السبت 27 ابريل 2024

«صلاح ذو الفقار».. رحلة في حياة الفنان العبقري وبطل معركة الشرطة بالإسماعيلية

صلاح ذو الفقار

فن18-1-2022 | 19:58

همت مصطفى

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير صلاح ذو الفقار، أحد أبرز فناني السينما في القرن العشرين، والذي أثرى الفن المصري كممثل ومنتج فني بالعديد من الأعمال الفنية التي جعلته باقيًا رغم رحيله  في ذاكرة الفن  محليًا وعالميًا، وفي وجدان وذاكرة الجماهير.

ولد صلاح ذو الفقار في  18 يناير عام 1926 في مدينة المحلة الكبرى وكان والده من كبار رجال وزارة الداخلية، ووالدته كانت من عائلة فرنسية الأصل.

وتخرج فى أكاديمية الشرطة" كلية البوليس" في  1946، ثم عمل في مديرية أمن المنوفية ثم في مصلحة السجون وتحديدًا سجن مصر وعمل مدرسًا في أكاديمية الشرطة منذ عام 1949.

أخذ صلاح ذو الفقار زمام المبادرة بقيادة 19 من طلابه في أكاديمية الشرطة وتطوعوا ككوماندوز يقاومون العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956، وحصل على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر تقديرًا لدوره الوطني.

بدأ صلاح ذو الفقار مشواره الفنى بتصريح استثنائى من وزير الداخلية للعمل فى فيلم "عيون سهرانه" فكان ضابطًا في الشرطة وأحد أبطال معركة الإسماعيلية في 25 يناير 1952 التي ظهر فيها بسالة وشجاعة رجال الشرطة ضد المحتل البريطاني.

وكان ذو الفقار أحد أبطال مصر في الملاكمة، وحصل علي بطولة كأس الملك في الملاكمة "وزن الريشة"في عام 1947، وكان هذا هو دوره المتميز"حسين" ابن الريس عبد الواحد في فيلم رد قلبي عام 1957الذى قدمه بخفة ظل وبساطة في الأداء، وكان هذا الدور هو جواز مروره للطريق الشهرة والنجومية في الفن المصري .

استقال من “البوليس” ليقدم “رد قلبي”.. رحلة صلاح ذو الفقار من ضابط شرطة لنجم  سينمائي (صور)

 وبعد فيلم "رد قلبي" تتابعت على «جان» السينما المصرية في القرن العشرين من المخرجين عروض نداهة "الفن السابع" حيث المشاركة السينمائية، فلم يجد الشاب الوسيم أي مفر من هذا  الطريق، سوى الاستقالة من وزارة الداخلية بعد ترقيته لرتبة مقدم وإحالته للمعاش بقرار استثنائي من وزير الداخلية، نظًرا لسجله الحافل خلال 11 عامًا، وهي فترة خدمته بالشرطة.

عُين صلاح ذو الفقار مديرًا تنفيذيًا لمنظمة الشعوب الإفريقية والآسيوية فور خروجه من الشرطة، والتي كان رئيسها محمد أنور السادات في ذلك الوقت، لكنه لم يستمر طويلا في المنصب لعشقه للفن والسينما، وشغل صلاح ذوالفقار منصب وكيل نقابة المهن التمثيلية عام 1986.

شارك صلاح ذو الفقار في أكثر من 250 عملًا فنيًا في المسرح، الإذاعة، والسينما، المسرح، التلفزيون، ومن أشهر أعماله فى السينما «أغلى من حياتي، الناصر صلاح الدين، الأيدي الناعمة، رد قلبي، الرجل الثاني، غروب وشروق، ملاك  وشيطان، الرجل الذي فقد ظله، وفي الدراما التلفزيونية «عائلة شلش، رأفت الهجان، الثعلب، محمد رسول الله، رحلة عذاب»، وفي المسرح: «رصاصة في القلب، روبابيكيا، عازب وثلاث عوانس، زوجة واحدة تكفي» . 

وشارك صلاح ذو الفقار في أفلام عالمية أولها الفيلم الإيطالى"سر أبو الهول" عام 1964 وشارك أيضًا في الفيلم الإنجليزى "الفرسان" وقام بدور صلاح الدين الأيوبي ،وشارك أيضًا في الفيلم المكسيكي "نفرتيتي وأخناتون"عام 1973 .

شارك صلاح ذو الفقار العديد من الأفلام الناجحة ومنها "بين الأطلال"، "صراع الأبطال"، و"أريد حلا" 1975 الذى حقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا وساهم في تغيير قانون الأحوال الشخصية لصالح المرأة، ونال صلاح ذو الفقار عنه جائزة الدولة الأولي في الإنتاج وتم اختيار تلك الأفلام في قائمة أفضل مئة فيلم في مئوية السينما المصرية  1996.

تزوج صلاح ذو الفقار من الفنانة شادية وكون معها ثنائيًا حيث لعبا أفلامًا كوميدية ورومانسية ومثلا معًا في البداية بالمسلسل الإذاعي صابرين، والعديد من الأفلام بالسينما منها «أغلى من حياتي، كرامة زوجتي، عفريت مراتي، مراتي مديرعام"

ورحل الفتى الوسيم صلاح ذو الفقارعن عالمنا في 22 ديسمبر عام 1993 عن عمر يناهز67 عامًا أثناء تصوير المشهد الأخير من فيلم "الإرهابي" على إثر أزمة قلبية مفاجئة، وقد تم بالفعل تأجيل تصوير المشهد بناءً على طلب من الفنان عادل إمام، وترك صلاح أثره بكل ماقدم في رحلة الفن المصري والذي لن يغيب أبدًا .


 

Dr.Randa
Dr.Radwa