تزامنا مع بداية جلسة بعنوان «المسئولية الدولية في إعادة إعمار مناطق الصراعات» ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، رأى خبراء في الشأن الدولي، أن مصر اتخذت خطوات كبيرة يشيد بها دول العالم في مسألة إعادة إعمار مناطق الصراعات، خاصة في ملف إعادة الإعمار في عدد من الدول الإقليمية من على سبيل المثال ما قدمته مصر لغزة عقب العدوان الإسرائيلي عليها خلال عام 2021 وهو الأمر الذي دفع مصر بتحمل فاتورة إعادة إعمار غزة في ظل غياب الدعائم الاقتصادية غزة.

 إعمار مناطق الصراعات 

ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إنه لا توجد مسئولية دولية في إعادة مناطق الصراعات، فما يطرح فهو في إطار مراحل قوات حفظ السلام، فما تقوم به الأمم المتحدة ما هو إلا مجهودات مثلما حدث في بعض المناطق في أفريقيا تحت مسمى "حل وتحليل الصراعات وإعادة تأهيل وهيكلة مناطق الصراعات مرة أخرى".

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن القانون الدولي الإنساني واضح فيما يخص إعادة إعمار مناطق الصراعات، فهو يحدد حالات محددة، ليس إلزاميا تقوم به الأمم المتحدة أو ووكالات الإغاثة، وهذا ما سيحدث قريبا في سوريا والعراق وغزة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى الدول الأوروبية بها تقاعس فيما يحدث في غزة، فدورها مسيسا. 

وأوضح أن مصر لها دور كبير في إعادة تأهيل بعض المناطق في أفريقيا وعملت بعض المشروعات الخاصة في مناطق حوض النيل، وكذلك كان لها دور في قطاع غزة من خلال البعثات الدولية التي قامت بها مصر من أجل غزة، يشهد بها العالم.

وفي نفس السياق قال الباحث في العلاقات الدولية، محمد ربيع الديهي، إن إعادة إعمار مناطق الصراعات، تعد من أكثر الإشكاليات تعقيدا، حيث يسود في هذا الأمر ثلاث اتجاهات مختلفة الأول يرى أن إعادة الإعمار تكون بعد الاستقرار السياسي والأمني للدول، وهناك اتجاه آخر يرى أنه من الضروري أن يكون هناك إعادة إعمار في ظل وجود عملية سياسية تهدف إلى الاستقرار، حيث تدعم عملية إعادة الإعمار الاستقرار السياسي والأمني، أما الاتجاه الثالث يرى ضرورة وجود عملية إعادة الإعمار في ظل الصراع بهدف الدفع نحو عملية سياسية. 

عوامل قد تعرقل إعادة الإعمار 

وأضاف الديهي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن عملية إعادة الإعمار تتطلب مجموعة من الدعائم والركائز لكي يجني ثمارها وغياب أحد تلك العوامل قد يعرقل إعادة الإعمار، حيث تتركز تلك الدعائم في ضرورة توفر الموارد الاقتصادية اللازمة لإعادة الإعمار، كما يجب تحديد الطريقة التى انتهت أو تنتهي بها الصراعات والأزمات، في أن وجود عملية سياسية داخليا أو إقليميا يساهم بشكل أو بأخر في دعم عملية اعادة الاعمار، في حين يلعب الترابط الاجتماعى الموجود قبل الازمة دور في نجاح عملية إعادة الإعمار.

 ملف إعادة الإعمار

وأشار إلى أن مصر لعبت دورا مهما في ملف إعادة الإعمار في عدد من الدول الإقليمية منها على سبيل المثال ما قدمته مصر لغزة عقب العدوان الاسرائيلي عليها خلال عام 2021 وهو الأمر الذي دفع مصر بتحمل فاتورة إعادة إعمار غزة في ظل غياب الدعائم الاقتصادية غزة من أجل دعم إعادة الإعمار في ظل تخاذل دولي في دعم قطاع غزة ودعم الاستقرار به بالاضافة إلى ذلك تلعب مصر دور مهم في اعادة اعمار العراق وكذلك ليبيا.

وأكد أن مصر لها دور مهم في ملف إعادة الإعمار في المنطقة نظرا لامتلاكه العديد من الإمكانيات التي تتيح له لعب هذا الدور، ودعم عمليات اعادة العمار خاصة في ظل امتلاكها قوى عامله وشركات مدربة وجاهزة لدعم ملف إعادة الإعمار، مشيرا إلى أن الجهود الدولية قليلة لدعم عمليات إعادة الإعمار فظل لعب بعض القوي دور تخريبي أو محاولة دعم فصائل معينة أو الاستفادة بخلق تبعية له من خلال ملف إعادة الإعمار أو تقديم مساعدات للدول الصراعات والتدخل في شؤونه الداخلية.