كتبت : مروة لطفي
لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني [email protected]
لظرف ما تزوجته!
هل أخطأت حين تزوجت من يعاني نفس مرضي؟!.. فأنا زوجة في آخر العقد الثالث من العمر، منذ نعومة أظافري والمعاناة تلازمني حيث أصبت بمرض السكر ولم أكن تجاوزت السابعة بعد، وما أدراكِ ماهية "السكر" خاصة لو أصاب صغارا!.. الأكل بحساب.. اللعب بمقدار.. ممنوع الحلويات.. فضلاً عن العلاجات.. يعني بمعنى أصح غير مسموح أن أعيش طفولتي كغيري من المماثلات لي في العمر.. هكذا، مرت سنوات الطفولة ولم يختلف الأمر كثيراً عند دخولي مرحلة الزواج.. فلو أعجب بي أحدهم وعلم بحقيقة مرضي راح بلا رجعة.. الأمر الذي جعلني على يقين من استحالة ارتباطي.. لذا ركزت في حياتي العملية وتوظفت في أحد البنوك.. على هذا الحال مرت السنوات حتى وصلت لسن 35، وهنا انقلبت حياتي رأساً على عقب.. حدث ذلك وأنا في عيادة طبيبي المعالج حيث التقيته.. مهندس يكبرني بعشر سنوات يعاني هو الآخر مرض السكر منذ ريعان شبابه.. وكلمة.. فشكوى.. فألم.. فتح كل منا قلبه للآخر.. فقد أحب زميلته الجامعية بجنون لكن أهلها رفضوه خوفاً على ابنتهم من مضاعفات مرضه وللأسف انحازت لوجهة نظر أسرتها وتركته.. ومن يومها ولم يفكر في الزواج رغم ما يعانيه من وحدة خاصة بعد وفاة والديه وزواج شقيقته الوحيدة.. المهم، نشأت بيننا صداقة سرعان ما تحولت لطلب زواج.. ولا أنكر سعادتي وقتها حتى أن زفافنا تم في غضون أربعة أشهر فقط.. وليته ما تم.. فما أن جمعتنا أربعة جدران حتى شعر كل منا بحجم الاختلاف بيننا في الشخصية والطباع.. في البداية اعتقدنا أن المسألة تحتاج لبعض الوقت لخلق نوع من التقارب.. لكن هيهات، فالأيام تمر والمسافات تزداد بيننا حتى حين حملت لم يتغير شيء بل ازداد الوضع سوءا عقب الولادة حيث ورثت الصغيرة مرضي وأبيها وجاءت لهذه الدنيا هزيلة وضعيفة!.. حاولت أن أضع خلافي مع أبيها جانباً وأتفرغ لرعايتها لكن باءت محاولاتي بالفشل.. كثيراً ما أفكر في الطلاق لكن أتخوف من أثاره على نفسية ابنتي.. ماذا أفعل؟!
م . أ "أكتوبر"
أحياناً تجمع الظروف بين شخصين أبعد ما يكون كل منهما عن بعض لكن ما أن يحدث تقارب بينهما حتى يدرك كل طرف حجم التباعد بينهما.. وهو ما تعانيه، فقد وجد كل منكما ضالته في الآخر وسط الوحدة القاحلة التي يعيشها، فاقتصرت أحاديثكما على سرد تبعات المرض، ليتعرف كلاكما على تفاصيل الآخر بعد الزواج ويظهر مقدار التباين بينكما وبدلاً من محاولة إيجاد نقاط توافق تركتما المسألة للوقت على حد قولك.. فإذا كنتِ تريدين مصلحة ابنتك حقاً عليكِ التنقيب عن مواطن إيجابية واهتمام مشترك يجمع بينك وبين شريك عمرك والبحث معه عن صيغة توافقية تساعد على إذابة الجليد والتوصل لهدنة من المشاحنات الزوجية ليس من أجل سعادة ابنتك فحسب بل لاستقرارك وسعادتك وزوجك من قبلها أيضاً..