ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إنه من المفهوم تماما أن جائحة فيروس كورونا كانت في البداية حالة طارئة وخيمة ، لكن لا يمكن أن تكون كذلك إلى الأبد، إذ يتعين أن تتحول الأزمة إلى تهديد صحي يمكن السيطرة عليه دون حدوث اضطراب هائل وقلق شديد، وكان الرئيس بايدن يحارب الفيروس باعتباره حالة طارئة في عامه الأول، لكن يتعين أن يحدث التحول قبل مرور وقت طويل .
وقالت الصحيفة -في مقال افتتاحي عبر موقعها الإلكتروني اليوم /الاثنين/ إنه تم إسداء المشورة الصحيحة حول كيفية القيام بذلك، من جانب ستة من خبراء الصحة العامة والطب الذين شاركوا في انتقاله الرئاس، إذ نشروا ثلاث مقالات في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية قائلين إن فيروس كورونا "مستمر" وإن الأمة بحاجة إلى استراتيجية للتحول نحو "الوضع الطبيعي الجديد".
واعتبرت الصحيفة أن هذا يعد تحولا ملحوظا عن الرسالة التي أرسلها بايدن في الأشهر الأولى من توليه المنصب، عندما تعهد بقمع الفيروس عبر اللقاحات، لكن كان من الواضح حتى قبل موجات الدلتا وأوميكرون أن الوباء لن يوقف مساره، وفي الصيف الماضي حذر العديد من خبراء الصحة العامة البارزين، من أن كوفيد "لن يختفي"، ورأت الصحيفة أنهم كانوا على حق في ذلك الوقت، إذ رسمت المقالات اللاحقة خريطة طريق للتغييرات المنهجية الضرورية .
وأضافت واشنطن بوست أن قائمة العلماء يتصدرها، إنشاء بنية تحتية حقيقية لبيانات الصحة العامة ، بعد عامين من الضغط على النظام الصحي المجزأ وغير الدقيق، إذ يقترحون الوصول على نطاق واسع إلى اختبارات تشخيصية منخفضة التكلفة، مصحوبة بنظام شامل للإبلاغ عن جميع أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية إلى موقع مركزي .
كما دعا الخبراء إلى ثلاثة أنظمة جديدة للتغلب على الأمراض الفيروسية والبكتيرية المحتملة، قد يكون أحدها شبكة مراقبة بيئية وطنية ومتابعة عينات من مياه الصرف الصحي والهواء، وتوفر إنذارا مبكرا لتفشي محتمل، والآخر هو نظام مراقبة الجينوم -وهو نوع أشبه برادار الصحة العامة - من شأنه أن يكتشف المتغيرات الفيروسية الناشئة ومخاطر العوامل الجديدة المسببة للمرض .
وتتمثل الفكرة الثالثة في إنشاء نظام مراقبة رقمية في الوقت الفعلي للأفراد الذين تم تطعيمهم لتتبع الآثار الضارة وتراجع المناعة، ومن ثم فلن تضطر الولايات المتحدة إلى الاعتماد على بريطانيا وإسرائيل للحصول على مثل هذه البيانات.
كما وضع الخبراء مبادرات مهمة لتحسين التهوية وتطهير أقنعة الوجه والارتقاء بجوردته. وأشارت الصحيفة إلى أنه من أجل الوصول إلى هذا الوضع الطبيعي الجديد، يتصور العلماء في استراتيجيتهم استمرار الاعتماد على اللقاحات وإجازة اللقاحات، فهم يتوقعون جرعات سنوية مصممة للسلالات ويحثون على تسريع الجهود لتطوير لقاح عالمي لفيروس كورونا ، بجرعة واحدة من شأنها أن تهاجم جميع السلالات.
ويطالبون بمنصة لقاح إلكترونية لتحل محل البطاقات الورقية ، كما يقترحون إتاحة علاجات العيادات الخارجية المريحة بدون تكلفة لفيروس كورونا، على نطاق واسع لأي شخص يثبت إصابته، مشيرين إلى الحاجة لإعادة بناء الثقة في مؤسسات الصحة العامة، بعد عامين من الأزمة.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه لا ينبغي أن يكون من الصعب على الرئيس أو الكونجرس رؤية الحاجة إلى هذه التغييرات، مؤكدة أن الاستثمار في هذا الأمر يستحق كل هذا العناء إذا كانت النتيجة تحويل الفيروس من حالة طارئة شديدة إلى مجرد مرض آخر يمكن السيطرة عليه.