إذا صدقت الشكوك والاتهامات في قضية الإعلامي الكبير وائل الإبراشي.. وهى الآن رهن تحقيقات النيابة.. فإننا أمام إرهاب من نوع جديد بأساليب وأدوات مختلفة عن السلاح والعبوات والقنابل» إنه إرهاب بالقتل البطيء لذلك فالأمر يستدعى ويستلزم التطهير الكامل للخلايا الإخوانية والمتعاطفين والمتلونين والمتحولين.. والجالسين في المناطق الرمادية.. ودعاة الحياد.. عندما يواجه الوطن الخطر.. يجب أن نفتش بأنفسنا وبداخلنا.. فالأعداء يتربصون بنا من كل حدب وصوب لا يجب أن نثق في متحول أو متلون أو متعاطف لذلك علينا أن نراجع التاريخ.. لقد كانت أحداث يناير 2011 كاشفة.. وقوائم التمويل الأجنبي فاضحة.. والإساءات التي صدرت في حق الدولة الوطنية ومؤسساتها أفرزت الصالح من الطالح.
هناك من يعيش بيننا ويعمل لحساب عدونا.. قراءة تاريخ وأقوال ومواقف هؤلاء أمر ضرورى حتى لا تختلط الأمور
الخيانة لا تسقط بالتقادم.. ووجود المتحولين والمتلونين والملوثين والمتعاطفين مع التنظيم الإرهابي بيننا خطر داهم.. فالإنسان لا ينسلخ من تاريخه وماضيه ويظل متعلقاً بعقيدته ومبادئه ومن الخطر أن يظل هؤلاء بيننا وفي دواليب العمل بالدولة ومؤسساتها ولابد من عملية فرز شـاملة.. لأن هؤلاء لا ندرى ماذا يفعلون في الخفاء.. وماذا يضمرون للدولة.. وهل بين ليلة وضحاها تغيرت قناعاتهم وأصبحوا وطنيين شرفاء مخلصين للوطن.. أم أنهم يتلونون مثل الحرباء وتبعاً وطبقاً لقدرة الدولة وقوتها أو في اتجاه وصوب مصالحهم ومكاسبهم.
الخيانة ليست فقط في التجسس لصالح الأعداء أو التحالف مع قوى الشر التي تغمر وتناصب الدولة العداء.. ولكن الخيانة أيضاً أن تفكر مجرد تفكير في الإساءة إلى الوطن ولو بنصف كلمة وإذا كنا نتحدث عن أن الحياد في مصلحة الوطن وخلال ما يتعرض له من مخاطر خيانة.. فما بالنا بمن جاهر بمعصية الوطن.. وتحالف مع أعدائه.
الخيانة أيضاً أن تتلقى أموالاً من الخارج لتسب وتشوه وتسئ إلى الوطن وتنفذ أجندات أعدائه.. وتسعى جاهداً لتنفيذ أهدافهم في الإضرار به.
الخيانة لا تسقط بالتقادم.. والإنسان ابن ماضيه ومعتقداته.. لذلك من المهم أن نراجع المواقف جيداً.. فالمواقف ستكون كاشفة تفرز الصالح من الطالح.. والشريف من الملوث لذلك ربما تكون تعليقات و«بوستات» الناس على وسائل السوشيال «ميديا» في الفترات المفصلية والمحورية خاصة في ١١٠٢ وخلال حكم الإخوان المجرمين وفي 30 يونيو 2013.. ثورتنا العظيمة المجيدة.. نستطيع من خلالها أن نفرز مواقف الناس واتجاهاتهم.. وهل مؤيدون للإخوان. أو حتى متعاطفين معهم.. ماذا قالوا عن الدولة ومؤسساتها هل أساءوا إلى جيشنا العظيم أم أنهم كانوا أوفياء للدولة الوطنية.
