الأحد 16 يونيو 2024

أموال روسية في المملكة المتحدة تضعف سلاح العقوبات على أوكرانيا

النائب توم توجندات

عرب وعالم29-1-2022 | 13:25

دار الهلال

حذر مسئولون ومنظمة لمكافحة الفساد من أن وجود أموال روسية في لندن، يهدد الأمن القومي ومن شأن ذلك أن يضعف تأثير فرض عقوبات غربية على موسكو في حال غزت أوكرانيا.

وكتب النائب المحافظ توم توجندات في صحيفة "سيتي إيه إم" الاقتصادية "بينما تستعرض موسكو قوتها في مواجهة أوكرانيا، ما زالت أموال روسية لا تزال تسمم شواطئنا".

والعلاقات بين روسيا ودول الغرب في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة في أعقاب نشر موسكو عشرات آلاف الجنود على الحدود الأوكرانية.

وأضاف توجندات رئيس اللجنة البرلمانية الخاصة للشؤون الخارجية التي تتمتع بنفوذ كبير أنه "يسهل التركيز على مئة ألف جندي روسي تم حشدهم على الحدود، لكن التهديد لا يأتي من الدبابات فقط، إنما من الأموال".

وأوضح ان "الأموال المخبأة في حسابات وممتلكات تستخدم لتقويض أمن المملكة المتحدة والشعب البريطاني".

وكان توجندات صرح الجمعة لشبكة "بي بي سي" من البوسنة إن بريطانيا تتحمل المسئولية بشكل خاص في الأزمة الحالية المتعلقة بأوكرانيا، لدورها المحوري في غسل أموال من أنحاء العالم.

وقال النائب المحافظ إن "الكثير من الأموال القذرة التي مع الأسف تسبب عدم الاستقرار - هنا في البوسنة وحتما في أوكرانيا وبالطبع في روسيا - تتدفق داخل أسواقنا في لندن". وأضاف "هذا مجال مع الأسف له علاقة بنا ولا يمكننا تجاهله".

واتُهمت السلطات البريطانية كثيرا بالتغاضي عن أموال الأثرياء القريبين من السلطة المتدفقة إلى لندن والمركز المالي ما أدى إلى إطلاق لقب "لندنجراد" عليها. ويتم استثمار الكثير من الأموال بشراء عقارات في بعض أكثر المناطق باهظة الثمن في لندن.

وقالت منظمة الشفافية الدولية التي تكافح الفساد إن روسًا متهمين بالفساد أو بعلاقات لهم مع الكرملين، يمتلكون نحو 1,5 مليار جنيه استرليني (1,8 مليار يورو، ملياري دولار) بشكل عقارات في بريطانيا.

وقرابة مليار جنيه من المبالغ الإجمالية تمتلكها شركات في "ملاذات سرية" هي أيضا اراض بريطانية ما وراء البحار، وخصوصا الجزر فيرجن البريطانية وجزيرة آيل أوف مان، بحسب المنظمة.

وقال مدير السياسات في الفرع البريطاني للمنظمة دنكان هيمز "ليس سرا أن بريطانيا توفر مكان لغسيل الأموال القذرة ولسمعات أولئك الأشخاص من روسيا وغيرها".

وأضاف "هذا لا يؤثر فقط على مواطني الدول التي تعيش في ظل أنظمة فاسدة، إنما يطرح أيضا مخاوف أمنية للمملكة المتحدة". وتابع "على الحكومة أن تبادر إلى إدخال إصلاحات طال انتظارها لمنع المجرمين والفاسدين من إخفاء أموالهم المكتسبة بطريقة غير شرعية في عقارات فاخرة هنا"، مشيرا إلى أن إنجلترا لديها قوانين لتجميد مثل هذه الأصول.

وتحذر لجنة توجندات منذ سنوات من أن التراخي في وجه الأموال الروسية التي يتم تبييضها في لندن من خلال بنوك أو عقارات، جعلت الرئيس بوتين أكثر جرأة.

وقال تقرير للجنة نشر في 2018 بعنوان "ذهب موسكو" إن أفضل طريق لكبح الأطماع الإقليمية الروسية هي وقف الكرملين عن غسل الأموال غير القانوني في المملكة المتحدة والمناطق البريطانية ما وراء البحار.
وفي التقرير، رأى الناشط في مجال مكافحة الفساد رومان بوريسوفيتش إن جميع "رجال الأعمال النافذين" الروس ينتمون إلى "الطبقة" نفسها التي تدين بشيء ما للكرملين.

ويقول "مهما بدوا مختلفين - أحدهم يمتلك نادٍ لكرة القدم، وآخر تبرع بالمال إلى أكسفورد لبناء مدرسة حكومية، وثالث سجن في روسيا لست سنوات في ظل الشيوعية، وسواه كان موظفًا حكوميًا - فجميعهم لديهم أشياء معينة مشتركة".

وأضاف "كل واحد منهم جمع المال عبر علاقة مع الحكومة الروسية وذلك الارتباط يجبرهم على القيام بكل أنواع المهام لبوتين سواء كانت خفية أو مرئية أو غير مرئية".

وستفتح اللجنة قريبا تحقيقا في عمليات عالمية لغسيل الاموال، حسبما أعلن متحدث فيما قالت موسكو إن أي عقوبات على أوكرانيا تستهدف بوتين بشكل مباشر ستكون "مدمرة".

من ناحية أخرى قالت صحيفة "تايمز" إن مسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية عبروا عن "الاستياء" لأن تأثير العقوبات المالية المحتملة ضد بوتين سيكون أقل بسبب تقاعس بريطانيا عن اتخاذ إجراءات بشأن استثمارات روسية مشبوهة.

وتفرض بريطانيا حاليًا عقوبات على 14 شخصا من الموالين للكرملين تتهمهم بالفساد.