تناولت الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء العديد من الموضوعات والقضايا المهمة ذات الشأن المحلي.
وأبرزت صحف (الأهرام) و(الأخبار) و(الجمهورية) تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه ليس للإنسانية من سبيل لتجاوز تحديات بقائها وأزماتها الراهنة سوى إخلاص النيات وإنهاء الصراعات وإدارة الاختلاف والتعاون المشترك من أجل السلام، مضيفا: «من أجل المستقبل نعمل».
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للنسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، تحت شعار «العودة معا» بمدينة شرم الشيخ، أمس، والتي شهدها الرئيس السيسي والسيدة قرينته، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والسيدة قرينته، وولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بالإضافة إلى ممثلي الرؤساء والحكومات من الدول الشقيقة، وعدد كبير من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من 196 دولة.
وقال الرئيس: يتحتم علينا أن ندرك أهمية الحوار وإدارة الاختلاف فيما بيننا، لافتا إلى حكمة الخالق في أن يكون البشر مختلفين دون تمييز، مشيرا إلى أن منتدى شباب العالم منصة حوار وتواصل بين الشباب، وأداة لتبادل الرؤى في تلك اللحظة الفارقة من التاريخ الإنساني.
وفي مداخلته بالجلسة الرئيسية بعنوان «جائحة كورونا.. إنذار للإنسانية وأمل جديد»، استعرض الرئيس السيسي التجربة المصرية لمواجهة الجائحة، مؤكدا أن «كورونا» تمثل تحديا عظيما واجهته الإنسانية، تسبب في مشكلات مركبة أثرت على جميع مناحي الحياة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في كل الدول. وقال الرئيس إنه «في كل محنة تولد منحة»، لافتا إلى أن المبادرات الرئاسية التي نفذتها مصر في مجال الصحة، أسهمت بشكل كبير في تقليص أعداد الإصابات والوفيات بالفيروس في البلاد.
وأوضح أن مصر بدأت في نوفمبر 2016 برنامجا للإصلاح الاقتصادي، شمل إجراءات قاسية على المصريين، لكنه جنب مصر الكثير من تداعيات الجائحة، مبينا أن برنامج الإصلاح جعل الاقتصاد المصري قادرًا على تحمل الصدمات بصورة أقوى، وأوضح أن المرحلة الأولى من البرنامج انتهت، ويجرى حاليا العمل في المرحلة الثانية.
وأشار الرئيس إلى المشروعات التي تنفذها الدولة، والتي لم تتوقف قبل وفي أثناء الجائحة حتى الآن، بل على العكس، منوها بمشروع «حياة كريمة»، الذي يستهدف تطوير حياة 60 مليون مواطن في الريف باستثمارات تصل إلى 700 مليار جنيه، في ثلاث سنوات.
وفي الجلسة الافتتاحية للمنتدى، دعا أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة ـ في كلمة مسجلة ــ الشباب إلى إيجاد الحلول وتقديم الأفكار لبناء مستقبل أفضل، بينما أكد تيدروس أدهانوم، رئيس منظمة الصحة العالمية ــ في كلمة مسجلة ــ أن المنتدى يمثل فرصة كبيرة من أجل مستقبل أكثر أمنا
وصحة. من جانبه، شدد ديفيد ملباس، رئيس مجموعة البنك الدولي ــ في كلمة مسجلة ــ على التزام البنك بإيجاد مساحات لتبادل الأفكار مع الشباب، منوها بدورهم في القضاء على الفقر وتعزيز المساواة بين الجنسين وقيادة التنمية.
وسلطت صحيفة (الأهرام) الضوء على تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الاعتزاز بخصوصية العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان، معربًا عن كامل الدعم لرئيس الوزراء اللبناني من أجل النجاح في إدارة عمل الحكومة اللبنانية، بما يلبي تطلعات الشعب اللبناني ويساعد على إجراء الإصلاحات اللازمة لتجاوز المرحلة الحساسة والدقيقة الراهنة بلبنان.
جاءت تصريحات الرئيس خلال استقباله أمس نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني، وذلك على هامش انعقاد الدورة الرابعة من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي رحب برئيس الوزراء اللبناني ضيفًا عزيزًا على مصر.
من جانبه، ثمن رئيس الوزراء اللبناني العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط الدولتين الشقيقتين، معربًا عن تقدير بلاده لمصر كركيزة أساسية في دعم وحفظ الاستقرار بلبنان والمنطقة العربية ككل، ومشيدا بالتجربة المصرية الملهمة التي تعزز من أولويات النجاح التنموي، والتي تعد نموذجًا يحتذى في دول المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من الخبرة المصرية في عدد من المجالات، كمشروعات الكهرباء والبنية التحتية والطاقة.
وألقت صحيفة (الأخبار) الضوء على تأكيد الدكتور محمد معيط وزير المالية، حرصه على تعظيم الاستثمارات الأجنبية في مصر، بما في ذلك الاستثمارات الكورية، من خلال السعي الجاد لجذب المزيد من المستثمرين الكوريين، وتذليل أية عقبات أمامهم، بما يُحفزهم على التوسع في أنشطتهم الإنتاجية، لافتًا إلى أن زيارة رئيس كوريا الجنوبية المرتقبة خلال شهر يناير الجاري، تعكس التنامي الملحوظ في علاقات البلدين بمختلف المجالات.
وقال الوزير - في لقائه مع هونج جين ووك، سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة: نتطلع إلى تعزيز التعاون وتشجيع تدفق الاستثمارات الكورية في مصر، حيث نسعى لفتح آفاق جديدة للاستثمار بين البلدين مع التركيز على كل القطاعات التنموية والتكنولوجية.
وأكد هونج جين ووك سفير كوريا الجنوبية، أن بلاده قررت أن تكون مصر شريكها الاستراتيجي على مستوى القارة الإفريقية خلال السنوات المقبلة، على نحو ينعكس في حرص بلاده على تقديم كل أوجه الدعم للمسيرة التنموية المصرية؛ بما يشير إلى ثقة الجانب الكوري في الاقتصاد المصري، والإصلاحات الدقيقة التي تتم خلال هذه المرحلة، وتأثيرها الإيجابي خلال المستقبل القريب؛ خاصة أن مصر باتت تتمتع ببنية أساسية متكاملة من المرافق والخدمات، تعد ركيزة قوية لأي شراكة تنموية.
وأضاف أن بلاده تتطلع لتعزيز سبل التعاون مع الحكومة المصرية في شتى المجالات، ومن المرتقب أن تشهد زيارة الرئيس الكوري لمصر باعتبارها أولى الدول الإفريقية التي يزورها، توقيع عدة اتفاقيات لتشجيع التعاون التنموي بين البلدين، موضحًا أن أداء الاقتصاد المصري ونجاحه في تجاوز التحديات خاصة تبعات جائحة «كورونا» كان محل تقدير وإعجاب العديد من المؤسسات الدولية.