الأحد 5 مايو 2024

25 يناير.. القيم والتضحيات

مقالات26-1-2022 | 13:56

فى مثل هذا اليوم منذ سبعين عاماً شهدت مصر ملحمة وطنية كان أبطالها رجال الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فى مواجهة المحتل الأجنبى دفاعاً عن منظومة قيمية تمحورت حول الذود عن كرامة الإنسان المصرى وعزة وطنه.

وفى مثل هذا اليوم أيضا منذ ما يزيد على عقد شهدت مصر لحمة وطنية أخرى كان أبطالها شباب مصريين رفعوا شعارات حملت ذات المنظومة القيمية التى دافع عنها رجال الشرطة سابقاً، إذ تمحورت قيم ثورة 25 يناير أيضا حول الذود عن الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، بما يعنى أن محاولات البعض لبعث الفرقة فى صفوف الشباب المصرى بشأن الاحتفال بيوم الخامس والعشرين من يناير، هى محاولات محكوم عليها بالفشل، شريطة وعى الجميع بخطورة مثل هذه الدعوات التى كانت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الاحتفال بالذكرى السبعين لعيد الشرطة واضحة وقاطعة وحاسمة بشأنها، إذ أكد على ذلك حينما أشار صراحة إلى تكامل الرؤية بين دور الشرطة المحورى فى حفظ الامن والأمان للدولة المصرية ومواطنيها إلى جانب اشقائهم من رجال القوات المسلحة البواسل، وفى الوقت ذاته وجه التحية إلى ثورة الخامس والعشرين من يناير التى عبرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لوطنهم، وهو ما يكشف عن حقيقة العمل الوطنى المتكامل والمتواصل بين الامس البعيد الذى حمل فيه رجال الشرطة مسئولية الذود عن العزة والكرامة الوطنية، والامس القريب الذى رفع فيه الشباب المصرى الشعارات ذاتها. ولكن ما حدث هو أن الثورة الشبابية اختطفتها قوى الظلام والإرهاب مستغلة حسن نية هؤلاء الشباب ومحدودية خبراتهم فى التعامل مع مثل هذه الأحداث. ولذا، جاءت ثورة الثلاثين من يونيو 2013 مصححة الطريق ومكملة المسيرة، حيث تضامن الشعب مع رجالات الشرطة والجيش فى دحض تلك الجماعة الإرهابية، واستعادة الكرامة الوطنية والعزة الإنسانية للمواطن المصري.

 

والحقيقة أنه رغم ما تحقق من إنجازات يشهد عليها الدانى والقاصى، بفضل رؤية قائد، ومعاونة حكومة، وتحمل شعب، إلا أن الخطاب الجلى للرئيس عبد الفتاح السيسى أكد فيه على أن ما تحقق ليس كافيا للوصول إلى نهاية الطريق نحو إقامة دولة عصرية، بل لا يزال الطريق طويل لبناء الجمهورية الجديدة التى تتحقق فى ظلها الشعارات التى دافع عنها رجال الشرطة فى معركتهم ضد المحتل عام 1952، وما رفعه الشباب فى ثورتيه (عامى 2011، 2013) لحفظ كرامة الإنسان المصرى وصون أمنه واستقراره.

 

خلاصة القول إن يوم الخامس والعشرين من يناير يظل يوما مشهوداً فى تاريخ الدولة المصرية بما يزخر به من أحداث عزيزة على قلب ووجدان كل مصري، حينما تعالت الصيحات المطالبة بالحرية والاستقلال الوطنى والكرامة الإنسانية، بعيدا عن أية محاولات خبيثة تحاول الجماعة الإرهابية أن تبثها لتشويه الاحتفال بمثل هذا اليوم الوطنى الذى أكدت أحداثه الأولى (عام 1952) والثانية (عام 2011) على وحدة المسار وتطابق الأهداف وتناغم الخطابات.