الجمعة 26 ابريل 2024

طاعة أفضت إلى قتل

مقالات16-1-2022 | 22:15

يسيئ البعض فهم التربية الحديثة ويعيبونها بقولهم أنها تربية تجيز للطفل الحرية المطلقة ليفعل كيفما يشاء،  ولذلك يمتنع الوالدون عن إتباعها في تربيه الطفل اعتقادا بأن أطفال هذا الجيل عصاه متمردون يشقون عصا الطاعة علي والديهم، ولكل نوع في التربية مضاره وفوائده، فلا يجب الإسراف في الحرية ولا التقتير فيها أيضا، ولنترك الآن نوع التربية ولنأتي لذكر الغرض الذي نرمي إليه في تدريب أطفالنا علي الطاعة التي هي عنصر هام في حياه الطفل.

ليست الطاعة فضيله في حد ذاتها فقط، بل تشمل أيضا سجايا أخري وهي الدعامة الكبرى في تكوين الطفل، فإذا لم نحز علي طاعة الطفل لا ننتظر أن نحرز النجاح لبناء فضائل أخرى... فهي بمثابه حجر الأساس،  لذا وجب علينا أن نضعه بكل اعتناء. ولكل منا وجهه نظر في تربية أولاده فبعضنا يختار الطرق السهلة المألوفة التي لا تكلفهم أي عناء، ومنا من يخشي انتقادات الغير له، ومنا من لا يهمه من أمر أولاده سوي نجاحهم في المستقبل، وهذا يعد أمرا ثانويا إزاء المسئولية العظمي الموضوعة أمامنا لتربيه نفس الطفل. إذاً ما هو الغرض الاسمي الذي نرمي إليه؟!

هو تدريب طفلنا ليرقي إلي درجة الصلاح التي يطلبها منه دينه ومجتمعه!!  حتي مهما كبر يمكنه أن يرقي في الحياة بمقدرته وسعه اطلاعه رغم ما يلاقيه من صعوبات الحياة ورغم ما يفكر عنه الغير.

وربما نسيئ تربيه الطفل لجهلنا الطرق الحديثة التي تحتم علينا درس عقلية الطفل ومقدرته الجسدية وميوله النفسية وما ينطبع عليها من مؤثرات... إذ أن تأثير تربيتنا لا تظهر نتائجها في الحال، بل نراها بجلاء في حياته المستقبلية.

فهلاّ فكرنا أن للطفل شخصيه قائمه بذاتها، كشخصيتنا تمقت الاستبداد.. وأن له إرادته الخاصة وأفكاره كما لنا نحن!!  فهو ليس كما يظنه البعض آلة صماء نديرها حيث نشاء حسب إراداتنا وميولنا، ولكن إذا تعمقنا أكثر في دراسة نفسيته أدركنا أن ميوله وأفكاره وغرائزه يجب ألا تقتل وهي في المهد بل تنمو تحت إرشاد الوالدين وترقي وتهذب وتصقل إلي أن تبلغ الغاية المنشودة، فيشب معتمدا علي نفسه محبا للتقدم والابتكار.

قد تدفعنا الأنانية نحن الوالدين أحيانا لإرغام أولادنا علي الطاعة طلبا للراحة مثلا أو للتخلص من صداعهم أثناء مشغوليتنا في المنزل، فيمنع الطفل من عمل يربك والديه، لذلك تتوتر علائق الألفة في الحياه العائلية... ولهذه التربية مساوئ مختلفة سأذكر بعضا منها:-

قد يشب بعض الأطفال علي الرعب والخوف من الذين هم اكبر منهم سنا وتلصق في البعض صفه الجبن،  فيخافون من المجاهرة بحقيقه في أنفسهم والإفصاح عن أراءهم ولو كانت سديدة ونافعه، وتأثيرها علي البعض الأخر أنها تخلق منهم عصاه شاردين طول الحياه... إذ أن الأمر والنهي يحول فكر الطفل عن الفكرة المطلوب تنفيذها، رغم ما قد يكون فيها من صواب وتفقد في البعض قوه الابتكار وتجعلهم عاله علي غيرهم،  وهذا النوع من التربية يعرض الطفل لخطر الطاعة الخارجية ويسلبه الألفة مع والديه؛ لأنه من المستحيل أن نحتفظ بالتربية القاسية وفي الوقت نفسه نضمن روح الثقة وعدم الخوف في الطفل.

ولكن إذا فحصنا الأمر مليا أدركنا أن تدريب الطفل علي الطاعة يجب أن نبدأه وهو بعد في المهد، والطاعة كسلسلة ذات حلقات متصلة بعضها ببعض.

Dr.Randa
Dr.Radwa