الأربعاء 26 يونيو 2024

نبيل نعيم: قطر تموّل ميليشيات ليبيا.. وحماس تدربهم

28-6-2017 | 18:06

حوار: رضوى قطرى

عدسة: صبرى عبد اللطيف

لا يعرف أسرار منْ يدعمون الإرهاب ويمولونه إلا من كانوا يومًا جزءا من اللعبة، والشيخ نبيل نعيم واحد ممن اقتربوا قبل أن يكتشفوا الحقيقة، ويتأكدوا أن الدم حرام والإرهاب نهايته الخراب.

نعيم الذى يجلس اليوم فى مكان بعيد عن أهل الشر، بعد أن افتضح أمرهم أمامه، لديه الكثير من تفاصيل المؤامرة التى تديرها قطر ضد مصر، واستخدمت فيها الجماعة الإرهابية التى هان عليها الوطن بل الدين من أجل مصالح سياسية وتنفيذ أجندات خارجية نهايتها تفتيت الأمه كلها وليس مصر وحدها.

«نعيم» فى هذا الحوار يرسم لنا خريطة دقيقة للتنظيمات والميليشيات الإرهابية فى ليبيا، التى تمولها قطر وتدربها مجموعات حمساوية من أجل تنفيذ عمليات داخل مصر.

•ما طبيعة دور قطر فى دعم الإرهاب فى المنطقة؟

- نحن أمام مؤامرة برعاية أمريكا وإسرائيل، وتعد قطر أداة من أدوات تلك المؤامرة لتنفيذ خطة الشرق الأوسط الجديد، وذلك من خلال التنظيمات الإرهابية، التى تدعمها قطر فى ليبيا، عقب الانتهاء من تفتيت الجيش العراقى والسورى، ثم استدراج الجيش السعودى فى اليمن، جاء الدور على مصر الآن، والمخطط هو تكثيف التنظيمات الإرهابية فى ليبيا من عملياتها فى مصر، لتوريط الجيش المصرى فى حرب مع التنظيمات المسلحة فى ليبيا.

من ناحية أو التنظيمات الإرهابية فى سيناء من ناحية أخرى فالهدف كان ومازال، دخول الجيش المصرى بقوات برية داخل ليبيا، فقطر تنفق سنويًا ٢ مليار دولار على دعم التنظيمات الإرهابية، لتنفيذ ذلك المخطط، سواء فى ليبيا أو سائر الدول العربية، وأنا عندما خرجت من السجن سفرنى خيرت الشاطر إلى قطر، وقابلت عبدالرحمن التميمى، وقال لى: هانحملك مشروع علشان أنت لسه خارج من السجن، وعندما سألته عن مبلغ التمويل الخاص بالمشروع.. أجاب: سنكتب لك شيكًا، وأنت ضع الرقم أو المبلغ المناسب لك، هذا إلى جانب الدور الذى تلعبه قطر فى تمويل وتسليح وتدريب الجماعات الإرهابية فى ليبيا.

• ما أبرز التنظيمات الإرهابية الموجودة فى ليبيا، وما علاقتها بقطر؟

- هناك “٣” جبهات ساخنة فى ليبيا، تضم أبرز التنظيمات المسلحة، الجبهة الأولى، شرق ليبيا من مدينة سرت فى مدينة درنة، وتضم عددًا من التنظيمات الإرهابية، منها الجماعة الإسلامية المقاتلة، وأميرها عبدالحكيم بلحاج، وعددهم كبير جدا، ودرع ليبيا، وأنصار الشريعة، وكتيبة أبو سليم، وكتيبة “١٧” فبراير، وهذه الجماعات انشقت عن تنظيم القاعدة، وبايعت داعش بناء على توجيه من قطر.

