شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، جلسة "تجارب تنموية في مواجهة الفقر"، ضمن فعاليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ، في نسخته الرابعة، المنعقد تحت شعار "العودة معًا".
وشهد اليومان الماضيان عدة جلسات بدأت بالجلسة الافتتاحية، كما ألقى عدد من المسؤولين الدوليين كلمات بعضها عبر الفيديو كونفرانس.
تجدر الإشارة إلى أن النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم انطلقت، أمس الأول الإثنين، بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مدينة شرم الشيخ، تحت شعار "العودة معًا"، ويستضيف المنتدى نخبة من الشباب من 196 دولة من قارات "أفريقيا، أوروبا، آسيا، أمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية"، وتستمر الفعاليات حتى 13 يناير الجاري.
ومنتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، تحت رعاية الرئيس السيسي، وانطلق المنتدى عبر ثلاث نسخ بالأعوام الماضية 2017 و2018 و2019، ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، واعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب
وألقت وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد كلمة، في مستهل جلسة نقاشية بمنتدى شباب العالم بعنوان "تجارب تنموية في مواجهة الفقر"، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكدت فيها أهمية القضاء على جميع أشكال الفقر وأبعاده، قائلة: إن الأجندات الدولية وأجندة التنمية المستدامة 2030 والأجندة الإفريقية 2063 وأجندة مصر 2030، هي النسخة الوطنية من الأهداف الأممية، والتي تتفق مع أجندة إفريقيا، جميعها تتفق على أهمية قضية الفقر وأبعاده في التأثير السلبي على معدلات التنمية وبالتالي ضرورة القضاء على أشكاله كافة.
وأضافت "السعيد" أن العالم كان يقيس الفقر في الماضي بمستوى دخل الفرد، ومع تطور المؤشرات بدأ يتم النظر إلى مستويات المعيشة وإلى أبعاد مختلفة في قياس مؤشرات الفقر، من خلال مؤشرات التعليم والصحة والخدمات الأساسية التي يتمتع بها الفرد في أي دولة، وهو ما أطلقت عليه الأمم المتحدة "مؤشر الفقر متعدد الأبعاد".
وفيما يتعلق بتأثير جائحة كورونا(كوفيد-19) على معدلات الفقر، أكدت هالة السعيد أن الجائحة هي أكبر أزمة اقتصادية مرت على العالم في القرن الـ21، لأنها بدأت بأزمة صحية أثرت على الإنسانية، وبالتالي انتشرت تداعياتها من منطقة إلى مناطق أخرى، وتسببت في التأثير على كل جوانب الاقتصاد؛ ما أدى إلى تدهور شديد في حركة التجارة تقدر بمعدل يتراوح ما بين 40 إلى 70 %، وانخفاض شديد في معدلات الاستثمار أدت إلى اضطرابات في أسواق العمل.
وأوضحت أن اضطرابات حركة التعلم في المنظومة التعليمية تقدر بنحو مليار شخص على مستوى العالم منذ عام 2020 وحتى عام 2022، مشيرة إلى أن متوسطات البطالة تقدر فقدان 255 مليون وظيفة، ودخول 250 مليون مواطن في مستويات الفقر بنهاية 2022.
وأضافت "السعيد" أن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على معدلات الفقر في مختلف دول العالم، مضيفة أن دول العالم تعاملت مع الجائحة بطرق مختلفة، وفقًا لدرجة تقدمها الاقتصادي وإمكاناتها والهيكل الديمجرافي والتركيبة السكانية في كل دولة، مشيرة إلى أن سلالات فيروس كورونا أثرت أيضًا بشكل كبير على الاقتصاد ومعدلات الفقر في الدول وعلى تفاقم الأزمة.
ونوهت إلى أن مصر تنتهج مبدأ مهمًا جدًا، هو "الحق في التنمية كحق أصيل من حقوق الإنسان"، تأتي ضمن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2016، ضمن مبادرة "رؤية مصر 2030".
وشددت على ضرورة مراعاة البعد الاجتماعي والبيئي والأفراد الأقل حظا وإدماج الفئات ذوي الهمم لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، للمحافظة على حقوق الأجيال القادمة في الحفاظ على مواردهم الطبيعية.
ومن جانبها، أثنت المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر إيلينا بونوفا على جهود الحكومة المصرية في إطلاقها للموجة الثانية من الإصلاحات الهيكلية واغتنام فرصة جائحة كورونا من أجل المضي قدما.
وأضافت أن الأمم المتحدة تعمل عن كثب مع الحكومة المصرية وتدخل في شراكة معها فيما يتعلق بالإصلاحات الهيكيلة، لأن هذه الإصلاحات ستركز على توليد فرص العمل، كما ستركز على إطلاق قدرات القطاع الخاص وعلى زيادة الانتاجية والتصنيع.
وتابعت "بونوفا" بأن التعافي يجب أن يكون شاملًا لأن كثيرًا من أوجه التعافي تترك الكثير من البشر متخلفين عن الركب في صورة المجموعات المهمشة، أن التعافي يجب أن يكون مستدامًا لأنه لا بد أن يكون هناك بناء للمرونة مع صافي الانبعاثات الصفري، مرحبة بجهود الحكومة المصرية في هذا الصدد .
وقالت المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر إن التخفيف من الفقر يقع في القلب من الأجندة الدولية والأجندة الإفريقية والأجندات الوطنية، فإنه خلال أزمة كورونا يركز جدول أعمال التنمية على إنهاء الفقر بكل صوره، وتم إدراك أن الفقر ظل وسيظل أكبر تحدٍ يواجه العالم، مشيرة إلى أنه أصبح من الجلي أن الأزمة ليست فقط صحية بل أنها أزمة تنموية ومن عانوا أكثر من غيرهم هم الفقراء.
