الأربعاء 29 مايو 2024

الرئيس السيسي» يستقبل «تبون».. خبراء: مصر والجزائر ركيزتا الأمن والاستقرار عربيًا وإفريقيا

الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجزائري

تحقيقات25-1-2022 | 19:30

أماني محمد

اكتسبت الزيارة التي يجريها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لمصر، بدءا من أمس واستمرت حتى اليوم الأربعاء، أهمية كبرى على مستوى العلاقات الثنائية وكذلك التنسيق المشترك بشأن الأوضاع في الوطن العربي والقارة الأفريقية، وهو ما أكده خبراء سياسيون ودبلوماسيون، موضحين أن مصر والجزائر ركيزتا الأمن والاستقرار في الوطن العربي وأفريقيا، والبلدان أمامها مستقبل واعد في تعزيز التبادل التجاري والتعاون المشترك.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه أجرى اليوم مع الرئيس "تبون"، مباحثات مكثفة وبناءة تناولنا خلالها مختلف الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المتبادل بين البلدين وقد عكست المشاورات إرادتنا السياسية المشتركة، نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون، وآليات التشاور والتنسيق على كافة المستويات آخذًا في الاعتبار التحديات المشتركة، التي تواجه مصر والجزائر، ومنها تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الخارجية في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وصون مفهوم الدولة ودور مؤسساتها الوطنية.

وتناولت المباحثات التعاون الثنائي وكذلك القضايا العربية منها مستجدات الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية واستضافة الجزائر للقمة العربية المقبلة، وكذلك أزمة سد النهضة، حيث توافق الرئيسان على ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية لمصر، باعتبارها قضية مصيرية وقد ثمن الرئيس "تبون" من جانبه، الجهود التي تبذلها مصر، للتوصل إلى اتفاق شامل ومنصف، بشأن قواعد ملء وتشغيل "سد النهضة".

مصر والجزائر ركيزتا الأمن والاستقرار

وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، لمصر ومباحثاته مع الرئيس السيسي، تكتسب أهمية كبرى وتحمل العديد من الملفات، مضيفا أن التعاون الثنائي في القضايا المشتركة من بين تلك الملفات التي بحثها الرئيسان.

وأوضح إسماعيل، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن ملف مكافحة الإرهاب هو من بين أبرز تلك القضايا، فكلا البلدين تتشاطئان على البحر المتوسط وهناك تعاونا أمنيا ومعلوماتيا بينهما لمواجهة الهجرة غير الشرعية ومنع الجريمة المنظمة، مضيفا أن الجزائر لها دور كبير في مكافحة الإرهاب وخاصة أنها تجاور دولة مالي التي تشهد نشاطا للجماعات الإرهابية.

وأكد أن مصر والجزائر تتعاونان في مكافحة الإرهاب بجانب التعاون لحل الأزمة الليبية فهناك حدود مشتركة بين مصر وليبيا وكذلك بين الجزائر وليبيا، مضيفا أن البلدين يؤكدان ضرورة الحل السياسي السلمي للأزمة الليبية من خلال التعاون بينهما، وكذلك التعاون بشأن التنسيق فيما يخص السودان التي تشهد اضطرابات سياسية.

وأضاف أن مصر والجزائر هما ركيزتا أمن واستقرار في الوطن العربي وكذلك في القارة الأفريقية والتعاون بينهما مصر، مؤكدا أن ملف سد النهضة حاضر أيضا خلال مباحثات رئيس الجزائر في مصر وخاصة أن بلاده كانت قد أعلنت عن رعايتها مبادرة لحل الأزمة بين الدول الثلاث من خلال وساطة سياسية جزائرية لإقناع كل من إثيوبيا والسودان ومصر لحل مشترك، وهو ما ترحب به مصر لكن الموقف الإثيوبي متعنت.

وأشار مدير المركز العربي للدراسات السياسية إلى أن القضايا العربية مثل الأوضاع في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين كلها أيضا مطروحة خلال الزيارة بهدف التعاون المشترك بشأن هذه الأزمات، مؤكدا أن العلاقات بين مصر والجزائر متينة وراسخة منذ استقلال الجزائر في أول الستينيات من القرن الماضي بجانب الدور الذي قام به الرئيس الجزائري بومدين في حرب أكتوبر 1973.

وشدد على أن الزخم في العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس السيسي ونظيره الجزائري تبون هو تأكيد للتميز في العلاقات، فهناك لجان مشتركة بشأن تدشين وتسهيل الأعمال والمشروعات المشتركة بين القاهرة والجزائر.

 

مستقبل واعد للتبادل التجاري بينهما

من جهته، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تاريخ العلاقات بين مصر والجزائر طويل، فمصر ساهمت في ميلاد الجزائر بصورتها الحالية من خلال مساندة الثورة الجزائرية للاستقلال عن الاحتلال الفرنسي، مؤكدا أن الجزائر خاضت معركة كبيرة للحفاظ على اللغة العربية وعروبتها لأن الفرنسيين استهدفوا "فرنستها" لكنها حاربت للحفاظ على عروبتها.

وأوضح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر ساعدت الجزائر في ثورتها وكانت نتيجة ذلك اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي كان أحد أسبابه الدعم المصري للجزائر، وكذلك ظلت مصر تدعم الجزائر في خلافها مع المغرب بشأن الجمهورية الصحراوية وغيرها، والجزائر ردت هذا ردا كريما في حرب أكتوبر 1973 حيث زار رئيسها الأسبق بومدين الاتحاد السوفييتي ودفع جزءا من ثمن الأسلحة لتسليح الجيش المصري.

وأكد "بيومي" أن الشعب الجزائري عاشق لمصر ورغم محاولات إشعال الفتنة بسبب كرة القدم لكن يظل الشعبين مترابطين فمصر بالنسبة للجزائر هي بلد الإسلام، موضحا أن مصر والجزائر يربطهما أيضا عضوية الجامعة العربية ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والاتحاد الأفريقي، وتم التوصل لتنسيق عربي بين الدول العربية المتوسطية.

وأشار إلى أن زيارة الرئيس الجزائري حاليا إلى مصر، ومباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي هي تأكيد لهذه العلاقات والتاريخ القوي، مشددا على أن الجزائر تنتج كميات كبيرة من الغاز والبترول وهو أحد المجالات التي يمكن التعاون بينها وبين مصر، بجانب الاتفاقيات التي تسمح بالمزيد من الاستثمارات المصرية في الجزائر وكذلك الاستثمارات الجزائرية في مصر.

وأضاف أن التبادل التجاري بين البلدين أمامه مستقبل واعد وهو ما يمكن تعزيزه أيضا بعد المباحثات بين الرئيسين اليوم، موضحا أنه المباحثات بين الرئيسين تطرقت للقضايا الدولية مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة والقضية الليبية لأنها دولة شقيقة ومجاورة للبلدين ومن المهم التنسيق بينهما في هذا الشأن.