الخميس 20 يونيو 2024

أشاد بها العالم.. خبراء يوضحون كيفية مساهمة «حياة كريمة» في مواجهة الفقر

منتدى شباب العالم

تحقيقات12-1-2022 | 16:40

أماني محمد

تعد مبادرة حياة كريمة من أهم المشروعات القومية التي تنفذها الدولة، بهدف تحسين أوضاع المواطنين والنهوض بمستوى معيشتهم وتقليل معدلات الفقر، وأكدت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط أن الدولة المصرية تسعى لاستدامة جهود التنمية في قرى مصر، من خلال مبادرة حياة كريمة، موضحة أنه يتم ضخ استثمارات تصل إلى 50 مليار دولار في المبادرة.

جاء ذلك خلال جلسة تجارب تنموية في مواجهة الفقر، في منتدى شباب العالم صباح اليوم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعرضت الجلسة فيلمًا قصيرًا، عن مبادرة حياة كريمة، تناول أبرز ملامح مشروع تنمية الريف المصري، وكانت المبادرة محل إشادة من الحاضرين.

وأشادت إلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر بالمبادرة، موضحة أن "حياة كريمة" فرصة رائعة للتخفيف من الفقر وعدم المساواة، فضلًا عن زيادة شراكة الأمم المتحدة مع مصر، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأكد خبراء أن مبادرة حياة كريمة هي مشروع قومي هدفه الأساسي النهوض بالإنسان وتمكينه على كل النواحي سياسيًا واقتصاديا واجتماعيًا وخلق فرص عمل مناسبة، موضحين أن المبادرة تخلق أيضا بيئة داعمة لمواجهة الفقر، بما سيسهم على المستوى المتوسط في تقليل معدلات الفقر بشكل ملحوظ.

النهوض بالإنسان وتمكينه

وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن مبادرة حياة كريمة من المشروعات العملاقة، الهادفة لرفع مستوى معيشة الإنسان في مصر، خاصة وأن استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة، العنصر البشري هو جوهرها وهدفها النهائي، موضحًا أن أهم عنصر للتنمية هو الإنسان.

وقال في تصريح لبوابة "دار الهلال"، إن "حياة كريمة" مشروع هدفه الأساسي، النهوض بالإنسان وتمكينه بمعنى زيادة تأهيله ومنحه المهارات والقدرات وتدريبه وتعليمه وخلق فرص عمل له، وتوفير العلاج والرعاية الصحية الجيدة وجميع الاحتياجات الأساسية في حياته، ومحاربة الفقر والحد منه بقدر الإمكان.

وأضاف "الخولي" أن مشروع حياة كريمة هدفه النهوض بالقرى والريف والصعيد، لأنه كان مهمشا وينقصه الكثير من الخدمات، موضحًا أن وزارة التضامن بدأت تهتم بالفئات الأكثر احتياجًا، ودعمها وتحسين أوضاعها، من خلال برامج للدعم المشروع وغير المشروط والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للجميع.

وأوضح أن كل المواطنين يحصلون على اهتمام كبير لتوفير حقوقهم، مثل المرأة والعمال وذوي الهمم والشباب وغيرهم، وأن منتدى شباب العالم تجربة فريدة في العالم أجمع، فمصر دائمًا سباقة ورائدة وتعطي للعالم أجمع دروسًا في القيم الإنسانية، لأن الشباب هم أهم فئة في العالم، وهم قادة المستقبل وسيتسلمون الراية ومقاليد الأمور.

وتابع أستاذ علم الاجتماع بأن تأهيل الشباب وزيادة وعيهم مهم، وهو ما تقوم به الدولة لشبابي مصر والعالم، وتعطي نموذجًا راقيًا وقدوة طيبة للدول كافة في تأهيل الشباب، موضحًا أنه اتضح ذلك من خلال حجم المشاركة في المنتدى، من خلال وفود 196 دولة بما يعكس الاقتناع بتجربة مصر الرائدة لشباب العالم.

البيئة الداعمة لمكافحة الفقر

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن زهري، الباحث في دراسات السكان والهجرة، إن مبادرة حياة كريمة من بين المشروعات القومية الكبرى في مصر، والتي حققت نقلة كبرى في الريف المصري، وستواصل ذلك بعدما حدث له نوع من التجمد، موضحًا أن الريف المصري منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يشهد اهتمامًا كما يحدث الآن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضح زهري، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر حاليا تقوم بجهود كبرى بعد إهمال 50 عامًا في الريف بمشروعات في الصحة والتعليم والبنية الأساسية والمرافق كالغاز والكهرباء والمياه والصرف الصحي، وأن المبادرة ستوفر للمواطنين حياة كريمة بمعنى الكلمة فعليًا، بما سيكون له انعكاسات إيجابية متعددة.

وأكد أن المشكلة السكانية في مصر لها 3 أبعاد تمثل الأعمدة الرئيسية للمشكلة، هي الزيادة السكانية الممثلة في زيادة أعداد المواليد، والانتشار الجغرافي غير المناسب، والخصائص السكانية، موضحًا أن الخصائص السكانية من أهم معوقات برنامج تنظيم الأسرة وكبح جماح المشكلة السكانية.

وأشار زهري إلى أن الارتقاء بالخصائص السكانية، خاصة في الريف المصري الذي يمثل نسبة كبيرة من السكان، يعني تأهيل المواطنين لتقبل فكرة "2 كفاية" التي تنادي بها الدولة، ولم يقتنع بها المواطنين حتى الآن، وأن نقل الريف المصري ليكون بشكل حضاري سيؤثر على الخصائص السكانية وبالتالي التعامل مع المشكلة السكانية.

ولفت إلى أن البيئة الداعمة لمكافحة الفقر أمر مهم، من خلال تعليم جيد ورعاية صحية وفرص عمل جيدة، بما سيسهم في تقليل معدلات الفقر على المستوى البعيد،  وهذا ما تستهدفه الدولة فلا نريد تخفيض معدلات الفقر حاليًا مع الإضرار بالبيئة المجتمعية، وبالشكل الحالي ستتضح مساهمة حياة كريمة في مكافحة الفقر على المستوى المتوسط.