ذكرت الحكومة الفلبينية اليوم الجمعة أن الحملة العنيفة التي يشنها الرئيس “رودريجو دوتيرتي” ضد المخدرات المحظورة حققت نجاحا، على الرغم من انتقادات واسعة بشأن ارتفاع حصيلة القتلى، بعد مرور عام من توليه المنصب.
وانتقدت جماعات حقوقية ومنظمات دولية وبعض الحكومات الأجنبية الحرب التي يشنها دوتيرتي ضد المخدرات، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المشتبه بتورطهم في الإتجار في المخدرات منذ توليه المنصب العام الماضي.
لكن إيسيدرو لابينا، مدير إدارة مكافحة المخدرات الفلبينية ذكر أن الحملة حققت "الكثير من النتائج الإيجابية"، ووصف الكثير من الفلبينيين الحملة بأنها "ممتازة" في مختلف استطلاعات الرأي بمختلف أنحاء البلاد.
وقال لابينا أمام مؤتمر صحفي "أقول إننا نجحنا. وفي الاستطلاعات، يقول المواطنون أيضا إنهم يشعرون بأمن أكبر. إنني سعيد أن أبلغ بأننا حققنا الكثير جدا لكن يتعين بذل المزيد.
وأضاف لابينا إنه خلال العام الأول من تولي دوتيرتي المنصب، قتل 3171 من المشتبه بتورطهم في الإتجار في المخدرات خلال عمليات للشرطة، بينما استسلم أكثر من 3ر1 مليون من متعاطي المخدرات أو المروجين لها.
وتحقق الشرطة في وفاة أكثر من عشرة آلاف شخص آخر، لتحديد ما إذا كان مقتلهم متعلق بالمخدرات المحظورة أم لا. وانتقدت منظمة العفو الدولية دوتيرتي بسبب إثارة "مناخ من انعدام القانون" والموافقة بشكل صريح على العنف، مما أدى إلى مقتل الآلاف، بالمقارنة بوعده لتخليص الفلبين من الجريمة. وقال جيمس جوميز، مدير المنظمة لشئون جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي إن "الحملة العنيفة التي يشنها دوتيرتي لم تنته أو تحل المشكلات المتعلقة بالمخدرات".
وأضاف "ما فعلته (الحملة) هو تحويل البلاد إلى مكان أكثر خطورة، وقوضت سيادة القانون بشكل أكبر وأكسبت دوتيرتي سمعة سيئة كزعيم مسؤول عن مقتل الالاف من مواطنيه".
وخرج مئات النشطاء إلى الشوارع اليوم الجمعة للاعراب عن "خيبة أملهم وقلقهم البالغ" بشأن فشل دوتيرتي في تنفيذ بعض وعوده، مثل التعاقدات العمالية وضمان نمو شامل وحل مشكلة المرور في مانيلا. وقال ريناتو ريس، السكرتير العام لجماعة بايان اليسارية "المواطنون ثائرون. وهم يحثون الرئيس دوتيرتي لمعالجة الازمة الاقتصادية والسياسية". وأضاف "يطالب المواطنون بتغيير قومي وتقدمي، وليس التفاف لتعهدات رئاسية كاذبة".
وإلى جانب الحرب ضد المخدرات، ذكرت الحكومة أنه خلال الاشهر الـ12 الأولى من تولي دوتيرتي المنصب، شهدت الفلبين نموا اقتصاديا قويا، لثلاثة أرباع سنوية، بينما تمت الموافقة على 11 مشروعا رئيسيا للبنية التحتية.
وبالنسبة لجماعة "كاراباتان" الحقوقية الفلبينية، فإن الاشهر الـ12 الاولى من ولاية دوتيرتي التي تستمر ست سنوات كانت "محبطة"، واتسمت بما يزعم من انتهاكات صارخة في الحملة التي تشنها الادارة ضد المخدرات المحظورة والحركة المتمردة. كما انتقدت الجماعة إعلان دوتيرتي الاحكام العرفية في إقليم مينداناو جنوب البلاد، حيث شنت القوات حربا ضد المسلحين الذين تحالفوا مع تنظيم (داعش) في مدينة مرواي المحاصرة.