من تجرأ على الوطن.. وغامر وقامر به تحت دعوات التغيير.. التي وصل إلى حد التدمير والتخريب وكنا على حافة الضياع والسقوط لولا الشرفاء الذين يجب أن نعول ونعتمد عليهم.. هذا يستحق الحساب والحذر منه.
ما أريد أن أقوله وحتى لا أستبق التحقيقات أو أتدخل في سير القضية.. هو الاتهامات والشكوك التي حامت حول الطبيب المعالج للإعلامي الكبير وائل الإبراشي -رحمة الله عليه- من كون هذا الطبيب له انتماءات إخوانية.. ومتعاطفاً مع هذه الجماعة الإرهابية وكان داعماً لرئيسهم المعزول محمد مرسى.. ومؤيداً لحركة ٦ ابريل الإرهابية ومتجرئاً بالإساءة لمؤسسات الدولة.. وهذا ما كشفته على حسب الروايات «بوستات» الطبيب على صفحته على موقع «فيس بوك» وبالتالي فإن اتهامات وشكوك زوجة الإعلامي وائل الإبراشي دخلت دائرة المنطق أو ربما تفسر مع تقرير الطبيب صرف دواء السوفالدى الذى يحدث ضيقاً في التنفس وسرعة في ضربات القلب.. ولم يتضمنه بروتوكول وزارة الصحة لعلاج فيروس «كورونا».. وما قيل عن تدخين الطبيب المعالج في حجرة الإبراشي رغم خطورة ذلك على حياة الإعلامي الكبير.. وربما خطورة ذلك على سلامة الإنسان الطبيعي.. فكيف يقدم الطبيب على هذا السلوك.. وما هى أهدافه سواء في «السوفالدى» الذى لم تقرره منظمة الصحة العالمية أو التدخين وعلمه بأن التدخين خطر داهم على حياة مريض أو المصاب بفيروس «كورونا» وما يعانيه من مشاكل وضيق في التنفس.. إذا صحت هذه الروايات وطابقت الواقع.. فنحن أمام قضية تثير العديد من التساؤلات أبرزها هل تحول وائل الإبراشي إلى حقل تجارب.. وهل الطبيب كان يقصد إعطاء الإبراشي «السوفالدى» وما يشكله من خطورة على حياته.. وهو كان يدرك ما يفعله وهو أيضاً ما يكشف نواياه خاصة في ظل تعليقاته على فيسبوك والإعلان والمجاهرة بكراهيته للإعلام المصري ورموزه وكوادره وبطبيعة الحال كان الإبراشي واحداً من أهم الإعلاميين المصريين.. وهل عالج نفس الطبيب مرضى مشاهير من قبل توفاهم الله بنفس السوفالدى والسؤال العريض والكبير.. لماذا فعل هذا الطبيب ذلك.. وماذا لو لم تشك الزوجة في ملابسات علاج الإبراشي.. وكيف سُمح له بإقرار بروتوكول علاجى لمريض «كورونا» لم تقره وزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية.. وأين الرقابة في المستشفيات.. وأين المعلومات عن كل أعضاء المنظومة أو أى منظومة تتبع مؤسسات الدولة.. وما هى نوايا الطبيب المعالج.. وهل نحن أمام جريمة «إرهابية» اختلفت أدواتها ووسائلها عن الجرائم الإرهابية التقليدية والمباشرة؟ أقول ذلك في حالة إذا صدقت الروايات والشكوك والاتهامات.. ولا أريد الافتئات على الحقيقة أو أن أسبق التحقيقات فالأمر الآن في حوزة النيابة العامة وهى رمز النزاهة والشفافية والاستقلال.
