الإثنين 27 مايو 2024

رئيس لجنة الترجمة بمؤسسة الثقافة اليونانية: الثقافة الوسيلة المثلى لمعرفة الآخر

معرض الكتاب

ثقافة28-1-2022 | 21:13

دار الهلال

 قال رئيس لجنة الترجمة بمؤسسة الثقافة اليونانية نيكوس باكوناكيس، اليوم الجمعة، إن الثقافة هي الوسيلة المثلى لمعرفة الآخر والتقارب بين الشعوب، والدافع لتقوية العلاقات بالمجالات الأخرى.

وأضاف باكوناكيس - خلال ندوة بعنوان "الترجمة أداة للدبلوماسية الثقافية" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والخمسين - أن الثقافة هي قاطرة التعاون في كل المجالات؛ لأنها تضع أرضية وأساسًا لمعرفة الشريك الأفضل للتعاون السياسي والاقتصادي، لافتًا إلى أن الأنشطة الثقافية التي تنظمها دولة اليونان خلال فعاليات معرض القاهرة للكتاب هدفها الأول تعزيز العلاقات اليونانية العربية بشكل عام، والمصرية بشكل خاص.

وأشار باكوناكيس، إلى أن التواجد اليوناني في معرض الكتاب فرصة لتقريب شعب اليونان بالدول العربية من خلال الثقافة والفكر والأدب، مشيرًا إلى أن بلاده تمتلك ثروة أدبية وفنية كبيرة.

وأكد رئيس لجنة الترجمة، أن الناشرين يقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة من خلال إخراج منتجات ثقافية تثري مستوى الفكر والتعلم لدى القراء.

وقال المسؤول اليوناني إن وزارة الثقافة في بلاده تبنت برنامجًا أطلقت عليه "GreelLit"؛ يهدف إلى تعزيز التعاون اليوناني مع كل الدول، خاصة العربية من خلال الترجمة، حيث إن البرنامج يهدف إلى إعطاء الإمكانية لدور النشر العربية إلى ترجمة إصدارتها للغة اليونانية، بحث تكون متاحة إلى الشعب اليوناني، كما أن البرنامج يسعى لترجمة كتب الأدب اليوناني إلى اللغة العربية بهدف تعزيز التواجد الثقافي اليوناني في الدول العربية، باعتبار أن ذلك يعد جسرًا قويًا للتواصل الثنائي بين الجانبين اليوناني والعربي.

وأوضح رئيس لجنة الترجمة، أن البرنامج يهدف لوضع أرضية خصبة للتعاون العربي اليوناني، مؤكدًا أن المشاركة اليونانية في معرض الكتاب هي مرحلة "استكشافية" لفتح علاقات جديدة وبنّاءة مع الدول العربية.

ولفت إلى أن الترجمة هي أداة من أدوات الشعوب للمعرفة والاطلاع على الثقافات المختلة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي داعم رئيسي للترجمة بهدف تعزيز التواجد الأوروبي في الدول العربية كذلك.

وتابع باكوناكيس قائلا، إن الترجمة هي صيغة للتواصل بين البشر، كما أنها وسيلة لتناقل العلوم والفنون، مضيفا: أثبت تعاقب الحضارات أنه ما من حضارة قامت وأثرت في غيرها إلا من خلال الترجمة"، ودلّل على كلامه بالحضارة العربية، التي كانت خير ناقل للثقافة والحضارة الإغريقية.

وأكد  باكوناكيس، على ضرورة اهتمام الدول بالترجمة والمترجمين ودعمهم حتى تنمو حركة الترجمة في شتى المجالات؛ ما يسهم في تكوين وخلق أفق جديد وجسر للتواصل بين البشر حول العالم.

من جهتها، قالت روتان خالد، المسؤولة بمؤسسة الثقافة اليونانية (فرع الإسكندرية)، إن الترجمة هي فعل ثقافي لغوي يربط الحضارات، مشيرة إلى أن الترجمة لم تفقد من قديم الزمن، أهميتها أو ضرورتها أو فاعليتها، فهي الوعاء الذي تنقل من خلاله المعرفة من بلد إلى آخر ومن لغة إلى أخرى. 

ولفتت إلى أن الترجمة هي إحدى وسائل الانتقال الفكري والمعرفي بين مختلف شعوب العالم، منوهة بأن اليونان غنية بالمحتوى الثقافي، وتسعى لنشر هذا المحتوى إلى العالم، موضحة أن الترجمة الثقافية هي إحدى الوسائل المهمة التي تساعد الشعبين اليوناني والعربي، على التعارف الحقيقي، كما أنها تسهم بدور مهم في تحقيق السلام والتنمية العالمية.

وأكدت الدور الجوهري للمترجم؛ فلولاه لما استمتع الشرق بالأدب الغربي، ولما تمكن الغرب من تذوق جمال وبلاغة أدب العرب، موضحة أنه يجب على المترجم أن يكون على معرفة تامة بالموضوع الذي يقوم بترجمته وذلك عن طريق القراءة البحثية، وأن يمتلك قواميس جيدة للحصول على المعنى الأفضل، وألا يبتعد بترجماته عن النص الأصلي من خلال إدخال كلمات لا تستطيع إيصال المعنى الأدبي.

بدورهم، أكد المشاركون في الندوة أن الترجمة هي عنصر فاعل في نقل التراث والثقافة بين الدول، ووسيلة وجسر للتواصل بين الشعوب، ورابط للثقافات والحضارات بين الأمم.

وأشاروا إلى أن المترجم يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في نقل الموروث الثقافي والفكري بين الشعوب، مشددين على أهمية أن يتمتع المترجم بالخبرة والثقافة التي تمكنه من أداء مهام عمله على الوجه الأكمل. ونبهوا إلى أن الثقافة بشكل عام، والترجمة بشكل خاص، هما إحدى أدوات دفع وتقوية العلاقات بين الدول، كما أنهما قاطرتان لتقريب الشعوب وتبادل الخبرات بين الشرق والغرب.

وتحل على المعرض دولة اليونان كضيف شرف، ومن المقرر أن يشهد المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.