وتشرف على تلك المجموعات المسلحة قطر، ومن أبرز أعضاء تنظيم الجماعة الإسلامية المقاتلة، «هشام العشماوى» وهو القائد العسكرى الميدانى لمجموعات تنظيم داعش، التى تحاول دخول مصر من ليبيا، وهو الذى خطط لحادث الفرافرة، وحادث المنيا الأخير, وضم فى منطقة الواحات أيضًا محمد رفاعى سرور، وهو منظر لفكر الجماعات التكفيرية الموجودة فى درنة، وهو تنظيم قاعدة، ولكنه بايع داعش، وهو مطلوب من السلطات الليبية.

الجبهة الثانية: غرب ليبيا، مدينة طرابلس وتسيطر عليها جماعة «

فجر ليبيا» الإخوانية، وعندما سقط الإخوان فى الانتخابات، التى أجريت فى ليبيا عقب الثورة، سافر تميم إلى ليبيا وكان وقتها ولى عهد، وتحديدًا إلى مدنية طرابلس، واجتمع مع عدد من القبائل هناك، وجماعة فجر ليبيا، وشكلوا البرلمان الموازى، والحكومة الموازية، وقد اعترف بها الغرب للأسف، وقد دفع أموالًا طائلة لهذه القبائل، وقام عدد من الضباط القطريين بتدريب هذه الميليشيات المسلحة، وقد منحهم تميم أوسمة ومكافآت عن هذا العمل، أيضا رتب لقاءات جمعت بين عبدالحكيم بلحاج وقيادات بحلف الناتو، أما الجبهة الثالثة ففى مدينة طبرق وهم قبائل عرب مسلحة، وهم ينتظرون أن يحسم الصراع بين التنظيمات الإرهابية فى ليبيا لصالح أى التنظيمات حتى ينضموا إليه، أيضا هناك جماعة «المرابطين» وجماعة «الأنصار» أيضا، وهذه المجموعات تسيطر عليها قطر أيضا.

• ما جنسيات هذه العناصر التكفيرية؟ وكيف تدخل ليبيا؟

- المقاتلون فى ليبيا من جنسيات مختلفة، وأغلبهم من أصول ليبية، ثم يليها موريتانيا، ثم مالى، ثم مصر.

عدد المقاتلين المصريين فى ليبيا ربما يصل لنحو”٢٠٠٠” مقاتل، وهو عدد كبير، فضلًا عن حوالى “٢٠٠٠” عنصر من الهاربين من العراق وسوريا، هربوا إلى ليبيا عقب هزيمتهم فى مدينتى حلب والموصل، فسافروا إلى تركيا، ثم عبر السفن التركية، انتقلوا إلى منطقة درنة، ومصراتة، فليبيا بالنسبة للجماعات الإرهابية الهاربة من الحرب فى سوريا والعراق، تعتبر ملاذًا آمنًا،

• أين توجد معسكرات التدريب فى ليبيا؟

- فى منطقة الجفرة، وهى واد فى مدينة درنة، ويضم عددا من معسكرات الجماعة الإسلامية المقاتلة، بقياة د. عبد الحكيم بلحاج، وإسماعيل الصلابى، وعلى الصلابى، وهم من أبناء وأعضاء فى تنظيم القاعدة، وكانوا فى السجون الليبية لفترات، وأيضا بها معسكرات داعش، وهى منطقة قريبة جدًا من الحدود المصرية، وقد بايعت هذه التنظيمات تنظم داعش بأوامر من قطر، فقطر قطعت التمويل عن تنظيم القاعدة، ماعدا مجموعة القاعدة فى سوريا، جيش النصرة، وذلك لأن الخلاف بين تنظيم القاعدة وداعش، جعل قطر تراهن على تنظيم داعش لأنه الأقوى فى تلك المرحلة، فأول خلاف حدث بين القاعدة وداعش، أن قيادات تنظيم داعش كفروا «أيمن الظواهرى» فى سوريا، وقد انشقت قيادات تنظيم القاعدة فى سوريا عن التنظيم الأم، إذن لا حاجة لقطر فى تمويل القاعدة هناك، وهذا الأمر أيضًا انسحب على القاعدة فى ليبيا، كما أن بعض قيادات تنظيم القاعدة رأت من الوجهة الفقهية أن «داعش» دولة، أما «أيمن الظواهرى» أو القاعدة، فهى تنظيم وهؤلاء رأوا أن الانتماء إلى الدولة الإسلامية، أولى شرعًا من الانتماء إلى تنظيم إسلامى فالدولة لها علم، ولها أمير مؤمنين.