حتماً لابد من إعادة قراءة المواقف وغربلة الناس.. والتنقيب عن المتحولين والمتلونين والمتعاطفين في دهاليز مؤسسات الدولة لأن وجودهم خطر داهم.. الحقيقة أنني أعرف أناساً مازالوا في المشهد لطالما أساءوا إلى الدولة الوطنية المصرية وجرحوا وتطاولوا على مؤسساتهم.. فمنهم من كان يكتب على صفحة الفيسبوك الخاصة به اللفظ الحقير والبذىء.. «يسقط...» ولا أستطيع أن أكمل الجملة أو العبارة لكن المعنى واضح.. أرجوكم راجعوا مواقف الناس وإخلاصهم وشرفهم لأن الحرب على مصر من كل حدب وصوب واتجاه ومن داخلنا.. مصر مليئة بالشرفاء الأكفاء والمخلصين لوطنهم.
كيف يتولى من تلوثت يداه بالتمويل الأجنبي.. ومن تلوث لسانه بالإساءة إلى الدولة.. ومن تجرأ قلمه في تشويه دولة ٠٣ يونيو العظيمة التي قامت بتضحيات وعطاء وإخلاص الشرفاء.. وعملهم الذين سطروا ملاحم الإنجاز والإنقاذ؟
إن وجود المتحولين والمتلونين والمتعاطفين في القرب منا هو خيانة لدماء الشهداء الأبرار الذين دافعوا عن وجود هذا الوطن ومستقبل أبنائه.. في الوقت الذى تعاون هؤلاء وقبضوا الثمن لإهانة الدولة المصرية وتعاونوا مع أعدائها.. فكيف نعتمد عليهم.. ونعول على مساندتهم.. وكيف نضمن ألا يعاودوا أفعالهم وجرائمهم.. وهل نطمئن إلى ما يدور في الخفاء.. وهل قطعوا علاقتهم مع خفافيش وطيور وأعداء الظلام؟
أعتقد أن هذا الوطن يحتاج وقفة وإعادة الحسابات وإلى عملية غربلة تفرز الشريف من الملوث.. ومن المحايد والمتضامن.. حتى نضمن صلابتنا في مواجهة رياح الشر التي سوف تتصاعد في الأيام القادمة حقداً وحسداً وغلاً من إنجازاتنا ونجاحاتنا وتقدمنا.
المتلون أو المتحول حتى تستطيع أن تضمن ولاءه -وهو أمر مشكوك فيه- لابد أن تكون يدك دائماً في «فمه».. أما الشريف المخلص لو تضور جوعاً فلن يغير إخلاصه وحسم أمره لوطنه.. لا يعرف المناطق الرمادية أو يقف أبداً على الحياد.. في كل الظروف مع وطنه وجيشه وشرطته مع الدولة الوطنية بكامل مؤسساتها ورموزها.
إن مراجعة ماضي الناس وحاضرهم ومواقفهم وتحليل أفكارهم لتوجهاتهم أمر مهم للغاية في دولة تواجه الخطر، وتزيد التهديدات التي تستهدفها كلما زادت وارتفعت وتيرة نجاحاتها وإنجازاتها.
إذا صدقت المعلومات والشكوك والاتهامات والقضية رهن التحقيقات فإننا أمام ناقوس خطر حقيقي يكشف أن هناك عدواً خفياً وخلايا نائمة أخطر بكثير من العدو المكشوف والظاهر وهو ما يستلزم أن نعيد حساباتنا من جديد تجاه اكتشاف العناصر المتعاطفة والمتلونة والمتحولة والملوثة.. وهناك مثل شعبي مصري يقول لنا «نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب وديل الكلب ما ينعدل لو علقوا فيه قالب» «ومن شب على شيء شاب عليه».
إن الإرهاب الصامت أو الخفي أو الخلايا النائمة القاتلة لا يجب لها السماح أن تعبث في أرواحنا ومقدراتنا وبياناتنا ومعلوماتنا.. والسؤال المهم الذى يفرض نفسه.. من الذى يتواصل مع منابر الخونة والمرتزقة من عناصر الإخوان المجرمين في الخارج أليس هنا من يعيش بيننا ويعمل في مؤسساتنا وله ميول أو متعاطف أو خيانات ممولة على تواصل مع أعداء مصر وشعبها.
