الأحد 5 مايو 2024

«كروان الصعيد»: «ليه بنت عمي» نقطة البداية.. واعمل على مشاريع جديدة (حوار)

المطرب أحمد عادل

فن25-1-2022 | 20:15

همت مصطفى

 الفنان، والمطرب أحمد عادل، بدأ في فرقة خاله محمود سليم في صعيد مصر، وقدم العديد من الأغاني المستوحاة من الكف الصعيدي والفنون الجنوبية، وكانت انطلاقته منذ خمسة أعوام قدم فيها العديد من الأغنيات، وكانت بدايته الحقيقية مع أغنية "ليه بنت عمي خدوها أغراب" وهي الأغنية التي ذاع صيتها وانتشرت بقوة في جنوب مصر، وراجت حتى وصلت لجمهور العاصمة وأصبحت ضيفًا دائمًا في الحفلات، وعلى أثرها قدم عادل العديد من الحفلات واللقاءات بالقنوات التلفزيونية وأصبح اسمًا له ثقله في عالم الطرب الجنوبي.

تقوم بتأليف بعض أغانيك.. هل تعتمد اتجاه فناني الكف الجنوبي في هذا المجال؟

لقد قمت  بكتابة  بعض الأغاني لنفسي، ولكن هناك شعراء آخرين أغني من كلماتهم، ولكن في الجنوب من المعروف أن الكثيرين شعراء بالفطرة، وكل رجل هناك إما أنه يقول الشعر في حديثه اليومي، أو يقوله شفهيًا من خلال بعض المساجلات التي تحدث بين الناس في الجنوب من خلال عدة فنون منها النميم والكف والواو الصعيدي أيضًا، وهو الذي ورثناه في الجنوب من ابن عروس ومربعاته الشهيرة، و فخور أننا استفدنا كثيرًا من هذه الملكات، وكان هذا سببًا لان أكتب الشعر وأغنيه، وفي اتجاهي لكتابة الشعر حيث أنني أنتظر وليدي الأول، الديوان الأول.

 كيف أفادك  الشعر في مسيرتك الأدبية ، وخاصة مع الطرب الجنوبي؟

أفادني الشعر كثيرًا ، وفي الجنوب حتى لو لم تقول الشعر فسيصبح لك إمكانية تذوقه جيدًا، وأنا من هؤلاء الذين يتميزون في تذوق الكلمات، وتناسبها مع البيئة الجنوبية، وهنا في الصعيد كلنا نتحدث الفصحى، وإن تعممت، واكتسبنا كيفية وزن الكلمات في سياقات تخدم الأغنية التي نستعد لتقديمها، ولهذا أجلس مع الشعراء، ونغير في الكلمات ونبدل فيها ويكون لنا آراء كلها في صالح الأغنية، ومن هنا فكنت متوقعًا نجاح أغنية "ليه بنت عمي خدوها أغراب" ، وخاصة أنها تقدم في مضمونها  الكثير من الموضوعات  التي  تهم الرجل الجنوبي.

توقعت نجاح أغنيتك، فما هي المعايير التي أكدت لك ذلك؟

هناك العديد من الأمثلة التي تؤكد على زواج ابن العم لابنة العم، والتي ترسخ لكون ابن العم هو العريس المنتظر مهما طال لكل ابنة عم، ولكن مع التطور التكنولوجي وتسيد البنت لنفسها في قرار زواجها اختلفت هذه المعايير، فبالنسبة للبنت هي ترى ابن عمها أمامها منذ ولادتها وهذا يجعل بينها وبيه شيئأ من ألفة، وهي تريد تغيير هذا الواقع وأن تجرب الحياة في المدن وبعيدًا عن تلك الحياة الرتيبة التي يمثلها ابن العم، فكان جنوحها أزمة لابن العم نفسه، والذي يرى فيها كل المواصفات التي يريدها، فهي تربت أمامه ويضمن خلقها وأخلاقها، وأيضًا لن يدفع فيها الكثير كما لو اختار بنت لا تمت له بصلة قرابة، وبالتالي راحة في الزواج والتعامل، خاصة وأنه يفهمها وتفهمه نظرا لتربيتهما معا او قرب بعضهما، فكانت الأغنية تناقش هذه الأزمة وهي صرخة ولد، على ابنة عمه التي كان يبحبها ويريدها زوجة له، وعليه أن ينظر باتجاه آخر الآن لأنها لم تعد موجودة، ومن هنا كان تجاوب العديدين في كل المناطق مع الأغنية وتحقيقها لكل هذه المشاهدات.

مثل الكثيرين في الجنوب واكبت الأحداث السياسية في الغناء فغنيت للشيخ أحمد الطيب وقت أزمته وغنى للكثيرين، حدثنا عن  تلك التجربة؟

غنيت للشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر لأنه من أرمنت، وهي أيضًا مسقط رأس وبلد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وأنا أرى أن هذا دور الغناء منذ قديم الأزل وهو المشاركة، وصاحب الرؤية في كل شئ، وغنائي للشيخ الطيب هو ترجمة لما يريد الكثير من أهلنا وناسنا قوله وفعله، وبذلك أترجم حالة من المحبة للشيخ الجليل إلى غناء، وهذا دور الغناء في التعبير عن الناس وصوتهم الخاص.

لقبت بـ"كروان الصعيد" لكنك لا تسمى نفسك مطرب صعيدي؟ وضح لنا ؟

لقبت بكروان الصعيد، ولكن من عوامل  النجاح كمطرب هو أن تغني لكل الناس، وأنا أنتمي إلى الجنوب، وصعيد مصر بتراثه وثقافته المميزة، والثرية، وما حدث معي هو أنني فكرت في دمج الكف الصعيدي بالأغنية الشعبية الجنوبية، وكان الغرض من هذا هو محاولة إيجاد فن وسيط يصلح للكل سماعه، هنا في الجنوب وفي الإسكندرية والقاهرة والجبزة وكل مكان، ونجحت في هذا بالفعل بدليل العديد من الحفلات التي قدمتها في هذه الأماكن، أنا استلهم من روح الصعيد، ولكن لمصر كلها، وليس للصعيد فقط وبعض الأغنيات بعد اختيار كلماتها بعناية تشعر أنها تنتمي بقوة للجنوب، ولكنها مفهومة في كل الاماكن أيضًا، وأعتقد أن هذا واحد من أهم أسباب النجاح والاستمرار.