يعد عيد الشرطة يوما للاحتفاء ببطولات رجال الشرطة المصرية في الدفاع عن الوطن والمواطنين، وخلال السنوات الماضية قدم الكثير منهم أرواحهم فداء بلادهم ولقوا ربهم أثناء أداء واجبهم الوطني ومنهم الشهيد عامر عبد المقصود، نائب مأمور مركز كرداسة الذي راح ضحية الغدر والإرهاب في مذبحة كرداسة التي وقعت في 2013.
من هو الشهيد عامر عبد المقصود؟
كان عامر عبد المقصود، هو نائب مأمور مركز كرداسة، وهو القسم الذي أحرقته أيادي الجماعة الإرهابية في 14 أغسطس 2013 بالتزامن مع فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث اقتحم أفراد جماعة الإخوان الإرهابية القسم وقاموا بأبشع أنواع التعذيب للضباط والجنود داخل القسم الذين رفضوا إخلائه أو تسليمه للجماعة الإرهابية وأفرادها.
كان الشهيد عامر عبد المقصود لاعبا لكرة القدم في بداية مسيرته، حيث لعب أول مرة عامر عبد المقصود كلاعب كرة قدم محترفة في 1980 مع نادي الترسانة، وفاز ناديه بكأس مصر في عام 1983 ولعب في عام 1987 كأس الأمم الأفريقية ووصل إلى الدور ربع النهائي ضد الترجي الرياضي التونسي.
لعب طوال مسيرته الكروية في نفس النادي وأعلن اعتزاله الكرة عام 1993، وتفرغ لعمله الشرطي.
سيرة الشهيد عامر عبد المقصود
كان الشهيد عامر عبد المقصود ملقبا بـ "شيخ العرب" بين أصدقائه وجيرانه، حيث اعتاد حل الخلافات بين أهالي كرداسة وكان يعقد جلسات صلح بينهم ناهيك عن احترمه للجميع.
وفي يوم استشهاده كان صائما الـ6 أيام البيض، كما أكدت أرملته السيدة نجلاء سامي، لكنه تعرض للتعذيب على يد الإرهابيين 4 ساعات، وقطعوا شرايين إيده، وتعدوا عليه بقطع حديد على رأسه، وتقول أرملته عن هذا اليوم: "كنت بترجاه يسيب القسم فقالي مش عامر عبدالمقصود اللي يسيب مكانه، عشان الإرهابيين يرفعوا علم القاعدة على القسم، وقالي خليكي قدام التليفزيون، لو شوفتي صورتي نزلت إعرفي إن جوزك شهيد بشرف وأمانة.. بعد كده الإرهابيين خدوه على ناهيا، وودوه للمجرمة سامية شنن، ولما كان بيحتضر وبيقول عايز أشرب، فشربته المجرمة مية نار».
وأكدت: «كان بيجيلوا تهديدات، إنهم هيقتلوني أنا وولادي، لو مبقاش عامر تبع الشرعية، فقال لهم أنه ضابط شرطة، ومش ممكن هسيب مكاني، أنا مش تبع حد أنا بخدم مصر».
مذبحة كرداسة
عندما تمكنت الجماعة الإرهابية من السيطرة على مركز كرادسة، في 14 أغسطس 2013، رفض الشهيد عامر عبد المقصود الهروب واختار الشهادة وظل يدافع عن القسم مع زملائه من الجنود والضباط حتى آخر نفس، وقام أفراد الجماعة الإرهابية بتعذيبه والتمثيل بجثته بكافة أنواع التعذيب سواء السحل أو إطلاق النيران والحرق بمياه النار.
وتحول الحادث إلى مجزرة راح ضحيتها مأمور قسم الشرطة العميد محمد جبر، ونائبه عامر عبد المقصود، وحوالي 12 ضابطًا وفرد شرطة وآخرين.