وأوضحت أن الأزمة بالنسبة للفقراء أصبحت أزمة مزودجة، وأن أكبر خطر على الفقراء في التعرض للفيروس، وأن لديهم أقل قدرة للحصول على الخدمات الصحية ذات الجودة.
ونوهت إيلينا بونوفا إلى أن الإحصاءات تشير الى أن جائحة كورونا زادت من "الفقر العالمي" بنحو نصف مليار شخص بما نسبته 8% من تعداد سكان العالم، قائلة: إن الجائحة دفعت 120 مليون شخص إلى الفقر المدقع العام الماضي، وهذا الفقر المدقع زاد من عدم المساواة بين الشمال والجنوب.
وأشاد رئيس الاتحاد العربي للتطوع حسن بوهزاع، بمبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي حققت المعادلة الصعبة في التخفيف من آثار الفقر وتوفير السكن الملائم وتعزيز الصحة.
وقال بوهزاع- خلال كلمة فى جلسة "تجارب تنموية في مواجهة الفقر"-: إن تسمية الرئيس السيسي عام 2022 "عام المجتمع المدني" يعد دليلٍا واضحًا على تبني الحكومة المصرية للمجتمع المدني وإيمانها بدور المجتمع المدني والقطاع الأهلي والشباب المتطوع في دفع عجلة التنمية.
وأضاف أن هناك نحو مليار و300 مليون نسمة يعانون من الفقر حول العالم، منبهًا إلى أن الفقر مؤثر للغاية على جهود الدول في التنمية، كما أن نحو 100 مليون نسمة تأثرت سلبًا بسبب جائحة كورونا، وهنأ الرئيس السيسي بنجاح وتميز "منتدى شباب العالم".
وعُرض فيلم تسجيلي عن المشروع القومي لتنمية الريف المصري "حياة كريمة"، والذي يتم بتكلفة تصل إلى ما يزيد على 700 مليار جنيه، لأنه مشروع قومي يهدف إلى وصول التنمية لأكثر من نصف تعداد سكان مصر وهو أكبر مشروع تنموي في تاريخ مصر الحديث.
ونوه الفيلم إلى أن مشروعات مبادرة "حياة كريمة" ركزت على توفير سكن كريم لائق وآدمي، فضلًا عن توفير الخدمات الصحية والتعليمية وخلق بيئة عمل مناسبة لكل الأيدي العاملة.
ولفت إلى أن المشروع هو خطة إعادة بناء شاملة لتحقيق تنمية وطفرة اقتصادية واجتماعية وثقافية لكل فئات المجتمع الريفي، وتتضمن الأسر الأكثر احتياجًا وكبار السن وكل امرأة معيلة والشباب، بالإضافة إلى الأطفال والأبطال القادرون باختلاف.
وأوضح الفيلم التسجيلي أن المرحلة التجريبية من مشروع "حياة كريمة"، استهدفت 375 قرية، بإجمالي مستفيدين 4 ملايين ونصف المليون مصري، فيما استهدفت المرحلة الأولى التي يتم تنفيذها الآن فى 1436 قرية داخل 53 مركزًا على مستوى 20 محافظة بإجمالي مستفيدين نحو 18 مليون ونصف المليون مستفيد.
من جانبه، أكد أليك ستيفانى، مؤسس والعضو المنتدب لشركة "بيم" لتقديم الخدمات للمشردين والفقراء- في كلمة خلال جلسة بمنتدى شباب العالم تحت عنوان "تجارب تنموية فى مواجهة الفقر" بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي- أنه يعمل على رفع مستوى الفقراء في بريطانيا، لافتًا إلى أنه تفاجأ بأن الفكرة مطروحة بالفعل في مصر لدى الشباب، حيث لمس في شباب مصر الطموح والطاقة الإيجابية والذكاء والإلهام.
وقال: إنه تجمعني صداقات كثيرة بالفقراء في لندن، الذين يعانون من ظروف صعبة، وكنت أريد أن أقدم المساعدة لهؤلاء الأشخاص، فهم لايحتاجون للطعام فحسب ولكن إلى مهارات وتدريب وثقة ودعم، ولكن ذلك سيتكلف أموالا كثيرة، ولكنى فكرت فى أنه إذا تشاركنا جميعا بجزء صغير سيكون لدينا ما يكفى من الأموال كى تصير حياة أولئك الأشخاص أفضل".
وتابع: بدأت بالفعل بإنشاء مؤسسة "بيم"، وتعد أول منصة لجمع التبرعات الجماعية للفقراء والمشردين في المملكة المتحدة، ويتبرع الملايين بالأموال التي تساعدنا على تحسين حياة الفقراء لكي يحصلوا على عمل ومسكن، ونحن أيضًا شركاء مع الحكومة ونقدم هذه الخدمات، للحكومات المحلية في لندن، كما نتشارك مع الحكومة المركزية أيضًا بل وهناك مدن أخرى خارج لندن يرسلون متدربين لنا للبرنامج ونحدد حاجاتهم المالية وغيرها، والبدء في إرسالهم إلى الشركات وأماكن العمل التي يحتاجون إليها.
وأضاف أننا نحقق نجاحات كبيرة، فهناك نسبة 80% من مستخدمي المنصة حصلوا على وظائف بالفعل، بعد خسارتهم لوظائفهم لفترة تجاوزت الـ4 أعوام، وأن أهم ما تعمله خلال الجائحة هو التعاون.
وأعرب عن الحاجة لبناء منصات تعاونية، قائلًا: إن الحكومات تحيل لنا الفقراء ونحن نغطى التكاليف من خلال التبرعات التي نتلقاها، والشركات تساعد في توظيف العاطلين عن العمل في الوظائف التي هم في حاجة إليها.