الأربعاء 26 يونيو 2024

مدبولي: خسائر التغيرات المناخية 3.6 تريليون دولار من 1970 وحتى الآن

مدبولي

أخبار11-1-2022 | 12:07

حسن محمود

 أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن التغيرات المناخية أصبحت قضية حاكمة بكل المقاييس،وأنه يتعين على العالم مواجهتها خلال الفترة القادمة بكل حزم وسرعة حتى يستطيع مواكبة التحديات التي فرضتها علينا تلك التغيرات.

جاء ذلك في كلمة الدكتور مصطفى مدبولي ، اليوم الثلاثاء في جلسة نقاشية بعنوان " الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية " في النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم المنعقد بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

وأشار رئيس الوزراء إلى أن العالم لم يأخذ تحذيرات الخبراء منذ 15 عاما من التغيرات المناخية على محمل الجد وتعاملوا معها على أنها تكهنات وأراء متشائمة .

وقال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ـ خلال جلسة الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية في النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم المنعقد بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ إنه خلال الثواني العشر التي تحدث خلالها أمام الجلسة تم ضخ أكثر من عشرة آلاف طن متري من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بما يعادل وزن 170 ألف شخص .

ونبه مدبولي إلى أن العالم بدأ يشهد اليوم تداعيات التغيرات المناخية وأصبحت منطقة الجليد في القطب الشمالي في أقل مستوى لها ، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة بنسب غير مسبوقة ، كما أصبح تركيز ثاني أكسيد الكربون في أعلى مستويات له منذ آلاف السنين، فضلا عن ارتفاع مستوى سطح البحر في العديد من الأماكن في العالم.

وأوضح مدبولي أن كل هذه التأثيرات ناتجة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث بدأت الانبعاثات في الارتفاع منذ عام 1960 ومن المتوقع أن تستمر حتى عام 2030 ، مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة ونسب تلوث الهواء في كوكب الأرض، إلى جانب الظواهر المناخية الجامحة التي بدأت في الظهور، مشيرا إلى أنه طبقا لتقديرات الخبراء فإن التغيرات المناخية تسببت في حدوث خسائر بحوالي 3.6 تريليون دولار خلال الفترة من عام 1970 وحتى الآن .

وقال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي إن العالم بدأ يتحرك من خلال اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ (1992)، وبرتوكول كيوتو، وكانت الاتفاقية الأهم هي (اتفاقية باريس عام 2015 ) ، مشيرا إلى أن العالم بدأ يضع آلية تنظيمية لهذه الاتفاقيات ويأخذ قرارات تنفيذية، وكان هذا من خلال عقد مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ المعروفة باسم (COP26) . 

وأضاف أن مؤتمر ( COP26) عقد منذ شهرين في جلاسكو وحقق مجموعة من القرارات الهامة منها الاتفاق على تفعيل اتفاقية باريس التي كانت متوقفة وانسحبت منها بعض الدول العظمي وعادت إليها مرة أخرى، كما تم الاتفاق على وضع إطار تنفيذي للدول التي تسعى لتقديم مساهمات مالية وتعهدات جديدة بالتمويل لكي نواجه هذه الظاهرة الهامة وخاصة للدول النامية .

ولفت إلى أن الدول النامية ، لم تكن هي السبب أو المتسببة في هذه الظاهرة ولكن أصبح عليها التزام دفع تكلفة وفاتورة التعامل مع هذا الموضوع جنبا إلى جنب مع باقي الدول الأخرى .

ودعا مدبولي، الدول المتقدمة، التي كانت سببا رئيسيا في هذه الظاهرة، بالمساهمة الرئيسية في هذا الموضوع ، مشيرا إلى أنه تم وضع مسارين تفاوضيين جديدين لموضوع تقدير التمويل والتعامل مع هذا الموضوع والآليات التي ستنفذ بها هذه الاجراءات .

وقال مدبولي: "بصفة عامة هذه الخطوة مهمة ولكن ليست كافية -كما قال انطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة - وبالتالي تأتي أهمية مؤتمر (COP 27) التي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ نهاية العام الجاري لكي نضع الأطر التنفيذية لهذا الموضوع" .

وأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن هناك موضوعات هامة يجب التحرك بشأنها ،خاصة خفض الانبعاثات والتكيف والتمويل ، مشددا على ضرورة وجود آلية للمتابعة والتقييم لنتأكد من أن ما تم الاتفاق عليه جرى تنفيذه على أرض الواقع .

ونبه مدبولي إلى أن مصر ستكون من أكثر الدول عرضة لتبعات التغير المناخي السلبي رغم أن مسؤوليتها عن هذه الظاهرة محدودة للغاية، مشيرا إلى أن الأرقام تؤكد أن نصيب مصر من الانبعاثات الضارة على مستوى العالم تبلغ نسبته نحو 6ر0 % ، وهى نسبة ضئيلة للغاية ،مضيفا" نحن من اكثر الدول التي ستكون عرضة لتأثيرات سلبية بسبب هذه التغيرات، منها ارتفاع منسوب مياه البحر واحتمال غرق بعض المناطق التي تقوم الدولة المصرية بعدة خطوات لمواجهتها ".

وأكد أن مصر لديها امكانيات هائلة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة ،لافتا إلى أن تقارير وكالة فيتش أكدت أن مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية من طاقتي الرياح والشمس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك وضعت مصر خطة لتضاعف هذه الطاقة بنحو 300 في المائة خلال الفترة القادمة بحيث تكون الطاقة الجديدة والمتجددة جزءا هاما منها. 

وأوضح أن مصر بجانب الإمارات ستقود هذا التوجه مع دول أخرى في المنطقة، وبذلك ستصبح مصر من أسرع أسواق الطاقة المتجددة غير الكهرومائية التي تولد من السدود المائية مثل السد العالي . 

وأضاف أن مصر ستكون من أكبر 5 دول في إنتاج الطاقة المتجددة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بما يؤكد أن مصر أصبحت جاذبة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة بشكل متزايد. 

وأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ـ خلال جلسة "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية" في النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم المنعقد بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ـ أن مصر أصبحت من أفضل 20 دولة على مستوى العالم في القوانين والتشريعات، كما أنها تشجع الاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة، وستكون واحدة من أهم الدول التى ستنتج الهيدروجين الأخضر.

وشدد مدبولي على أهمية أن يكون هناك إطار مؤسسي يحكم مشكلة التغيرات المناخية، ولذلك أنشأت مصر المجلس الوطني للتغيرات المناخية وذلك لوضع العديد من المهام للتعامل مع تلك الظاهرة ، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تتحرك في خمسة مسارات رئيسية، من بينها ترشيد استهلاك الطاقة التقليدية من البترول والوقود الأحفوري والاتجاه نحو استغلال الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، وتقليل عملية نقل الطاقة، ولذلك تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ، إلى جانب تنفيذ مشروعات عملاقة سواء في عملية التكيف أو تخفيف حدة التغيرات المناخية، كما تم إصدار أول سندات خضراء في الشرق الأوسط، حيث كانت مصر أول دولة تصدر تلك السندات بناء على مشروعاتها.

وقال مدبولي إنه تم وضع سياسات هامة لتشجيع القطاع الخاص للدخول بقوة في هذا الاستثمار من خلال تعريفة الكهرباء وتحويل المخلفات إلى طاقة، كما بدأنا وضع وإنشاء خريطة تفاعلية لمخاطر ظاهرة التغير المناخي في مصر.

وأضاف أنه تم وضع الخطة القومية للموارد المائية حتى عام 2037 ، لأن مصر تعد من أكثر الدول فقرا فيما يخص الموارد المائية، مشيرا إلى أن مصر لديها تجارب رائدة في التعامل مع قضية ندرة المياه وتلوثه، حيث بلغت تكلفة الخطة أكثر من 50 مليار دولار، وتنفذها الدولة المصرية منذ 5 سنوات، لافتا إلى أنه تم إقامة مشروعات ضخمة لتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الزراعي والصحي والاستفادة بكل قطرة مياه.

