الأحد 5 مايو 2024

ثمار الحكمة والشرف.. وعوائد النجاح والإنجاز

مقالات20-1-2022 | 21:50

حالة التنوع والتعدد والثقة والمصداقية والشرف التى ترتكز عليها السياسات الدولية لمصر.. جعلتها قبلة الاهتمام من دول العالم.. فمصر غاياتها الأمن والاستقرار والسلام والتعاون والشراكة.. ومبادئها احترام الآخرين وعدم التدخل فى شئونهم الداخلية.. وترسيخ السلام وإنهاء الصراعات وتعزيز سبل التعاون والشراكة مع دول العالم.. لذلك نجحت مصر على صعيد الداخل والخارج.

القمة المصرية ــ الكورية كانت نموذجاً للاهتمام الدولى بمصر.. وتنوع علاقاتها..  ورغبة الدول الكبرى والمتقدمة فى التعاون والشراكة معها لاستغلال الفرص الواعدة والثرية الموجودة على أراضيها.. والتعويل على دورها وثقلها الإقليمي.. ومكانتها فى قيادة المنطقة وأفريقيا والمساهمة فى حل الأزمات والصراعات وإحلال السلام فى كل بقاع العالم.

 

من القمة «المصرية ــ الكورية» .. «القاهرة» قبلة العالم

 

الاهتمام الدولى والعالمى بمصر لم يأت من فراغ، فليس لأنها فقط أولى الحضارات، وصاحبة الموقع الجغرافى الاستراتيجي، الذى يربط بين ثلاث قارات، أو لأنها ركيزة الأمن والاستقرار فى المنطقة، أو لدورها الفاعل إقليمياً ودولياً.. وهناك أيضاً أسباب أخرى تتمثل فى أن مصر أصبح لديها الكثير من الفرص التجارية والاستثمارية فى كافة المجالات والقطاعات.. وهناك رغبة قوية من أكبر دول العالم للتعاون والشراكة معها، خاصة أنها السوق الواعدة، وأيضاً بوابة السوق الأفريقية.

الحقيقة أن القمة «المصرية ــ الكورية الجنوبية» التى عقدت بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس «مون جيه إن»، تعكس قوة العلاقات المصرية الدولية وحجم اهتمام العالم بعقد شراكات لاستغلال الفرص المصرية التى أوجدتها ملحمة الـ7 سنوات فى كافة المجالات والقطاعات، وعلى رأسها البنية التحتية والأساسية.. والتعاون أيضاً من أجل تحقيق مصر لأهدافها سواء فى زيادة الاستثمارات أو الاستفادة من التجارب العالمية فى البناء والتقدم وأحدث ما وصلت إليه هذه الدول من تكنولوجيا.

القمة «المصرية ــ الكورية الجنوبية»، شهدت أمس زخماً كبيراً عكس حرص الجانبين على التعاون والشراكة والتنسيق فى الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، وتجسد دور مصر فى إحلال السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة.. وأيضاً دورها على الصعيد الدولى وهو ما أشار إليه رئيس كوريا الجنوبية برغبته فى مساهمة القيادة المصرية فى إحلال السلام بشبه الجزيرة الكورية.

الرئيس «مون جيه إن»، هو أول رئيس كورى جنوبى يزور مصر منذ 16 عاماً.. لذلك فالزيارة تحمل العديد من الرسائل المهمة، أهمها تنامى القدرات والإمكانات والفرص الواعدة والدور والثقل والمكانة على الصعيدين الإقليمى والدولي.. والحقيقة ما كان هذا الاهتمام الدولى والعالمى ليحدث لولا أن مصر استعادت مكانتها على كافة الأصعدة، وحققت نجاحات وإنجازات وامتلكت الفرص وأصبحت نداً دولياً.. تقول المؤشرات والتوقعات الدولية إن مصر فى الطريق إلى الصفوف الأولى من الدول المتقدمة.

كوريا الجنوبية لديها اهتمام كبير بمصر وحرص على التعاون والشراكة معها ورغبة قوية لزيادة حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، وأنها بوابة السوق العربية والأفريقية وأيضاً لديها فرص واعدة.. وموقع فريد.

