يحفل تاريخ المباريات الافتتاحية في بطولات أمم أفريقيا بالعديد من التناقضات والمفارقات المثيرة في تاريخ البطولة الأشهر في القارة السمراء.

الجهد قبل الأرض أحيانا

شهدت الكثير من المباريات الافتتاحية في كأس الأمم الأفريقية مفاجآت غير متوقعة بالمرة، من خلال وقوف الأرض ضد أصحابها لصالح الفريق الأكثر جهدا.

في أول بطولة أفريقيا عام 1957 خسر المنتخب السوداني المباراة الافتتاحية في البطولة التي أقيمت بالخرطوم أمام نظيره المصري.

المصريون ذاقوا من نفس الكأس في بطولة 1986 والتي أقيمت بالقاهرة، أمام أسود التيرانجا «المنتخب السنغالي» بهدف نظيف وسط ذهول ما يقرب من 100 الف مشاهد بإستاد القاهرة، وذلك قبل 6 سنوات من تجرع أسود التيرانجا من نفس الكأس بالهزيمة أمام نيجيريا في العاصمة السنغالية داكار.

وفي بطولة عام 1994 تلقى المنتخب التونسي ضربة غير متوقعة بالخسارة بهدفين نظيفين من منتخب مالي، في حين وكانت بوركينا فاسو آخر مستضيف يتلقى الهزيمة في المباراة الافتتاحية حين خسرت من الكاميرون بهدف نظيف في افتتاح البطولة عام 1998.

«اللي خايف يروح»

في المقابل كشّرت بعض المنتخبات عن أنيابها مبكراً، ورفعت شعار «اللي خايف يروح» في وجه بقية المنتخبات المشاركة في البطولة، وذلك من خلال تحقيق انتصارات ساحقة على أرضها في المباريات الافتتاحية.

من أشهر النماذج على ذلك فوز الفراعنة بأربعة أهداف على أثيوبيا في افتتاح بطولة عام 1959 بالقاهرة، وتكررت النتيجة نفسها في النسخة الخامسة من البطولة التي استضافتها تونس عام 1965، وكانت إثيوبيا الضحية مجدداً برباعية نظيفة من نسور قرطاج، كما تمكن محاربو الصحراء من الفوز على نسور نيجيريا في افتتاح بطولة 1990 بالجزائر بنتيجة 5/ 1.

الساحرة لا تعرف المستحيل في أنجولا 2010

تعّد مباراة أنجولا ومالي في افتتاح كأس الأمم الإفريقية عام 2010، الأكثر إثارة في تاريخ المباريات الافتتاحية للبطولة، حيث تقدم المنتخب الأنجولي بأربعة أهداف حتى الدقيقة 79 من المباراة، وبينما كان الجمهور الأنجولي يحتفل بالمدرجات بحصد أول ثلاث نقاط في البطولة وبالبداية القوية، فوجئ الجميع بالنسر المالي القوي ينقض مجددا على المباراة ويستطيع لاعبوه أن يدركوا التعادل في الـ 11 دقيقة المتبقية مع الوقت الضائع لتنتهي المباراة (4/ 4) وسط ذهول الجميع.