لابد أن نتوقف طويلاً وكثيراً أمام قضية الطبيب المعالج إذا تأكدت الاتهامات والشكوك.. لنتأكد أننا في حاجة قوية لحركة تطهير شاملة من مؤسساتنا وإعادة فحص كل الأوراق و«البوستات».. لنكشف من مع الدولة الوطنية وثورتها في ٠٣ يونيو ومن ضدها؟.. ومن يعمل لمصلحتها.
إياك أن تراهن على إخوانجى فـ«الاخوانجى» عبد التكليف.. ولا تراهن على متحول أو ملوث أو متعاطف أو متلون إنها مخاطرة ومقامرة.. فقد دفعت هذه الدولة ثمناً باهظاً في العقود الماضية عندما تركت الحبل على الغارب أمام الإخوان المجرمين ليتسللوا إلى النقابات والمحليات والجامعات.. ويؤدوا دور الدولة في أحقر توظيف سياسي لما زعموا إنه أعمال إنسانية لقد كان تجنيداً وتجييشاً لإسقاط مصر واختطافها من خلال بناء وعى مزيف في عقول البسطاء والفقراء.
الحقيقة أن دولة 30 يونيو حاضرة في كل ربوع البلاد.. توفر الحياة الكريمة لكل المصريين ولا تسمح لأى جهة أن تقوم بدورها.. الدولة تبادر وتنشر البناء والنماء والتنمية في كل محافظات مصر.. تغيث المستغيثين.. وتدعم الفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية.
اختلفت أساليب القتل الإخوانية وإرهابهم واحد.. توقع منهم أي شيء.. خيانة عمالة غدراً.. كل شيء يجوز في العقيدة الفاسدة لهذا التنظيم لقد حولوا «الخيانة» إلى جهاد في سبيل الله.. وجعلوا من التحالف مع أعداء الوطن والتخطيط لإسقاطه وجرائم القتل والإرهاب والتفجير والتدمير للأوطان كفاحاً ونضالاً.. إنها أقذر وأحقر جماعة عرفها التاريخ.. لك أن تتخيل أن المخنث معتز مطر الخائن والعميل يعتبر نفسه مناضلاً.
لا تأمنوا للمتأخونين والمتعاطفين والمتحولين والمتلونين ومن تلوثت أياديهم بدم أبناء هذا الوطن.. ومن لهثوا وراء التمويل الأجنبى لتخريب وتشويه مصر.. ولا تثقوا في نواياهم فهم مثل «الأفاعى».. هل تعلمون لماذا يتلون ويتحول مرتزقة الخارج والممولون والمشبوهون.. ولماذا خفتت وعجزت حركة الجماعة الإرهابية وخرست عن الكلام.. أجيبك لأن هؤلاء يتوارون.. وينافقون الدولة.. اذا كانت الدولة في أوج وذروة قدرتها وهو ما يحدث الآن أما لا قدر الله اذا ضعفت الدولة مثلما حدث في 2011 تعلو الأصوات.. وتسحب الخناجر.. وتسن السيوف.. وتسقط الأقنعة.. وتهان الدولة ومؤسساتها.
لذلك أحذر.. ثم أحذر.. ثم أحذر من ويلات وتداعيات خيانة المتلونين والمتحولين والمتعاطفين.. أو الجالسين في المناطق الرمادية.. ودعاة الحياد أو من تلطخت أياديهم في تمويل أجنبى.. وتقارير مغلوطة تشوه الدولة.. أو من عملوا عن عمد وقصد مع الجهات والمنابر المعادية للدولة المصرية أو سيئى السمعة والسيرة فهؤلاء لا مبدأ ولا وطنية ولا كفاءة سلعتهم الفاسدة معلومة.. يقتاتون على الكذب وتشويه الدولة والإساءة إليها.. وإذا وجدوا فرصة للتدمير والتخريب والعودة إلى مسيرتهم الأولى فلن يترددوا لحظة.. حفظ الله مصر وقائدها وشعبها وجيشها وشرطتها.
تحيا مصر