• يتردد أن حماس أيضًا لها دور فى دعم التنظيمات الإرهابية فى ليبيا، ما مدى صحة ذلك؟

- أولًا: كل التنظيمات الإرهابية العاملة ضد مصر فى أى دولة على مستوى العالم، مركز التدريب الرئيسى لها، هو كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس فى قطاع غزة، ومجموعة عرب شركس اعترفوا فى أثناء التحقيقات أنهم تلقوا التدريب فى قطاع غزة، وكذا المتهمون فى اغتيال النائب العام هشام بركات، وكذا منفذو حادث الأقصر، فكتائب القسام دورها تدريب ودعم التنظيمات، التى تقوم بعمليات فى مصر، وبعد أن صارت عملية الإنفاق متعبة وصعبة بسبب سيطرة القوات المسلحة على سيناء، الآن أى عناصر تسافر إلى ليبيا، ثم تدخل مصر من خلال الحدود المصرية الليبية.

ثانيًا: حماس الآن بدأت ترسل مدربين إلى المعسكرات الليبية، وللتسهيل على العناصر الإرهابية، وللتمويه حتى لا يعترفوا بأن حماس تقوم بتدريب هذه المجموعات، عندما يتم إلقاء القبض عليهم، ومؤخرًا أرسلت حماس “٢٠٠” عنصر لتدريب العناصر الإرهابية فى ليبيا، وتقوم حماس بتدريبهم على تجهيز السيارات المفخخة، التى يتم تفجيرها عن بعد وأيضًا كيفية تصنيع قنابل على أشكال أحجار، أو غيرها من الأشياء الموجودة فى الشوارع بالفعل، التى لا يمكن أن يشك المارة أن هذه قنبلة أو جسم غريب.

وقد تلقت حماس هذه التدريبات المتطورة على يد المخابرات السورية، والتى دربت أيضًا حزب الله والحرس الثورى الإيرانى، وأيضًا على يد مقاتلى فيتنام، وأخطر ما تم تدريب حماس عليه هو حفر الأنفاق.

• وماذا عن التسلح؟

- هناك صفقة تمت بين تركيا وقطر، وكان يتولى قيادة تلك الصفقة «يوسف ندا» عضو التنظيم الدولى للإخوان بسويسرا، ومعه خيرت الشاطر فى عام ٢٠١٢، هى صفقة «الماسة»، وكانت وقت حكم الإخوان لمصر، وبموجب تلك الصفقة تم شراء كافة الأسلحة الموجودة فى ليبيا وتخزينها فى مصر، فى القاهرة، وسيناء، وذلك كان تمهيدًا لفصل سيناء وجعلها إمارة مستقلة حتى تدخل إسرائيل بحجة ضرب التنظيمات الموجودة، فى سيناء، وتأمين حدودها، وقد سافر خيرت الشاطر ومعه “٣٠” عضوًا من أعضاء قيادات جماعته، واجتمعوا مع كافة قيادات الكونجرس الأمريكى، ووافقوا على التنازل عن جزء من سيناء لصالح إسرائيل.

• هل انتهى دور قطر فى دعم الإرهاب عقب الأزمة الأخيرة؟

- الأرجح أنه سيتم بإقناع تميم بالتنازل عن الحكم لأخيه فهو المتورط الرئيسى فى كافة العمليات الإرهابية، التى حدثت فى المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فتميم صار ماركة مسجلة للإرهاب، فقط انتهى دور تميم، وسيتم تأجيل مخطط أمريكا بتقسيم الشرق الأوسط، أو ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد لبعض الوقت.

أما العلاقات الأمريكية القطرية فستظل قوية، كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عقب الأزمة الأخيرة أن علاقتها بقطر قوية، فأمريكا دولة مؤسسات.

    الاكثر قراءة