الإثنين 20 مايو 2024

أردوغان يسعى لإبرام صفقة مشبوهة مع «تويتر»

28-6-2017 | 22:46

ميادة محمد 

كشف الكاتب جوش روجن في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن صفقة يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إبرامها مع شركة تويتر، حيث يرغب في قمع حملة الانتقادات الغربية ضده، ووفقا للكاتب طلب الرئيس التركي من الشركة بمحو تغريدات خبير أمريكي في واشنطن.

وكشف الكاتب أن هذا الخبير هو عالم في معهد أخريكي، يمثل دائما شوكة في جانب حكومة اردوغان وحزب العدالة والتنمية لسنوات عديدة، كما كان روبين أيضا هدفا لدعوى رفعها الرئيس التركي متهما إياه بإهانته ،بعد اتهامه بدعم الإرهاب.
 
ووفقا للكاتب أخطرت شركة تويتر روبين يوم الاثنين الماضي، بأنها تلقت أمر من محكمة تركية بإغلاق حسابه على تويتر، على أساس 
أنه انتهك الحقوق الشخصية للرئيس التركي

وأشار الكاتب إلى أن أمر المحكمة المؤرخ في 16 يونيو، أكد أن شركة تويتر لديها سبعة أيام لتنفيذ الحكم، أو مواجهة العواقب بموجب القانون التركي، بما في ذلك الغرامات المحتملة، وفي يوم 26 يونيو حذر الفريق القانوني للشركة روبين، موضحا أنهم لا يزالون يقيمون خياراتهم، بينما رفض المتحدث باسم الشركة التعليق أكثر على القضية، مشيرا إلى أن السبب الوحيد الذي سيدفعهم لإغلاق حساب الخبير  الأمريكي، هو انتهاكه لقواعد تويتر ، إلا أن الأخير لم يمتثل وظل نشطا على حسابه.

وأكد الكاتب أن روبين يفض الاعتذارعن انتقاده لأردوغان وحزبه بسبب فساده وقمعه لحرية الصحافة وحرية التجمع وحرية التعبير وكافة أشكال المعارضة داخل تركيا ، وكان الخبير الأمريكي قد كثف انتقاده للرئيس التركي عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في العام الماضي، ىحيث بدأ بكتابة مقالات باللغة التركية مستخدما المعلومات التب حصل عليها من عناصر من المعارضة التركية والصحفيين الذين تم حظرهم داخل البلاد أو حتى تم طردهم.

ونقل الكاتب عن روبين قوله، إن تويتر الآن في اختبار لأن هناك الكثير من الصحفيين في المنفى، وغالبيتهم توجهوا إلى موقع التواصل الاجتماعي، وإذا كانت الشركة سوف تمتثل لذلك فسوف يكون لهذا تأثير تقشعر له الأبدان على صحافة الشتات وليس فقط فيما يتعلق بتركيا، ولكن على بلاد أخرى.

وعلى الرغم من أن روبين تلقى تهديدات بالقتل من مؤيدي أردوغان على تويتر، إلا أنه لا يعتزم التوقف عن انتقاد الرئيس التركي.

وأوضح الكاتب أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها أروغان قمع منتقديه الخارجيين، ففي مارس ضغطت حكومته على المانيا لمقاضاة كوميديا سخر منه، وامتثلت أنجيلا ميركل التي تلقت المثير من الانتقادات بعد أن سمحت بإجراء تحقيق مع هذا الكوميدي بموجب قانون يجرم إهانة القاظة الأجانب، لكن في نهاية المطاف رفص المدعون العامون التهم الموجهة إليه
ورأى الكاتب انه إذا ما امتثل تويتر لمطالب اردوغان فإم هذا الأمر من شأنه أن يكون سابقة خطيرة ليس فقط في تركيا، بل في العالم ،ولكن هذا الأمر سيعطيه القدرة على قمع الانتقادات ليس فقط في الداخل ولكن في جميع أنحاء العالم.