قال الدكتور يسري عبدالله، أستاذ النقد الأدبي، بكلية الآداب جامعة حلوان: ليست بوتشي وحدها، ولا حتى دايزي، ولا فوكسي مفجرة الاختلاف بين جاك/ شهاب الدين أرسلان وزوجته جوين. وليست تبادلية الأسماء العربية والأخرى الإنكليزية في النص والحياة التي يعاينها، ليست فريدة/ ليليان، وأليس/ فاطمة، وجنيفر/ زينب، ليست عبد الرافع أرسلان وزوجته كاترين، أو حتى المنجي أرسلان صاحب التكوين الخاص، ليست البشر أو الكلاب، الحياة وحتى الموت، الوجود أو العدم، لكنها وحدة الوجود ذاته، وتماهي الموجودات جميعها في مدّ إنساني رفيع يجدل بين أزمنة متداخلة، تنصهر جميعها في بنية سردية متجانسة تشكل متن رواية الكاتب الروائي المصري أحمد صبري أبو الفتوح "حكايات من جنازة بوتشي"، الصادرة في القاهرة حديثا عن دار "ميريت" .

أضاف عبدالله خلال مناقشة رواية «حكايات من جنازة بوتشي» لأحمد صبري أبو الفتوح ضمن محور ملتقى الإبداع، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53 : أن الرواية تأخذ طريقها لاستعراض ملامح نفسية لشخوصها المتنوعين، الذين يدخلون في مونولوغات طويلة أحيانا، وفي ديالوغات موازية أحيانا أخرى تكشف عن الداخل الثري للإنسان، عن علاقته بالعالم، تصوراته للواقع والأشياء.

وتابع عبدالله: وفي الحوارات الداخلية التي تعتمل داخل الشخوص تثار الأسئلة، وتتأكد القناعات حتى لو كانت زائفة كما في حالة جاك/ شهاب الدين أرسلان: "راح يقول لنفسه وهو جالس في مواجهة زوجته: ياااه يا شهاب الدين، حتى اليقين الذي قدمت التنازل تلو التنازل للحفاظ عليه؛ جاء الوقت لتنازعك فيه نفسك، ولتساوم عليه" (ص77).

واستكمل أستاذ النقد الأدبي: وفي الحوارات الخارجية التي ليست شرطًا أن تقام بين جنيفر/ زينب وأبيها أو جنيفر وأمها أو الأب جاك/ شهاب الدين والأم جوين، ولكن قد يحدث هذا الحوار السردي الذي تتوجه به الشخصية الروائية إلى مروى له محدد ومتعين هو الكلبة دايزي مفجرة الحدث السردي الذي ينطلق منه خط القص الرئيسي في الرواية: "بينك وبين فوكسي أكثر من ربع قرن يا صغيرتي، ولا يزال ما يقوله جاك هو نفسه لم يتغير، كأن الأعوام لم تنصرم، وكأن العالم لم يتغير. بصراحة يا دايزي أنا مندهشة مثلك، وربما أكثر، وغاضبة مثلك، بل وأكثر" ( ص50).

جدير بالذكر أن الدورة الـ 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، تقام في الفترة من 26 يناير الجاري إلى 7 فبراير المقبل بالتجمع الخامس، بمشاركة 51 دولة من 6 قارات، وتحتفي باليونان كـ”ضيف شرف”، وبالأديب الراحل يحيى حقي، شخصية المعرض، والكاتب عبدالتّواب يوسف شخصية معرض كتاب الأطفال.

وكانت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، أعلنت أن الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب ستشهد لأول مرة، استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي؛ من خلال ظهور شخصية الأديب يحيى حقي بتقنية الهولوجرام في عرض تفاعلي مع الجمهور من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D .