مصر أيضاً لديها اهتمام ورغبة فى إطار سياساتها الدولية فى الانفتاح على العالم والتعاون، وعقد الشراكات بالعلاقات مع كوريا الجنوبية كنموذج للدول المتقدمة التى حققت نجاحات اقتصادية كبيرة.. وتمتلك التجربة والخبرات والإمكانات التكنولوجية الهائلة والصناعية الكبيرة، وبالتالى فإن البلدين يحرصان على العلاقات والمصالح المتبادلة والشراكة لتبادل المنافع لتحقق مصالح الشعوب، خاصة فيما أعلنه الرئيس مون حول تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات مع مصر فى ظل دورها المحورى بقيادة الرئيس السيسى لإرساء دعائم الأمن والاستقرار والأمن بالشرق الأوسط وأفريقيا والاهتمام الكبير للجانب الكورى بزيادة استثماراته فى المشروعات التنموية الكبرى ومشروعات البنية الأساسية فى مصر وكذلك المشروعات الأخرى فى جميع القطاعات.

القمة «المصرية ــ الكورية» بالأمس سبقها توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فى العديد من المجالات سواء الصناعة والنقل والاستثمار.. بالإضافة إلى أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والتعاون فى مجال تطوير السكك الحديد، الذى يعد من أهم الأولويات التى تعول عليها الدولة المصرية فى إحداث نقلة نوعية فى عملية التنمية الجارية حالياً، وبخطوات متسارعة، وكونه يمس الحياة اليومية للمواطن.. كما أن المباحثات تناولت آفاق التعاون بين البلدين لتوطين صناعة السيارات الكهربائية فى مصر والتعاون فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرقمنة والسياحة ومشروعات البنية الأساسية ومجال الطاقة والصناعات صديقة البيئة، وكذلك النقل، وتعزيز سبل التعاون العسكرى والأمنى بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالدور المحورى الذى تقوم به مصر فى المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب خاصة أن كوريا الجنوبية تتمتع بقدرات تكنولوجية متقدمة وصناعات عسكرية متطورة.

حالة التنوع المصرية فى العلاقات الدولية وامتلاك علاقات الصداقة والتعاون والشراكة والتنسيق فى جميع دوائر العلاقات والسياسات المصرية، هو أمر يجسد عبقرية السياسة والدبلوماسية الرئاسية المصرية التى نجحت خلال السبع سنوات الماضية أن تقيم لمصر علاقات متوازنة وعلاقات شراكة مع كافة دول العالم فى ظل السياسات المعتدلة والمتزنة والحكيمة التى تنتهجها مصر من خلال دعوتها وحرصها على إحلال السلام.. وترسيخ الحلول السلمية لكافة الأزمات والصراعات وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، واحترام إرادتها.. وكذلك رفض مصر القاطع لوجود قوات وتدخلات أجنبية غير مشروعة.. والحرص على تبنى إقامة علاقات تعاون وشراكة وتبادل للمصالح والخبرات بما يحقق مصلحة الشعوب وتحقيق آمالها وتطلعاتها، بالإضافة إلى دور مصر الحضارى وكونها قبلة الوسطية والتسامح والاعتدال والتعايش واحترام الآخر، وقدرة شعبها على التعامل مع مختلف الثقافات والحضارات.

القمة أيضاً تطرقت إلى جانب العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون والشراكة بين البلدين إلى الأزمة أو القضية الليبية، حيث جدد الرئيس السيسى التأكيد على أهمية استقرار الأوضاع الداخلية بالأراضى الليبية وكون ذلك يمثل أولوية بالنسبة لمصر وأنها تواصل مساعيها الحثيثة مع الأطراف الليبية لإجراء الانتخابات الوطنية.

ولأن مصر دولة سلام ذات ثقل ومكانة دولية.. وتحظى بمصداقية وثقة عالمية عالية أكد الرئيس السيسى دعم مصر الدائم لكافة الآليات التى تضمن أمن واستقرار شبه الجزيرة الكورية.

الحقيقة.. وجدت فى أحاديث وتصريحات الرئيس الكورى الجنوبى «مون جيه» إن، إشادة بما وصلت إليه مصر سواء على الجانب الاقتصادى ومشروعات التنمية وعلى الصعيد الإقليمى والدولى وأيضاً كنموذج رائد للحضارة والتعايش ومكافحة التطرف.. فالرئيس الكورى أشاد بالثقل السياسى المصرى كحجر زاوية فى صون الأمن والاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط وأفريقيا.. خاصة التحركات المصرية للتوصل إلى التسوية السياسية للأزمات فى المنطقة.. وجهودها فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ونشر قيم التسامح والتعايش فى المنطقة وتعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية مع مختلف دول العالم.

الرئيس الكورى من الواضح أنه شديد الإعجاب بالدور القيادى الذى تلعبه مصر إقليمياً ودولياً، وهو ما تَجسد فى نجاح مصر باستضافة مؤتمر المناخ هذا العام.. وأن بلاده تدعم بقوة قرار مصر باستضافة COP-27 بالإضافة إلى الإشادة الكورية بالسياسات المصرية التى تدعو وترسخ السلام والأمن والاستقرار والتعاون والشراكة، لذلك فإن كوريا لديها رغبة فى الاستفادة بالقدرات والإمكانيات والفرص المصرية الواعدة، ومصر أيضاً لديها الإرادة للاستفادة من التطور والتكنولوجيا والتقدم الذى وصلت إليه كوريا سواء فى زيادة حجم الاستثمارات أو توطين تكنولوجيا الكثير من الصناعات على رأسها السيارات الكهربائية والاستفادة من خبراتها وقدراتها فى مجال تطوير السكك الحديد.. وقد كشف الرئيس السيسى فى كلمته أنه اتفق مع الرئيس الكورى على أهمية تعزيز التعاون المشترك لدعم الرؤية المصرية الهادفة إلى دخول عصر الثورة الصناعية الرابعة وتكثيف التنسيق فى هذا السياق سواء من خلال إنشاء فرع للجامعة الكورية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة أو التعاون بين وزارتى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مجال استخدام الذكاء الصناعى فى الحكومة، خاصة مع قرب موعد الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وتطلع مصر إلى إحداث طفرة تنموية ضخمة فى الأجل القريب، على غرار التجربة الكورية الناجحة.

إن تعدد وتنوع العلاقات الدولية المصرية.. يكشف ويجسد حجم الإنجازات التى تحققت على الصعيد الخارجى والتى أدت إلى مكاسب وعوائد لمصر فى كافة المجالات سواء الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية وتبادل الخبرات والقدرات أو التنسيق على المستوى الإقليمى والدولى لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية.. وهو ما جعل مصر تحظى بدور وثقل كبير ومكانة مرموقة تستند على المصداقية العالية، وهو ما يؤكد أن التعاون والشراكة والسلام هى الطريق الأفضل إلى البناء والرخاء والتقدم، وتحقيق آمال وتطلعات الشعوب بدلاً من سياسات التوتر والصراعات والتدخلات غير المشروعة فى شئون الدول التى لم تجلب سوى التراجع والعزلة وإشعال المنطقة ودعم الإرهاب.

الحقيقة أن السياسات الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، فى قيادة مصر سواء على مستوى الداخل وما يشهده من إنجازات ونمو اقتصادى ومشروعات عملاقة وحياة كريمة لكل المصريين وقدرة اقتصادية على الصمود والتصدى للأزمات الطارئة والجوائح.. أو على المستوى الخارجى فى اتساع دوائر الاتصال والتواصل والصداقات المصرية بدول العالم بفضل الخطاب المصرى الداعى إلى احترام خصوصية الدول وشئونها الداخلية.. والمرسخ للسلام والأمن والاستقرار.. لذلك تمضى مصر بثقة وثبات إلى تحقيق أهدافها وتطلعات وآمال شعبها وتشهد تغييراً ونمواً إلى الأفضل، وتتوهج فيها القدرات والإمكانات وتحصد ثمار سياساتها وأيضاً عوائد الإصلاح الشامل الذى حقق إنجازات كبيرة.

السياسات الحكيمة والرشيدة جلبت لمصر الخير والأمن والاستقرار.. والتفرغ لبناء وامتلاك القدرات التى تستطيع بثقة أن تتصدى للتحديات والتهديدات والمخاطر، وتبعث الثقة لدى المصريين فى قوة وطنهم وقدرته على تحقيق حمايتهم.. وأيضاً مواجهة أى رياح تأتى من المتآمرين والحاقدين على مصر.

إن زيارة ومضمون القمة المصرية ــ الكورية، حملت العديد من الرسائل المهمة.. لعل أبرزها أن القيادة الحكيمة والرشيدة حققت لوطنها الخير والبناء والنماء والتقدم، ووفرت الحياة الكريمة لشعبها.. بعكس سياسات التوتر والتآمر والتدخل فى شئون الدول التى أدت إلى الخراب والانهيار الاقتصادى، وزيادة معدلات التضخم.

الرئيس عبدالفتاح السيسى نموذج فريد للقيادة الحكيمة التى امتلكت زمام الرؤية الثاقبة والإرادة الصلبة.. والمصداقية العالية والشرف بلا حدود.. لذلك حقق لمصر ما فاق كل التوقعات فيما هو أقرب للمعجزة، وتستطيع أن تكتشف ذلك عندما تقارن وضع وأحوال وظروف مصر وشعبها قبل السيسى وإنجازاته ونجاحاته، وما حققه لمصر وشعبها خلال الـ7 سنوات الماضية بالفعل.

كُنَّا فين .. وبقينا فين؟

 

الأمن القومى العربى

الحقيقة أن ما يحدث فى المشهد العربى يحتاج بكل المعايير والمقاييس حكمة وقوة وقدرة مصر، لأن قدرها وقدراتها تؤهلها لذلك.. وعلى كل العرب أن يدركوا أن الأمة لا قدَّر اللَّه بدون مصر، تصبح فريسة سهلة ولقمة سائغة لأعدائها.

إن تأكيد الرئيس السيسى المتكرر والمتجدد على أن الأمن القومى العربى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري، أو أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصري.. هذه المبادى تمثل عقيدة الدولة المصرية وشعبها.

انتفضت مصر قيادة وشعباً عقب الاعتداء الإرهابى الآثم الذى تعرضت له الإمارات الشقيقة.. وأكد الرئيس السيسى أن مصر داعمة للأشقاء فى كل الإجراءات التى يتخذونها لحماية أمنهم واستقرارهم ضد المحاولات والهجمات الإرهابية.

إن مصر لا تتأخر عن دعم وحماية الأشقاء العرب والخليج.. والإمارات تحظى بمكانة عالية فى قلوب المصريين.. وعلاقات القيادتين والبلدين فى أقوى فتراتها.. لكن ما أريد الحديث عنه أنه مطلوب من الدول العربية تنسيق وتقارب أكثر فى ظل ما يحدق بالأمة من تهديدات ومخاطر ومحاولات للنيل والمساس بالأمن القومى العربي.. وما تشهده المنطقة من محاولات لاستدعاء الأوهام وتحقيق الأطماع.. لذلك نحتاج لُـحْمَّة عربية.. وتنسيقاً وتفعيلاً للوحدة العربية التى لطالما دعت إليها مصر.. وحددت آلياتها، وأننا كعرب مطالبون بأن نسمع أنفسنا وليس غيرنا، أن نتمتع بفهم ووعى أكثر بما يدور حولنا، وما يُحاك لنا.. وأن «ذئاب» لا يمكن أن تحرس الغنم القاصية.

الوحدة العربية.. والعمل العربى المشترك والجامعة العربية فى حاجة إلى مشروع لدعم الوجود.. وتفعيل الأدوار، نحتاج أن نكون على قلب رجل واحد.. فالقادم أخطر وأصعب.. فهناك من يتربص بأمة العرب.. ويكفينا ما حدث لبعض دول الأمة فى سوريا وليبيا والصومال والعراق واليمن.

نحتاج الاستماع إلى صوت مصر.. صوت الحكمة والقوة والقدرة الكبيرة التى يجب أن يعول ويعتمد عليها كل العرب، فهى الحصن والدرع والسند.. ولابد أن ندرك جميعاً أن قوة مصر وقدرتها وتعافيها هى قوة للعرب.. وحماية لكل دول الأمة.. وقدر مصر أن تكون الكبيرة والقديرة بما لديها من أمجاد وقدرات ومؤهلات ومكونات وتاريخ وحضارة ومكانة دولية وإقليمية.

إن مصر صادقة النية والنوايا.. قوية العزم ولديها الإرادة على جمع شمل الأمة وتوحيد صفها وكلمتها وهدفها.. أمة تمتلك مقومات القوة والتقدم والقدرة.

تحيا مصر