الجمعة 21 يونيو 2024

سينما المناسبات

27-6-2017 | 12:45

بقلم -طاهــر البهــي

 

 أول الدروس التي تعلمناها ونحن نحبو على درب النقد الفني أن السينما ذاكرة الإنسانية ومرآة الشعوب، وأن الفن الذي لا يسجل عادات وتقاليد شعوبه لا فائدة منه، وكان ذلك هو تيار السينما الواقعية الذي ضم فرسانا بدأوا من العبقري كمال سليم ورائعته العزيمة، مرورا بالراحل الكبير صلاح أبو سيف الذي سجل ملحمة من الروائع التي خلدت الحياة اليومية للمصريين بكل أفراحها وأتراحها، من أحيائها الفقيرة وقصورها الفارهة، فلاحيها وأسيادها، شبابها ونسائها بتسجيل أمين ودقيق للحياة اليومية بكل تفاصيلها وملامحها، فكانت العديد من الأفلام التى اعتبرتها السينما على مر عصورها بمثابة وثائق سجلت تاريخ مصر وعادات وتقاليد شعبها التى توارثوها جيلا بعد جيل، ومن هذه الأفلام "حياة أو موت" للمخرج العبقري كمال الشيخ، الذى سجل فى مشاهد أكثر من رائعة طبيعة الحياة وتفاصيلها اليومية في شوارع مصر المحروسة من العتبة إلى شارع قصر العيني، وقد سار العبقري عاطف الطيب بواقعيته الجديدة في رائعته "سواق الأوتوبيس" على نهج أستاذه صلاح أبو سيف فى توثيق بعض من صور حياة المصريين اليومية.
الآن ما أحوجنا إلى عودة السينما المصرية للقيام بدورها المهم في تسجيل يوميات المصريين فليس الجميع يعيشون في الكومبوندات والقصور الفارهة ويقضون ليلهم في البارات وصالات الديسكو، مصر تحتاج إلى من يسجل حاضرها بالصوت والصورة، أفراحها وأحزانها وخاصة عاداتها .