مع استمرار الطقس شديد البرودة التي تشهده مصر، خلال الأيام الحالية، وانخفاض درجات الحرارة، بشدة على معظم الأنحاء، ونشاط الرياح الذي يزيد من الإحساس بالبرودة، مع تكون الصقيع، خاصة في الساعات المتأخرة من الليل والصباح الباكر وحتى شمال الصعيد وسيناء.
ومن المتوقع أن تستمر تلك الأجواء شديدة البرودة الأسبوع المقبل، مع انحسار فرص سقوط الأمطار في الداخل واستمرارها على السواحل، وأثرت تلك الأجواء الباردة على المزارعين، وكشف خبير مناخ موعد تحسن الأحوال الجوية وانتهاء الموجة شديدة البرودة.
عاصفة هبة
وفي هذا السياق، قال الدكتور شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ، رئيس قسم الأرصاد الجوية بالمعمل المركزى للمناخ، إن السبب في الموجة شديدة البرودة التي تشهدها مصر، في الوقت الحالي هو عاصفة قادمة من أوروبا، وصلت إلى منطقة الشام "سوريا ولبنان والأردن"، وأيضًا مصر والسعودية وكل المنطقة العربية وتركيا، وهي عاصفة باردة أطلق عليها البعض "عاصفة هبة".
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه العاصفة حملت هذا الاسم نتيجة لما تحتويه من حبات برد وثلوج وانخفاض في درجات الحرارة، مشددًا على أن مصر شهدت انخفاضًا كبيرًا في درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي، ويتراوح متوسط درجات الحرارة بين 15 و16 درجة مئوية أو أقل في أثناء النهار، أما ليلًا وصلت درجة الحرارة في بعض المناطق إلى تحت الصفر وحتى 9 درجات مئوية.
وأضاف "أبو المعاطي" أن هذا الطقس بالنسبة لمصر طقس غير معتاد ولم تشهده من قبل، ويتكون الصقيع لفترات طويلة، موضحًا أن موجة الصقيع في مصر، كانت تستمر ليوم أو اثنين على أقصى تقدير، لكن في الوقت الحالي طالت مدتها، حيث شهدنا الكثير من الأيام التي تكون فيها الصقيع على المزروعات.
طقس متطرف
وأوضح أن هذا الطقس المتطرف الذي تشهده مصر نشأ عن التغيرات المناخية، وستستمر تلك الموجة مع ما تبقى من شهر طوبة، مشيرًا إلى أن الشتاء الحقيقي في مصر، يكون هذا الشهر، وبعده نبدأ في شهر أمشير وظواهره المناخية المتقلبة، مثل الأمطار والرياح والموجات الساخنة.
وعن موعد تحسن الطقس، أكد أن الطقس شديد البرودة وانخفاض درجات الحرارة مستمر حتى نهاية يناير وبداية فبراير، مشيرًا إلى أن تلك الموجة أثرت بشكل كبير على المزروعات، أدت إلى آثار البرودة وثلوج، وفيما يخص البرودة أدت إلى توقف النبات عن عملية الامتصاص وعدم قدرة الجذور على حسب الغذاء، وكذلك غلق النبات لثغوره بسبب الإجهاد، وهذه الثغور التي تخرد المياه عن طريق النتح، لذلك من المهم عمل التسميد والري حتى يستعيد النبات نشاطه.
نصائح للمزارعين
وأوضح أن آثار الصقيع والثلوج على النبات تشبه آثار تجميد أي نبات في الفريزر، لمدة عدة ساعات ثم إخراجه مرة أخرى، ويؤدي ذلك إلى تهتك الخلايا النباتية، مشيرًا إلى أن تساقط الثلوج على أوراق النبات يؤدي إلى هذه المشكلة، ما أدى إلى تضرر عدد من المزارع لمحاصيل المانجو والكوسة والبطيخ والفراولة والطماطم والبطاطس، خاصة في العمر المتقدم ولها أوراق فوق سطح التربة.
وأشار الدكتور شاكر أبو المعاطي إلى أنه في الوقت نفسه، فالبرد مفيد للمحاصيل الشتوية مثل القمح والفول والبسلة، مطالبًا بتجهيز الأرض جيدًا وتوضيب المصطبة جيدا وتعليتها، لمقاومة الإجهاد الواقع على النبات من أثر الصقيع، مع عمل ريات متتالية في فترات قريبة، والتأكد من تصريف المياه حتى لا يتعرض النبات للضغط مرة أخرى، نتيجة الصقيع والماء الأرضي تحت الجذور.
ونصح أستاذ المناخ برش بعض المركبات المحتوية على الفوسفور أو البوتاسيوم وعمل "تدخين" في المزارع، من خلال حرق إطار سيارة قديم أو مخلفات نباتية، لتعديل درجة حرارة الجو، أو رش مياه حرة على سطح النباتات باستخدام مواتير الرش أو طرق الرش الارتوازي، حتى لا يبقى الثلج فترات طويلة على أوراق النباتات وتحدث أعراض الصقيع.