الأربعاء 13 اغسطس 2025

ثقافة

في الذكرى الـ44 لرحيله.. صلاح عبد الصبور «فارس القصيدة» ورائد المسرح الشعري

  • 13-8-2025 | 01:48

صلاح عبد الصبور

طباعة
  • بيمن خليل

تحل اليوم الذكرى الرابعة والأربعون لوفاة «فارس المسرح الشعري» الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، أحد أبرز رواد القصيدة الحديثة في الأدب المصري والعربي، وصاحب باع في المسرح الشعري الذي أعاد إليه الحياة والعمق الفلسفي.

 

النشأة والبدايات

وُلد عبد الصبور في 3 مايو 1931 بإحدى قرى الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتلقى تعليمه في المدارس الحكومية، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا)، قسم اللغة العربية.

تتلمذ على يد الشيخ أمين الخولي، الذي ضمه إلى جماعة "الأمناء" ثم إلى "الجمعية الأدبية"، وكان لهما تأثير بالغ في تشكيل الحركة الأدبية والنقدية في مصر.

 

من التعليم إلى صاحبة الجلالة

بعد حصوله على البكالوريوس عام 1951، عُين مدرسًا بوزارة التربية والتعليم، لكنه استقال ليتفرغ للعمل الصحفي، فكتب في روزاليوسف و الأهرام.

في عام 1961، تولى إدارة الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر، ثم عمل مستشارًا ثقافيًا في السفارة المصرية بالهند ، قبل أن يُعيّن رئيسًا لـ الهيئة العامة للكتاب.

 

شاعر منذ البدايات

بدأ عبد الصبور كتابة الشعر في المرحلة الثانوية، ونشر قصائده في مجلة الثقافة بمصر و الآداب ببيروت.

كان شغوفًا بالفلسفة والتاريخ والأساطير، وقرأ في علم النفس والاجتماع والأنثروبولوجيا، مما انعكس على عمق تجربته الشعرية.

 

شخصيات درامية وأقنعة فكرية

استلهم عبد الصبور من شعر الصعاليك والحكمة، وتأثر بالصوفيين العرب، خاصة الحلاج و بشر الحافي، اللذين استخدمهما كأقنعة فكرية في قصائده ومسرحياته.

 

ثقافة عالمية

نهل من الشعر الرمزي الفرنسي والألماني، خاصة أعمال بودلير وريلكه، وتأثر بالفلسفة الشعرية الإنجليزية لدى جون دون وكيتس و ت. س. إليوت.

كما استفاد من إقامته في الهند، حيث تعمّق في الفلسفات الشرقية والثقافات المتعددة.

 

ديوان أحدث هزة

أصدر أولى مجموعاته الشعرية الناس في بلادي عام 1957، وكان أول ديوان حديث يُحدث هزة في الحياة الأدبية المصرية، بفضل لغته اليومية، وصوره الشعرية المتفردة، ومزجه بين السخرية والمأساة، والحس السياسي والفلسفي.

 

دواوينه الشعرية

من أبرز دواوينه:

- أقول لكم (1961)

- أحلام الفارس القديم (1981)

- تأملات في زمن جريح (1970)

- شجر الليل (1972)

- الإبحار في الذاكرة (1983)

وقد جُمعت هذه الأعمال مع كتابه حياتي في الشعر في مجلد واحد ضمن "الأعمال الكاملة" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1993.

 

المسرح الشعري

كتب خمس مسرحيات شعرية، هي:

- مأساة الحلاج (1964)

- مسافر ليل (1968)

- الأميرة تنتظر (1969)

- ليلى والمجنون (1971)

- بعد أن يموت الملك (1975)

وقدمت هذه المسرحيات في مؤسسات رسمية ومستقلة، ولا تزال تُعرض حتى اليوم.

 

نال جائزة الدولة التشجيعية عن مأساة الحلاج عام 1966، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982.

رحل صلاح عبد الصبور في 14 أغسطس 1981 ، تاركًا إرثًا أدبيًا خالدًا في الشعر والمسرح، وبقي أيقونة ثقافية لا تُنسى، وصوتًا شعريًا لا يزال حيًا في وجدان الأدب العربي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة