الأحد 22 سبتمبر 2024

نقلة نوعية في العلاقات.. دبلوماسيون يوضحون أبرز نتائج القمة المصرية الجزائرية اليوم

الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجزائري

تحقيقات25-1-2022 | 16:44

أماني محمد

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون اليوم قمة ثنائية مصرية جزائرية في قصر الاتحادية لبحث كافة قضايا التعاون الثنائي والأوضاع الإقليمية والملفات ذات الاهتمام المشترك، وأكد دبلوماسيون أن هذه القمة ستحقق نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين وسيكون لها نتائج إيجابية على مستوى العمل العربي والأفريقي المشترك.

كان قد عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائري، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس بزيارة أخيه الرئيس تبون ضيفًا عزيزًا على مصر، لاسيما في ظل هذا التوقيت الدقيق الذي تشهد فيه المنطقة العديد من التطورات المتلاحقة، معربًا سيادته عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا للأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.

كما أكد الرئيس أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بين مصر والجزائر حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والأفريقي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.

نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين

ومن جانبه، أكد السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقا، أن زيارة رئيس الجزائر عبد المجيد تبون لمصر ومباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي في توقيت مهم، لأن هناك الكثير من الملفات التي يعني بها الزعيمان والدولتان في الوقت الراهن، مضيفا أن المباحثات بين الرئيسين شملت العديد من الملفات.

وأوضح الحفني، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المباحثات شملت الجانب الخاص بالعلاقات الثنائية وكيفية النهوض بها والبحث عن آفاق أرحب للتعاون على المستوى الحكومي أو القطاع الخاص في كلا البلدين، وما زال هناك الكثير من الفرص المتاحة التي لم يتم استثمارها واستغلالها بعد، مؤكدا أن مصر والجزائر دولتين كبيرتين تملكان من المقومات ما يمكن أن يحقق طفرة كبيرة في علاقات التعاون بينها.

وأكد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ما زال متواضعا في حدود 400 مليون دولار، وهو غير كاف بالنسبة لدولتين بحجم مصر والجزائر، مضيفا أنه على المستوى العربي والأفريقي هناك الكثير من الملفات ذات الاهتمام المشترك بينهما مثل الوضع في منطقة شمال القارة الأفريقية وفي ليبيا لأن مصر والجزائر دولتان جارتان لليبيا وهناك توافقا في المواقف فيما يتعلق بمستقبل الوضع في ليبيا وكذلك تونس أيضا.

وأشار الحفني إلى أنه الجزائر ستستضيف القمة العربية المقبلة، ومن المهم التنسيق مع مصر للإعداد الجيد لهذه القمة، فالتنسيق بين البلدين يساعد على إعداد قمة ناجحة يخرج بنتائج يتمناها الجميع في الجامعة العربية، مشددا على أنه على المستوى الأفريقي تلعب كلا من مصر والجزائر في إطار الاتحاد الأفريقي على مستوى القارة وشاركتا في الكثير من المبادرات وملفات التعاون.

وأضاف أن الجزائر أعربت عن اهتمامها بالتدخل لحل الأزمة بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي، وهو ما بحثه الرئيسان اليوم في مباحثاتهما، موضحا أن ملف تغير المناخ وتداعياته في القارة الأفريقية وعلى كل من مصر والجزائر وخاصة مع استضافة مصر لقمة المناخ 2022 في شرم الشيخ العام الجاري هي محل اهتمام مشترك.

وشدد على أن النهوض بالرعاية الطبية في القارة الأفريقية في المرحلة القادمة وتعزيز قدرات القارة لتكون أكثر استعدادا لمواجهة الأوبئة في المستقبل هي أمر محل اهتمام البلدين، مضيفا أن الزيارة في مجملها مهمة وستحقق نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين في مجالات متعددة مثل الطاقة كالغاز الطبيعي والبترول والكهرباء وغيرها من المجالات بما يرشح لعلاقات أقوى خلال الفترة المقبلة وآفاق أرحب تعزز التعاون بينهما.

العمل العربي المشترك

ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لمصر تأتي في ظل العلاقات القوية والأخوية التي تربط البلدين، فالجزائر عضو فاعل في منظمتين مهمتين بالنسبة لمصر هما جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، مشددا على أن الجزائر دولة جوار لليبيا وتعمل مع مصر في إطار من التعاون والتفاهم المشترك للوصول إلى حلول سياسية للأزمة الليبية.

وأوضح العرابي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن كل تلك العوامل تكسب الزيارة قدرا كبيرا من الأهمية والاهتمام بين البلدين، مشددا على أن الجزائر خلال الآونة الأخيرة تقدمت بمبادرة للتوسط لحل أزمة سد النهضة كما أنها هي الدولة التي سترأس القمة العربية المقبلة، وبالتالي فهي دولة عربية تقوم بدور محوري في الكثير من القضايا.

وشدد على أنه من الطبيعي التنسيق والتشاور بين الرئيس السيسي ونظيره الجزائري في كل تلك القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن الزيارة سيكون لها العديد من النتائج الإيجابية بشأن العمل العربي المشترك وكذلك القضايا الأفريقية التي هي قضايا ملحة وتحتاج للتنسيق المتبادل في الرأي والمواقف المشتركة ووضع خطط أكثر فاعلية مما يسير عليه الاتحاد الأفريقي حاليا.

وأكد أن المرحلة المقبلة تحتاج لحيوية أكثر في هذه المنظمة وتمسك في مبادئها بشأن التعاون بين الدول الأفريقية ونبذ الخلافات أو محاولة إثارة توترات بين بعض الدول وبعضها البعض، مشددا على أن هذا يجعل الزيارة مهمة في مجال التعاون العربي والأفريقي ومنطقة البحر المتوسط.

ولفت إلى أن العلاقات المصرية الجزائرية عميقة ومتميزة وحدث تبادلا للتأييد والدعم في مواقف مختلفة عبر التاريخ الحديث، فقد ساند الشعب المصري نظيره الجزائري في كافحه من أجل الاستقلال، كما ساندت الجزائر مصر في عدة أزمات، مشددا على تاريخ العلاقات متميز بين البلدين.