أيام قليلة تفصلنا عن عيد الفطر وكل منا يحاول جاهدا التخطيط له بشكل جيد حتى يستغل كل لحظة فيه بشكل بعيد عن ضغوط العمل والمشاكل وأعباءالحياة اليومية ، يملك كل منا في حياته مشاكل وهموما تجعله يعجز عن الاستمتاع بالحياة عامة وبالمناسبات السعيدة خاصة، فالاكتئاب أصبح هو السمة الرئيسية لهذا العصر..
ولكي نتعرف على كيفية التعامل مع الحياة وما تحمله من مشاكل كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة غادة حشمت خبيرة التنمية البشرية واستشارات الأسرة.. هل تساعد الأعياد والمناسبات على التخلص من الاكتئاب؟
العيد فرصة لقضاء أوقات سعيدة بعيدة عن الحزن والإحباط، كما تساهم مثل هذه المناسبات فى التخلص من حالة الاكتئاب، كما يجب أن يتطلع الجميع دائما إلى الأفضل وأن يكون لديهم أمل وعلى ثقة في أن الغد سيكون أجمل بإذن الله، لذلك علينا اغتنام الفرص المتاحة في المناسبات السعيدة لنبدأ مرحلة جديدة ننتصر فيها على الأحزان، فالعيد يضخ لدينا الطاقة الإيجابية، وبعض المتخاصمين يتخذوا من الأعياد فرصة للتواصل والمصالحة من جديد، فهي فرصة يجب أن نستغلها لنتغلب على أي من حالات الاكتئاب، سواء بالتجمعات والخروج والتجديد الدائم في ثوابت الحياة، أو بتغيير الأماكن والسفر إلى أماكن جديدة بحيث نغير الأسلوب النمطي للحياة ككل.
وهل تقلل مواقع التواصل الاجتماعي من حدة الحزن في البيت المصري؟
مواقع التواصل الاجتماعي "سلاح ذو حدين" فأحيان هي مصدر للفرح والبهجة، لأنها تجمع شمل العائلة والأقارب والأصدقاء من كل أنحاء العالم، كل هذا تجديد يومي ومطلوب، وفى أحيان أخرى تعتبر مصدرا للاكتئاب بسبب أخبار الوفيات والحوادث اليومية والأخبار السياسية، والتغيرات في الأوضاع الحياتية اليومية التي تترك أثرها على الحالة النفسية للمواطن المصري.
كيف نحتفظ بسعادتنا أثناء أيام العيد ؟
هناك فارق كبير بين أن تكون في الحياة وبين أن تستمع بها، فنحن جئنا إلى الدنيا مجبرين، لكن ما يفقده الكثيرون منا أن الاستمتاع بالحياة أمر لا يمارسه إلا قليلون، وهم الذين يرفضون الروتين والنمطية فيعيشون الحياة وفقا لشروطهم الخاصة وليس ما وضعه الآخرون من شروط، فإذا أردت الانضمام لهذه الشريحة من الناس عليكِ أن تعيدي النظر في حياتك من جديد.
هل يعتبر تجنب المشكلات بصورة مؤقتة هروبا من الواقع ؟
إذا أردت الاستمتاع بالحياة، فأعط لكلّ شيء حقه ووقته، على أن تكون الحياة متوازنة بشكل طبيعي، وأن تسير حياتكِ العملية والاجتماعية في مسارها الصحيح، فلا نعمل طوال الوقت حتى لا نتحول إلى آلة تتنفس فقط وتفقد الشعور والإحساس، فاللحظات السعيدة لن نجدها إلا في حياة طبيعة كاملة، كما أن الاستمتاع بكل تفاصيل الحياة يجعلنا نتقبل واقعنا كما هو، مما يكسبنا الشعور بالأمان والراحة وكل هذه الأمور معدية مثل الأمراض تنتشر وسط الجموع، من الرجل إلى زوجتة ومن المدير إلى موظفيه، وغير ذلك.
وقد أثبتت الدراسات أن الاستمتاع بالحياة من أسباب إطالة العمر، فالذين يستمتعون بحياتهم ينعمون بوظائف جسدية أفضل، ويقومون بأعمالهم اليومية بنشاط أكبر، وهذا لا يعني أنّهم لا يشيخون ولكن علامات الشيخوخة تتأخر في الظهور لديهم، ولكي أقول إننى أستمتع بحياتي فلابد من اتباع الكثير من الطرق مع الاعتراف بعدم وجود ما يسمى بالسعادة الكاملة إلا بإرادة الشخص نفسه وإصراره على حب نفسه وحياته والرضا بما يملكه ، وهذا لا يمكن أن يكون مؤقتا كمسكن بل لابد أن يكون دائما بالقناعة النفسية ، فيجب أن ندرك أن الحياة مثل القطار، ماضٍ في طريقه نحو النهاية يعبر محطات السعادة، محطات اللحظات الجميلة، كمشاركة الأصدقاء والعائلة مناسباتهم السعيدة، ومحطات الحزن، ومحطات الألم ولن تنتظر يوما لتسأل عن حزننا وسعادتنا لذا فأول خطوات الاستمتاع بالحياة هي أن نهتم بأنفسنا؛لأن من الظلم أن نجهدها ولا نعطيها حقّها من الراحة والسعادة.