثار السلبية لاستخدامنا لتلك الأكياس عند هذا الحد بل لها تأثيرات أخرى كبيرة على السياحة البيئية والغوص، فلقد أثبتت الدراسات أنها السبب الرئيسي في القضاء على الشعب المرجانية ونفوق واختناق الكائنات البحرية.

كل هذه الأسباب ألم تكن كافية لكي نغير من نمط حياتنا اليومية ونحاول أن نجد البديل الآمن على حياتنا وبما يحفظ بيئتنا وينمي اقتصادنا؟ أعتقد أنها كانت كافية جدا لكي نتخذ تلك الخطوة مبكرا ومنذ سنوات طويلة ماضية، ولكن قدرنا أن نكون دائما في آخر الركب.

ففي أوروبا وكثير من دول العالم - حتى في بعض البلدان العربية - تم منع استخدام الشنط البلاستيكية تماما في محلات الطعام ومتاجر السلع الغذائية وتم استبدالها بشنط صديقة للبيئة يتم استخدامها مرات عديدة حرصا على توفير المال من ناحية والأهم الحفاظ على صحة الإنسان من المخاطر ومن أجل أن يعيش ـ أيضا ـ في بيئة آمنة ونظيفة!