لم ترحم استغاثات مزارعو قرى كفر البطيخ بمحافظة دمياط، أراضيهم من البوار أو توفير حلولًا بديلة لري مساحتهم الزراعية خلال 30 عامًا عجاف دون أن يحرك المسئولين ساكنًا أمام صرخات الفلاحين الذي طرقوا كل الأبواب ولجئوا لكافة المسئولين لإنقاذ مصدر رزقهم الوحيد وعندما حاولوا استخلاص بعض المياه العذبة المفقودة في البحر المتوسط، حُرر ضدهم عشرات المحاضر المخالفة.
وعلى مدار ثلاثة عقود بات شبح البوار يهدد مئات الأفدنة الزراعية، بعد أن باتت مياه الصرف الصحي هي المصدر الرئيسي لتلك المساحات الشاسعة المحرومة من مياه النيل رغم قربها من ترعة السلام التي تفرع مياها العذبة في البحر المتوسط دون أن يتم تدويرها والاستعانة بها لإنقاذ الأراضي الصالحة للزراعة والتي التهمتها مياه الصرف على مرآى ومسمع من المسئولين.
ويعد محصول الأرز المنقذ الوحيد لمئات الأفدنة الزراعية، وملاذ العشرات من الفلاحين لإنقاذ أراضيهم من شبح البوار الذي يزعجهم أناء الليل وأطراف النهار، لقدرته على امتصاص واستخلاص المواد المالحة من الأرض.
فتروى الأراضي التابعة لقرى جمصة والركابية وأم الرضا الجديدة وأم الرضا القديمة من خلف طلمبات الصرف بالركابية، والتي تحتوي مياهها على نسبة ملوحة عالية، بعد رفع طلمبات المشروع ضعف المياه التى تدخل ترعه السلام وتهدر فى البحر المتوسط.
وقال المزارعون، إن أراضيهم تروى بهذه المياه بصفه مستمرة وأن مياه النيل لم تصل إلى قطاعاتهم الزراعية منذ أكثر من ثلاثين عامًا، مؤكدين أن بعض بعض الفلاحين يلجؤون خلال دورة الصيفية إلى زراعه محصول الأرز بهذه المياه المهدرة فى البحر المالح لمعالجه ملوحة الأراضى لأنها تقع على ساحل البحر المتوسط.
ولفت الفلاحون إلى أنهم في حالة عدم زراعة محصول الأرز فستحتفظ الأرض بملوحتها وتصبح غير صالحة نهائيًا لزراعة أي محصول، مشددين على ضرورة الحفاظ على المياه المهدرة مؤيدين سياسة الدوله فى الحفاظ على مياه النيل.
وتابع الفلاحون:" ورغم تحملنا لمخلفات مياه الصرف تفاجأنا بإلزامنا بدفع غرامات مالية وتهديدنا بالسجن بعد تحرير العشرات من قضايا المخالفة للمزارعين، كأننا نروي أراضينا بمياه نيلية عذبة".
متسائلون:" أيعقل أن تهدر هذه المياه فى البحر وعندما يتم الاستعانه بها يتم تحرير محاضر مخالفة؟.. أيعقل أن يسجن الفلاحين بسبب الحفاظ على أراضيهم؟.
وناشد المزارعون المسئولين بسرعة التدخل لإنقاذ الأراضي المهددة بالبوار وتوصيل المياه النيلية لأراضيهم ومحاسبة المسئولين عن إهدار المياه العذبة في البحر المتوسط دون الاستفادة منها وتبوير مئات الأفدنة الزراعية.