الثلاثاء 14 مايو 2024

دستور الجمهورية الجديدة

مقالات9-1-2022 | 13:23

كانت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي في تهنئته لمسيحيي مصر بعيد الميلاد المجيد خريطة طريق واضحة المعالم لا تحتمل تأويلا أو اجتهادا فقد كانت الرسالة واضحة جلية تحمل في طياتها عوامل نجاح واستقرار أي أمة عازمة على النهوض والمشاركة بقوة في صنع واقع هذا العالم المضطرب من حولنا.

كانت عبارات الرئيس السيسي وقد أحسن الاختيار أن تكون رسالته عامة شاملة للمصريين لا تفرق على أساس دين أو لون أو اتجاه أو تحزب وهذا هو شغل الرئيس الشاغل منذ أن تولى زمام الأمور.

دعائم ما إن تمسكت بها الأمة نجت ونجا كل من فيها بل يمتد أثرها لتكون تجربة ملهمة لشعوب مازالت ترزح تحت سحائب التحزب أو التشيع والأمثلة من حولنا كثيرة لا تحصى ومليئة بالعبر بل والمآسي والعبرات .

وبخطوات وئيدة يرسم المصريون ملامح الجمهورية الجديدة التي يستدعون فيها ماضيا مجيدا وقد شخصت كلمات الرئيس السيسي عوامل هرم الجمهورية القديمة إن جاز التعبير فيجب علينا جميعا أن ندرك أنه لولا الحلم ما تمسك المصريون بدولتهم التي كانت عرضة للانهيار ما بعد ثورة 25 يناير حيث سيطر الحلم الخاص لتيار غاشم لم يفقه دنيا أو دين على الحلم العام فنشأ ذلك الانقسام الذي كاد يطيح بنسيج اجتماعي قاوم لعقود طويلة صدمات استعمارية وغزوات حاولت تمزيقه أو محو شفرات شخصيته العصية على التغيير ولولا أن تمسك المصريون بذلك الحلم لما كان الخروج الأكبر في تاريخ البشر يوم الثلاثين من يونيو يوم أن علا صوت المصريين محذرا العابثين بالدولة المصرية وأنه آن الأوان لوقف ذلك العبث.

وتحدث الرئيس عن الأمل وهو العنصر الذي كان محل استهداف قوى الشر في الداخل والخارج فما كان يغمض لهم جفن ليل نهار كي يزرعوا الإحباط في هذه الأمة وأن يرسخوا بداخلها أنه لا مستقبل لهم أو أمل كي يسهل بعدها السيطرة على عقولهم ومن ثم استباحة بيضتهم ومقدراتهم دون أن يحركوا ساكنا ولولا الأمل ما تحمل المصريون خطة إصلاح اقتصادي قاسية تعجب من سرعة تنفيذها الأعداء قبل الأصدقاء وهو الإصلاح الذي تعشم أعداؤنا أن يكون القشة التي تقصم ظهر البعير لينفرط العقد وتنتشر الفوضى إلا أن إيمان المصريين وتمسكهم بالأمل في التعافي باهظ الثمن كان أكبر وأيقنوا مختارين أنه لابد من تجرع مرارته لتحلو الأيام وتنكسر دائرة العوز التي حاصرت المصريين عقودا طويلة.

وأشار الرئيس السيسي إلى العلم والعمل وكان جمعهما في الذكر إشارة لا يخطئ أهميتها إلا غافل فلا مصداقية لعلم لا يصحبه عمل ولا قيمة لعمل دون العلم فإنهما صنوان في أرض الجمهورية الجديدة التي بناها المصريون بحر إرادتهم ومن قوت يومهم لتكون شاهدة على أن هذه الأمة لا تموت وإن كره الكارهون.

ووصى الرئيس السيسي المصريين بالتمسك بعوامل القوة لكنها القوة الرشيدة التي تصون ولا تهدم وتحمي ولا تهدد فالحق في الحياة مقدس في عقيدة المصريين وما استخدم المصريون يوما قوتهم الناعمة أو المسلحة إلا دفاعا عن الحق في الحياة واستقلال القرار الوطني إن الجمهورية الجديدة تعلن السلام من بيت من بيوت الله لكنها تعلن وبذات القوة أنها ليست مستسلمة تخضع أمام ضغط أو تتراجع أمام تهديد لمقدراتها وعلى الجميع في الداخل والخارج أن يعي ذلك.. إنها الجمهورية التي بناها ويعلى بناءها يوما بعد يوم المصريون جميعا فمن كان يندس للتفريق بيننا أمس ويحاول اليوم إعادة الكرة بأن يضعنا في مواجهة دولتنا لا مكان له اليوم في الجمهورية الجديدة التي استوعبت جيدا دروس الماضي وتعاهدت ألا تنخدع ببريقها المزيف مجددا ومن أراد أن يواجهنا اليوم ويتحدى إرادتنا فسيواجهنا جميعا لا فرادى كما حدث قبل 25 يناير.

إن كلمات الرئيس السيسي في قداس عيد الميلاد المجيد تعد وثيقة واجب علينا جميعا أن نتمسك بها ونعلي شأنها وأن يأخذ بعضنا بيد بعضنا الآخر لنطبق ما ورد فيها من وصايا ففيها الخير وفيها السلام وفيها الرخاء وفيها الوحدة وفيها التحصن من كل شر وفيها الأمل وفيها الإخلاص ..إنها دستور مدني لجمهورية مدنية حديثة تتسع للجميع مهما اختلفت المشارب والتوجهات وستظل أبدا كلمة المصريين هي العليا وليخسأ الخاسئون.

Dr.Radwa
Egypt Air