الخميس 16 مايو 2024

اكتشاف مستعمرة هائلة ومنظمة للجماجم الشفافة في قاع المحيط المتجمد الجنوبي

مستعمرة

عرب وعالم15-1-2022 | 15:01

دار الهلال

اكتشف العلماء مستعمرة غريبة ومنظمة بشكل مثير للاهتمام في بحر ويديل المغطى بالجليد في القارة القطبية الجنوبية، الأمر الذي يؤكد الباحثون أنه عبارة عن نظام بيئي فريد وغير معروف من قبل ويغطي مساحة هائلة بحجم مالطا.

ويُظهر الاكتشاف الرائع مدى ضآلة ما يعرفه العلماء، حتى يومنا هذا، عن عالم أعماق المحيطات الذي يخفي في ظلماته الكثير من الأسرار، مثل الاكتشاف الجديد الذي عثر عليه العلماء أسفل البحر المتجمد.

وتحتوى المستعمرة المكتشفة الشاسعة على أكثر من 60 مليون سمكة، حيث يُعتقد أنها الأكبر في العالم، هي موطن للأسماك الجليدية الرائعة التي تحمل اسم (Neopagetopsis ionah).

وتمتلك هذه السمكة الغريبة جمجمة شفافة ودما شفافا أيضا، وهي من الأسماك الجليدية وهي الفقاريات الوحيدة في العالم التي لا تحتوي على خلايا الدم الحمراء.

وطوّرت هذه الأسماك الفريدة في صراعها للبقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة المنخفضة جدا في القطب الجنوبي، بروتينا مضادّا للتجمد في دمها الشفاف يمنع بلورات الجليد من النمو، الأمر الذي منحها قدرة على البقاء مع انخفاض كبير جدا في درجات الحرارة.

وبحسب التقرير المنشور في شبكة /سى إن إن/ الاخبارية الامريكية اكتشفت مستعمرة التكاثر المنظمة في فبراير الماضى من جانب سفينة الأبحاث القطبية الألمانية /أولارشتيرن/ والتي كانت تقوم بمسح قاع البحر على بعد نحو نصف كيلومتر تحت السفينة، باستخدام كاميرا بحجم سيارة متصلة بمؤخرة السفينة تنقل الصور إلى سطح السفينة أثناء قطرها.

وعلى الرغم من أن البعثة ركزت على دراسة التيارات البحرية، إلا أن اكتشاف الأعشاش المنظمة اعتبر مفاجأة بالنسبة للعلماء، يعتبر الأكثر إثارة في العصر الحديث، حيث ميزت هذه الأسماك الغريبة أعشاشها في القاع الموحل على شكل دوائر محاطة بالحجارة.

ونوه بورسور، وهو المؤلف الرئيسي لدراسة جديدة عن مستعمرة الأسماك الجليدية نُشرت في مجلة /Current Biology/، إلى أنه بعد هذا الاكتشاف ارسل بريدا إلكترونيا خاطب به العلماء حول الأرض والذين أكدوا أن هذا الاكتشاف فريد جدا.

مدى دراماتيكي وتنظيم مذهل

وتم رصد هذا الاكتشاف عن طريق أربع غطسات أخرى قامت بها الكاميرا حيث رصدت العدسات المدى الدراماتيكي لمستعمرة التكاثر الهائلة والمنظمة وطبيعتها الموحدة المذهلة.

وقال جون بوستليثويت، أستاذ علم الأحياء في جامعة /أوريجون/، الذي يقوم بأبحاث عن هذه الأسماك :"هذا بالفعل اكتشاف مفاجئ".

وأضاف "أنه أمر مهم جدا. إن مدى الكتلة الحيوية (انتشار الأسماك) غير متوقع بالنسبة لي على الأقل. والطريقة التي تغير فيه الأسماك البنية السفلية للرواسب يخلق موطنا لمجتمع يؤمن شبكة غذاء لدعم مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنواع الأخرى".

وأوضح الباحثون إن المستعمرة تغطي أكثر من 240 كيلومترا مربعا، أي بمتوسط ​​عش واحد لكل ثلاثة أمتار مربعة، وقدر العلماء أن المستعمرة تضم نحو 60 مليون عش نشط.

ونظمت الأعشاش بشكل رائع، حيث تتباعد بشكل متساو عن بعضها بعضا، ويبلغ عمق العش الواحد نحو 15 سنتميترا، بقطر 75 سنتيمترا، ويحتوي في المتوسط ​​على 1735 بيضة، تم حراسة معظمها بواسطة سمكة واحدة بالغة، كما احتوت بعض الأعشاش على بيض فقط، وبعضها كان غير مستخدم، لكن المساحة الهائلة تكشف عن نظام بيئي جديد لم يرصد سابقا ، بحسب التقارير العلمية.