قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن روسيا تصدر ”تهديدات خفية بعيدة المدى“ أكثر من تهديدها بغزو أوكرانيا، وذلك في وقت ألمح فيه المسئولون الروس إلى أنه إذا فشل الغرب في تلبية مطالب روسيا الأمنية، فقد تتخذ موسكو إجراءات مثل نشر صواريخ نووية بالقرب من الساحل الأمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتوقع أحد تقدما كبيرا من الماراثون الدبلوماسي الذي جري الأسبوع الماضي لنزع فتيل الأزمة الأمنية التي أشعلتها روسيا في أوروبا الشرقية من خلال حصار أوكرانيا من 3 جهات بأكثر من مئة ألف جندي، ثم، وفقا لتقديرات البيت الأبيض، إرسال ”المخربين“ لخلق ذريعة للغزو.
وذكرت الصحيفة أنه بينما تجري إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وحلف شمال الأطلسي ”الناتو“ عمليات محاكاة إلا أنهم قلقون بشكل متزايد من مجموعة أخرى من الخيارات للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهي خطوات بعيدة المدى أكثر من مجرد تحريك قواته على حدود أوكرانيا.
وأضافت ”يريد بوتين توسيع مجال نفوذ روسيا ليشمل أوروبا الشرقية وتأمين الضمانات المكتوبة أن الناتو لن يوسع حدوده مرة أخرى.. وإذا كان محبطا من الوصول لهذا الهدف، كما اقترح بعض مساعديه على هامش المفاوضات الأسبوع الماضي، فسوف يسعى وراء مصالح روسيا الأمنية مع عواقب ستشعر بها أوروبا والولايات المتحدة بشكل حاد“.
وتابعت ”كانت هناك تلميحات، لم يتم توضيحها تماما، أنه يمكن نشر أسلحة نووية في أماكن – ربما ليست بعيدة عن ساحل الولايات المتحدة – من شأنها تقليل أوقات التحذير بعد الإطلاق إلى أقل من 5 دقائق، من المحتمل أن تشعل مواجهة كالتي أحدثتها أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962“.
ورأت الصحيفة أن ”كل هذا قد يكون صاخبا، وجزءًا من حملة الكرملين للترهيب، وطريقة لتذكير بايدن بأنه بينما يريد تركيز الاهتمام الأمريكي على التنافس والتعامل مع الصين، لا يزال بوتين قادرا على إحداث اضطرابات هائلة لا يستهان بها“. وقالت ”لقد تأثرت الأزمة الحالية بإطلاق الكرملين سلسلة من المطالب التي، إذا وافقت عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، ستعيد بشكل فعال مجال نفوذ روسيا بالقرب من خطوط الحقبة السوفييتية، قبل أن يتوسع الناتو إلى أوروبا الشرقية..
كما طالب بسحب جميع الأسلحة النووية الأمريكية من أوروبا، بالإضافة إلى وقف جميع عمليات تناوب القوات الغربية عبر دول (حلف وارسو) السابقة التي انضمت إلى الناتو منذ ذلك الحين“. وأضافت: ”في جنيف، وفي تعليق لم يلاحظه أحد، قال دبلوماسي روسي كبير إن بلاده مستعدة لوضع أنظمة أسلحة غير محددة في أماكن غير محددة..
واندمج ذلك مع تقييمات المخابرات الأمريكية بأن روسيا قد تفكر في نشر أسلحة نووية جديدة، وربما، أسلحة نووية تكتيكية أو ترسانة قوية ناشئة من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت“. واختتمت ”نيويورك تايمز“ تحليلها: ”تلميح المسئولين الروس مرة أخرى في الأيام الأخيرة إلى عمليات نشر جديدة للصواريخ بالقرب من المدن الأمريكية من شأنه أن يخلق ظروفا مماثلة لأزمة عام 1962 التي كانت أقرب ما حدث في العالم إلى صراع نووي“.
في سياق متصل، دعا السيناتور الجمهوري الأمريكي، ميت رومني، إدارة بايدن، لضرورة ”دعم التمرد في أوكرانيا“ إذا نفذت روسيا وعيدها بالغزو، ملمحا لتطبيق نفس النهج الذي اتبعته الولايات المتحدة في أفغانستان عندما دعمت التمرد هناك ضد السوفييت. ونقلت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية عن رومني قوله: ”أعتقد أن بوتين يجب أن يفهم أن العواقب ستكون كبيرة.. وهل سيكون هناك تمرد؟ نعم، الشعب الأوكراني له كبرياء ويعرف كيف يقاتل من أجل الأشياء التي يؤمنون بها ومن أجل استقلالهم“.