الخميس 2 مايو 2024

السفير محمد حجازي: زيارة «تبون» فرصة هامة لبناء صرح من التعاون وتوحيد الصف العربي

السفير محمد حجازي

تحقيقات25-1-2022 | 16:24

أماني محمد

أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لمصر تعد بداية لمرحلة استعادة زمام المبادرة الإقليمية وواحدة من أهم الزيارات الخارجية التي تشهدها مصر، موضحا أن العلاقات المصرية الجزائرية هي علاقات مبنية على إرث من العلاقات التاريخية والدعم المتبادل سواء لنضال الشعب الجزائري من أجل الاستقلال أو الدعم الجزائري لمصر في حرب أكتوبر 1973 حيث قدمت من العتاد والأسلحة والمال وضحت بالأرواح لتقدم لمصر ما تحتاجه في تلك المرحلة المصيرية الحاسمة.

 وأوضح حجازي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر والجزائر اليوم هما الدولتان الأهم في شمال أفريقيا والأكثر قربا من بعضهما البعض في ضوء المصالح التاريخية وترابط أمنهما القومي، مشددا على أن البلدين تعاونا من أجل مكافحة الإرهاب، تلك الآفة التي كادت تعصف بمستقبل ومصير البلدين لولا تماسك جبهتهما الداخلية.

وأضاف أن البلدين تتمتعان باقتصاديات مستقرة وموارد طبيعية وبشرية تؤهلهما لقيادة مسيرة التعاون والتكامل العربي، وخاصة أن الجزائر هي الدولة المرشحة لاستضافة القمة العربية وبدأت اتصالاتها لإعادة اللُحمة العربية وتحديد موعد القمة، مشددا على أن تكامل الدبلوماسيتين المصرية والجزائرية لتقديم الإسناد المطلوب للأشقاء في تونس من أولويات المرحلة وكذلك الحال في ليبيا.

وبشأن الأزمة الليبية، شدد حجازي على أن مصر والجزائر بوصفهما دولتي جوار يمكن أن يقدما لليبيا ما تحتاجه من إسناد دبلوماسي وأمني وعسكري ومساعدة الأشقاء هناك للتواصل فيما بينهم في إطار من التفاهم الدبلوماسي بأهمية تحقيق الأمن والاستقرار وكذلك في إطار عربي عربي يمكن أن يقود لحل سياسي متفق عليه ترعاه مصر والجزائر يخدم مصالح ليبيا بعيدا عن التدخلات الأجنبية والميليشيات والأطماع.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر والجزائر لهما رؤية واضحة فيما يمكن عمله بشأن مواجهة المخاطر التي تهدد المنطقة وكذلك استعادة سوريا للحضن العربي ودعوتها للقمة العربية المقبلة، كما أن العراق في أشد الحاجة للأمن والاستقرار في ظل ما يواجهه من تهديدات لمنع التوصل الاستحقاق الدستوري.

وشدد على أن التوغل الإقليمي في المنطقة بات مهددا مستمرا سواء القادم من إيران باتجاه العراق وسوريا ودول الخليج أو القادم من تركيا باتجاه شمال أفريقيا والبحر الأحمر، مؤكدا أن هذه كلها أدوات تعمل من أجل مصالح قوى أجنبية خارجية في المنطقة، مما يستدعي إعادة الصف العربي إلى وحدته وتوافق الدول العربية خلف مسعى مصري جزائري وبالتكامل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية لشكلت القاهرة والجزائر والرياض الإسناد المطلوب لاستعادة اللُحمة العربية وتوحيد الصف وأن تكون القمة المقبلة هي قمة للوئام وتوحيد الصف وإبعاد المخاطر الخارجية وإخراج الأجنبي وتجنب الانخراط في محاور إقليمية.

ولفت إلى مصر والجزائر تملكان الكثير، فالجزائر هي الدولة التي اختارها الرئيس عبد الفتاح السيسي كأول مقصد لزيارته الخارجية عام 2014 وهو ما يدل على تقديره للدور الشامل والمؤثر الذي يمكن لمصر والجزائر أن تلعباه لاستعادة الصف العربي وتوحيد الصفوف والتصدي للأطماع الخارجية.

وأكد أن الزيارة تشكل فرصة مهمة لبناء صرح من التعاون الثنائي يقوم على مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين – وهو متواضعا الآن لا يزيد عن 400 مليون دولار- وكذلك دعم حركة الاستثمار الجادة والتي تصل الآن لـ3.5 مليار دولار، ويمكن مضاعفة هذه الأرقام وأن يتكامل السوق في البلدين.

وشدد على أن هناك تنسيقا أمنيا واستراتيجيا هاما ومطلوبا في هذه المرحلة ضد الإرهاب وانتشاره في منطقة الساحل والصحراء وخاصة في مالي وغيرها من البلدان الأفريقية المتاخمة جنوبا لحدود المنطقة العربية، مؤكدا أن التعاون المصري الجزائري من خلال الآليات القائمة مثل اللجنة العليا برئاسة رئيسي وزراء البلدين وكذلك لجنة التشاور السياسي برئاسة وزيري الخارجية مؤهلا لتوسيع العمل في كل المجالات لتحقيق مصالح الشعوب.

Dr.Randa
Dr.Radwa