وأكد أن مصر من أعلى الدول على مستوى العالم في استغلال المياه أكثر من مرة، حيث نفذت الدولة المصرية مشروعا ضخما يتعلق بترشيد المياه وتبطين الترع والقنوات المائية للاستفادة من كل قطرة مياه، إلى جانب مشروع حماية الشواطئ، كما تتبنى القيادة المصرية أيضا مشروع تطوير البحيرات المائية، مثل مشروع تطوير بحيرة المنزلة التي تقع على مساحة 250 الف فدان بتكلفة ملياري دولار.

وقال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي -خلال الجلسة النقاشية "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية" في النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم المنعقد بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي- إن: "خطتنا في نهاية هذا العام الوصول إلى 20% من الطاقة الجديدة والمتجددة من إجمالي الطاقة المولدة في مصر، وهدفنا الوصول إلى 42% قبل عام 2035".

ونوه مدبولي بأن مشروع "بنبان" في أسوان من أفضل المشروعات على مستوى العالم في مجال الطاقة الشمسية والجديدة والمتجددة، كما أن الدولة تنفذ مشروع الغاز الطبعي لكل المنازل لاستبدال الوقود التقليدي بالغاز، ولدينا الطموح والخطوات التنفيذية في إنتاج أول سيارة كهربائية العام المقبل

وهي ضمن مشروع كبير لتحويل وقود السيارات إلى الغاز الطبيعي والكهرباء، لافتًا إلى أن الحكومة وضعت بالفعل حوافز كبيرة لذلك الغرض.

وحول النقل الجماعي، قال رئيس الوزراء إن الدولة المصرية تنفذ منظومة جديدة متكاملة للنقل الجماعي، وعلى رأسها القطار الكهربائي المونوريل والفائق السرعة وهي شبكة أكبر تمتد إلى 2200 كيلومتر تنفذ في بضع سنوات وبتكاليف هائلة للتواكب مع التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الضارة، كما أن الدولة تنفذ جيلًا جديدًا من المدن الخضراء".

وفيما يتعلق بتحويل المخلفات إلى طاقة والإدارة المتكاملة للمخلفات، قال مدبولي إن هناك مشروعًا كبيرًا يتم تنفيذه سواء في منظومة المدافن الصحية أو مصانع تدوير المخلفات وتحويل الوقود والمخلفات الصلبة إلى طاقة والبيوجاز وهو موضوع مهم نعمل عليه أيضًا، مؤكدًا أن الدولة المصرية والحكومة وضعت الخطة أن نسبة كبيرة من مشروعاتها الاستثمارية تكون مشاريع خضراء، مبينًا أن 30% من المشروعات التي تنفذها الدولة في استثماراتها هي خضراء، وخلال العامين القادمين ستصل نسبة إلى 50%.

وبين أنه على رأس هذه المشروعات مشروع "حياة كريمة" الذي يستهدف تنمية وتطوير جودة حياة 60 مليون مواطن في الريف، وهذا المشروع يتضمن مكونات حاكمة وأساسية في مجال التغيرات المناخية سواء في موضوع التخفيف من حدة الانبعاثات أو التكيف مع المتغيرات المناخية،

ونستهدف التركيز خلال قمة المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ على قارة أفريقيا والدول النامية، لكي تعرض الدول النامية من خلال قمة المناخ طلباتها والتنسيق فيما بينها على مجموعة من المبادرات تحقق الهدف منها.

وأشار إلى أن الدولة المصرية تعمل على تخفيض معدلات استخدام البلاستيك، وتنسيق وتطوير مراكز الأبحاث المصرية، لافتًا إلى تخصيص جائزة للمشروعات الخضراء والابتكار الأخضر.

ونوه رئيس مجلس الوزراء إلى أن دور الشباب مهم للغاية في مواجهة التغيرات المناخية خلال المرحلة القادمة، ونحن مهتمون بتبادل المعرفة والمعلومات ونشجع الشباب على وضع العديد من الحلول الابتكارية والتي ستتبناها الدولة المصرية خلال الفترة القادمة وسنشجع على تنفيذها، مشيرا إلى أن أي مجموعة من المواطنين المفكرين يمكنهم تغيير العالم.